الرد على الإستشارة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السائلة الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فنسأل الله لهذا الشاب ولجميع الشباب الهداية والرشاد يارب العالمين .
جاء في الطرح عدة نقاط منها :
أولاً: الشاب عمره 17 سنة. وهو ليس شقيق أخ من الأم .
ثانياً: تم اكتشاف أنه يشرب الخمر.
ثالثاً: السؤال عن الذهاب به إلى البلد مورتنيا.
رابعاً: الطرق الصحيحة للتعامل معه .
نقول مستعيناًَ بالله عزوجل أقول :
أولاً: العمر أهم عنصر في هذه المشكلة ( 17 سنة ) عمر المراهقة ، عمر التحدي ، عمر بداية الرجولة والاعتماد على النفس. إذا عُرف هذا من قبل الأهل أن هذا الشاب دخل في مرحلة من أخطر المراحل لابد من تفهم هذا المرحلة والتعايش معها والصبر على ما فيها من أمور وتقلبات شبابية .
الشاب في هذا العمر يحاول إبراز نفسه بأي شكل من الأشكال ومن ذلك شرب الدخان ثم شرب الخمر .ز
وهنا نضع السؤال الأهم : أين تعلم شرب الخمر ؟
ثانياً: إذا كان قد تعلم شرب الخمر في المنزل فهذا معضلة عظيمة, وإذا كان تعلم شرب الخمر في مع الأصدقاء والرفقاء فهذا أمر بإذن الله تعالى سهل ومقدور عليه .
نقول إذا تعلم شرب الخمر مع الأصدقاء والرفقاء عند ذلك يجب التعامل معه بقوة والحرص على منعه تماماً من هؤلاء رفقاء السوء وهم أضر عليه من أخطر الأمراض. لأنهم شر وبلاء على هذا الشاب بصفة خاصة وعلى المجتمع بصفة عامة .
ثم هذا الشاب هل أكمل المرحلة الثانوية وأصبح يعيش في فراغ وخاصة ونحن نعيش في إجازة صيفية طويلة .
ثالثاً: الفراغ حذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما:قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس الصحة والفراغ ) [رواه البخاري 2/91]
هذا الشاب توفرت له الصحة في جسده والوقت في يومه فلابد من توجيه الشاب ونصحه برفق ولين .
رابعاً: بخصوص السفر به إلى بلاد مورتنيا لا ننصح بذلك إلا إذا توفر في البلد أمور معينة ومنها :
1) وجود من يتابع هذا الشاب هناك.
2) وجود أهل وقرابة يكونون معنيين له في الخير .
3) هل البلد مناسب لهذا الشاب كيف يقضي وقته هناك بالدراسة أو العمل أو ماذا؟؟
السفر في حد ذاته ليس علاج لأن في الخروج من مشكلة شرب الخمر قد ندخل في مشكلة أكبر وأعظم من ذلك. والذي أنصح به عدم الاستعجال في اتخاذ قرار السفر بدون دراسة وسؤال وتأمل للعواقب المترتبة على ذلك .
خامساً: أما عن الطرق الصحيحة للتعامل مع هذا الشاب في هذا العمر نقول :
1) مصاحبة الشاب حتى نكسبه ويكون قريب منا يسمع كلامنا ويقبل النصح منا.
2) الرفق واللين معه لكسب قلبه, الحوار معه ونتأمل ذلك الشاب الذي جاء إلى النبي صلة الله عليه وسلم يطلب الأذن له بالزنا عن أبي أمامة قال: إن فتىً شاباً أتى النبي فقال: يا رسول اللَّه، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا لـه: مه مه! فقال لـه: ((ادنه))، فدنا منه قريباً، قال: ((أتحبه لأمك؟)) قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأمهاتهم)). قال: ((أفتحبه لابنتك؟)) قال: لا واللَّه يا رسول اللَّه، جعلني اللَّه فداءك. قال: ((ولا الناس يحبونه لبناتهم)). قال: ((أفتحبه لأختك؟)) قال: لا واللَّه جعلني اللَّه فداءك. قال: ((ولا الناس يحبونه لأخواتهم)). قال: ((أفتحبه لعمتك؟)) قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداءك. قال: ((ولا الناس يحبونه لعماتهم)). قال: ((أفتحبه لخالتك؟)) قال: لا واللَّه جعلني اللَّه فداءك. قال: ((ولا الناس يحبونه لخالاتهم)). قال: فوضع يده عليه، وقال: ((اللَّهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه))، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء [ رواه الترمذي:5/257, وسلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني، برقم 370،ج1]
3) توفير الجو المناسب في البيت أو العمل خارج البيت فهو بحاجة إلى ذلك وخاصة في ظل الظروف الحالية .
4) معرفة أصدقاء الشاب والسؤال عنهم وعن أخلاقهم لأن المرء على دين صاحبه, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مِنْ يُخَالِلْ) [رواه البيهقي, باب من يجالس ومن يصاحب ج1,ص137 ] .
نسأل الله العلي العظيم الحي القيوم الهداية لهذا الشاب ولكل الشباب يارب العالمين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .