الرد على الإستشارة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الفاضلة: aabad
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يجب أن تعلمي بأننا في عصر القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر بالنسبة للمرأة والرجل، والمجتمعات بطبعها تختلف في قضية ما يشاهده المسلم من فتن في كل لحظة من لحظات يومه، فكلما قلة الفتن كلما سلم المسلم والمسلمة من المعاصي والوقوع فيها .
وهذا ليس تبريرًا لفعل زوجك، ولكن وجب علي أن ألفت انتباهكِ إلى عِظَمِ ما يتعرض له المسلم من فتن قد تعصف بدينه، فكيف بحياته الزوجية ؟
الحياة الزوجية مشروع يشترك فيه طرفان كلٌ منهما حريص على الربح فيه وعدم الخسارة، وإن كان لا بد من فض الشراكة فيه، فليكن مع أخف الأضرار .
كما علمت من رسالتك أنك صبرت على زوجك وعلى تجاوزاته، لذا لا تيأسي ولا تتنازلي عن موقفك في سبيل الحفاظ على أسرتك، واحرصي على أن تذكري زوجك بالله وخطورة التهاون بأعراض المسلمين وأن من تجرأ على أعراض المسلمين سلط الله عليه من يتجرأ على عرضه، وليكن ذلك بالتلميح لا التصريح في بادئ الأمر, فإن انتهى فالحمدلله وإن لم يرتدع فلتستعيني بشخص يؤثر فيه من أقاربه أو أصحابه، فإن في الصحبة الصالحة أثرًا على الإنسان في نفسه وفي القريبين منه .
أختي الفاضلة :
دائمًا أذكر المسترشدين بضرورة صدق اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى في حل مشاكلهم، نحن نلجأ إلى الله كوننا مسلمين ، لكننا نختلف فيما وقر في قلوبنا من صدق اللجوء والتضرع والتذلل إلى الله سبحانه وتعالى، يتوضأ المسلم ويصلي ركعتين لله عز وجل ينزل حوائجه كلها على الله في هاتين الركعتين تطلبين فيها من الله أن يهدي زوجك وأن يعصمه من الفتن والعلاقات المحرمة ويحفظ عليكِ حياتك الزوجية .
وأبقي على ما أنت عليه من رباطة الجأش ولعل ما تعرضتِ له من انهياراتٍ نفسية في السابق يزيدك قوة وصلابة في تحمل الكثير من المشاكل الزوجية، خصوصًا وأن الحياة الزوجية في أي بيتٍ لا تخلو من المشاكل .
أخيرًا : أسأل الله سبحانه وتعالى أن يؤلف بين قلبكِ وقلب زوجكِ، وأن يعمر حياتكما بالطاعة والصلاح والهدى والتقى .