كيف تستقبل الأسرة شهر رمضان؟
مشاهدة جميع المقابلات
185
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
عزيزي القارئ الكريم أهلاً وسهلاً بكم في منصة المستشار وفي لقاء يتجدد مع مستشار! والذي نسأل الله تعالى أن يبارك فيه، وفي القائمين على هذه المنصة الطيبة وداعميها وكل من شارك فيها كل الخير والبركات... لقاءنا هذا المرة سيكون مع المستشارة النفسية د. انتصار معروف، نناقش فيه أحد الموضوعات الأسرية أهمية وخاصة في شهر رمضان المبارك.
فأهلاً وسهلاً بالجميع.

1- سعادة المستشارة الكريمة د. انتصار معروف - هلا تفضلتم أعطنا نبذة مختصرة عن البطاقة الشخصية لشخصكم الكريم؟
أهلاً ومرحباً بكم،أنا معالجة نفسية واستشارية أسرية وزوجية، دكتوراه تخصص علم اجتماع الأسري، حاصلة على شهادة تخصص في العلاج النفسي التحليلي، خبرة طويلة في تقديم الاستشارات النفسية والاسرية والزوجية والاجتماعية. لدي شغف في كتابة المقالات في مجال الصحة النفسية، عضو معتمد لدى المجلس الاستشاري الاسري، عضو الجمعية المصرية للمعالجين النفسيين.

2- سعادة المستشارة الكريمة - يُعدُ شهر رمضان من أكثر المناسبات الدينية أهمية وتميزاً عند المسلمين، حيث يحتفل بقدومه الجميع، كل على طريقته؛ بل أيضاً كل أسرة على طريقتها الخاصة. هلا قدمتم لنا وللقارئ الكريم – الفلسفة النفسية في استقبال الأسرة لشهر رمضان! كيف يكون ذلك؟ وما هي الخطوات التي يجب على الأسرة القيام بها لاستقبال هذا الضيف الكريم؟؟

مما لا شك فيه أن شهر رمضان هو نعمة من الله سبحانه وتعالى حبانا بها للتخلص من بعض السلوكيات الغير مرغوب بها لدينا والتي تؤثر سلباً على نمط حياتنا وعلاقاتنا وتفقدنا الشغف وتحرمنا طعم الهدوء والراحة،وسواء كانت تلك السلوكيات فكرية أم نفسجسدية، وعندما نفهم ونقدر هذه الفرصة الثمينة انها للرعاية الصحية وعلاج النفس وللارتقاء بالنفس والروح وترفع من قدرة الانسان على ضبط نفسه وتحسين سلوكه، سنشعر حينها بالآمان والاطمئنان والتوازن النفسي.

3- سعادة المستشارة الكريمة - لا شك بأن شهر رمضان فرصة عظيمة للأسر العربية والإسلامية لإصلاح أحوالها، وعلاج مشاكلها ولمّ الشمل، ما هو الدور المنوط بالزوجة أو الأم خصوصاً لتهيئ بيتها وأولادها لاستقبال رمضان في أبهي صورة؟، وما هي أبرز الأخطاء التي تُرتكب – من منظور نفسي بطبيعة الحال - في هذه الأيام المباركة والتي تضيّع علينا هذه الفرصة العظيمة لحل كل الأمور التي تُفقدنا السكينة وراحة البال.؟

دور الزوجة/الأم له أهمية كبيرة في شهر رمضان ورسولنا الكريم قال لنا: (كلكم راع فمسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بَعْلِها (زوجها) وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) لذلك يكون دور ربة المنزل بالتحضير المسبق لبيتها استعدادا لهذا الشهر الفضيل، وهذا الاستعداد يلعب دور كبير في تهيئة الأبناء بين النفسية والروحانية والمادية، وحتى من ناحية الطعام وممارسة الرياضة.

وأبرزالأخطاء الشائعة التى تُرتكب وتضيع علينا فرصة رمضان الثمينة هي سرعة الغضب والعصبية الزائدة من أبسط موقف، فتفقدنا السكينة والهدوء والسلام النفسى، لذا على ربة المنزل أن تحرص على توفير مناخ عائلي يطغى عليه الطابع الروحي في كيفية أداء العبادات التي تنعكس ايجاباً على تهذيب النفس والسمو بها مع الحرص ايضاً على توفير الغذاء الصحي للعائلة من أجل سلامة البدن من أمراض السمنة وما شابه..

4- سعادة المستشارة الكريمة - جميعاً نحتاج إلى أن نحسن استقبال شهر رمضان، وأن يكون ذلك بنفس راضية وروح هادئة بعيدة كل البعد عن التوتر والقلق والانفعالات. وهذا يتطلب منا جميعاً وخاصة ربة البيت، ضبط الانفعالات أثناء الصيام، سواء في معاملة الزوج أو الأبناء والسيطرة على المشاعر والأفكار السلبية.. كيف يكون ذلك ؟ وكيف نستثمر روحانية هذا الشهر الفضيل وبركته في حياتنا الأسرية؟؟

نلاحظ زيادة في معدلات الغضب والقلق والانفعالات وتضخيم للمواقف في شهر رمضان وهنا نشعر بالتناقض بين مفهوم "الصبر" وأن" تصوم الجوارح" يعني أن لا ندع اللسان ينطق بباطل ولا تنظر العين لباطل ولا تسمع الأذن الى باطل، فنجد فجوة وصعوبة في ضبط الانفعالات وسلوكيات الصائمين داخل الاسرة في شهر رمضان، وهذا يتطلب جهد وتعاون بين جميع أفراد الأسرة عموما ومن الأم خصوصا لا بد لها من التأكيد على ابنائها أن يستثمروا وجود الشهر الكريم لخلق حالة من التوازن النفسي من خلال شحن القلوب والتسامح والعفو والصبر وصلة الرحم وابتعاد النفس عن القول والفعل السيئ.

5- سعادة المستشارة الكريمة - تقاسم الأعمال المنزلية في رمضان.. مودة ورحمة!! كيف يستطيع أفراد الأسرة؛ وبالأخ الزوج والزوجة الكريمان – تحقيق ذلك ؟؟

تقاسم الأعمال المنزلية في شهر رمضان يساهم في تقوية الروابط الاجتماعية وزيادة المحبة والألفة بين أفراد الأسرة ، ودورالزوج متابعة مشاركة الابناء في تحمل المسؤولية، فلا ينبغي اسناد جميع التحضيرات للمائدة الرمضانية للأم وحدها لكي لا تُصاب بالاجهاد النفسي الناتج عن الاجهاد الجسدي والفكري بسبب الضغط المفرط والمستمرعليها، لذلك تعتبر مشاركة الزوج والأبناء في الواجبات المنزلية في شهر رمضان ضرورية، ليس فقط لحماية الزوجة من اعراض الاحتراق النفسي، وانما لتربية الأبناء على تحمل المسؤولية.

6- سعادة المستشارة الكريمة - كيف يتعامل المربي مع الصراعات بين أفراد العائلة التي قد تحدث في شهر رمضان؟

الأمر يحتاج الى الصبر والمثابرة والجهد، والأمر يرتبط بالمرحلة العمرية التي يمر بها الابناء، ويجب أن يكون هناك ثوابت وحدود ينبغي على الأبناء عدم تجاوزها، وذلك من خلال استخدام أسلوب تربوي يجمع بين الحب والحزم ، وأن يتعلم الأبناء أن من يحقهم أن يعترضوا على بعض الأوامر لكن بمنتهى الأدب والاحترام.

7- سعادة المستشارة الكريمة - كيف تُساعد العائلة أفرادها على تطوير مهارات التواصل الفعال فيما بينها في هذا الشهر الفضيل ؟

مما لا شك فيه أن صوم رمضان حافز قوي لتحسين العلاقات وتعزيز الروابط بين أفراد الأسرة ، ويمكن تنمية مهارات التواصل من خلال الجلوس معا لمناقشة بعض القضايا الدينية والاجتماعية والثقافية بعد صلاة التراويح، وتشجيع الحوار في مثل هذه الجلسات والشفافية وتشجيع الحوار الهادف، وتأصيل مهارات الحوار والاستماع الفعّال لبعضهم البعض وأن يظهروا اهتماما واحتراما بما يقوله أحد الاخوة مع اهمية تعلم التحدث بلطف وحب.

8- سعادة المستشارة الكريمة - كيف يتجنب الزوجان الضغوطات النفسية في رمضان؟

في شهر رمضان تزداد العصبية بسبب ضغوطات الحياة، لذلك على الزوجين التعامل بلطف مع بعضهما والابتعاد عن العناد وغلق أي موضوعات خلافية سابقة، وأن يدركا جيداً أن الصوم جاء ليعلمنا الصبر والرفق واللين، فلا نضيع أجر صومنا بسبب نبش الماضي لافتعال المشاكل،بل تجنب الجدل والأخذ والرد مع شريك العمر.

9- سعادة المستشارة الكريمة - نصائح للزوجين لتخفيف التوتر في الشهر الفضيل

أنصح الزوجين:

* التوقف عن تصيد الأخطاء أو البحث عن خلافات.
* تقديم يد العون للشريك.
* عدم التذمر طوال الوقت.
* التسامح وإعطاء الأعذار للشريك.

10- نرجو منكم يا سعادة المستشارة الكريمة الحديث بإيجاز عن تجربتكم الطيبة معنا في منصة المستشار.؟

أنا ممتنة جدا لكم على اتاحة الفرصة لي لتقديم الاستشارات النفسية الى المسترشدين من خلال منصتكم الراقية، كما شرفني الانضمام الى كوكبة المستشارين الافاضل.

11- سعادة المستشارة الكريمة كلمة أخيرة لكم تودون ذكرها في نهاية هذه المقابلة.؟

أشكركم جزيل الشكر على هذه الاستضافة، مع تمنياتي لكم بالتقدم والتميز والازدهار.

وختاما ينتهي هذا الحوار الماتع والثري بأجمل باقات الشكر والتقدير لسعادة المستشارة النفسية د. انتصار محمد معروف– على تفضلها بقبول هذه الدعوة، ونسأل الله تعالى أن ينفع بها وبعلمها البلاد والعباد. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير.
تقييم اللقاء
مشاركة اللقاء
تعليقات حول الموضوع

مقال المشرف

دور الوالدين في تحقيق الأمن

إذا أردنا تحقيق الأمن فلا بد أن نوقن بأنه لا يكون بيد واحدة، وإنما لا بد من تكاتف أطراف عديدة، فالإن ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات