الرد على الاستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد : فشكر الله تعالى للأخ السائل الكريم حرصه على الخير .
وأما عن تساؤله : كيف أكون محبوباً للناس ؟
فأوجز الإجابة :
جاء الشرع الحكيم بالدعوة إلى مكارم الأخلاق كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نفسه بقوله : ((إِنَّمَا بُعِثْتُ لأتمِمَ صالح الأخْلاق)) رواه أحمد.
ووصف النبي - صلى الله عليه وسلم - المؤمن بالألفة والنفع المتعدي لغيره ، بقوله : ((المؤمنُ يـأْلَفُ ويُؤلف، ولا خيرَ فيمن لا يَأْلَف ولا يُؤْلَف، وخير النَّاسِ أَنْفعهم للناس)) . " رواه أحمد " ، فالمؤمن هو الأليف في معاشرته ، المحب للخير لإخوانه كما يحبه لنفسه .
وهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يعلي من صفاء النفس بقوله :" أحبكم إلينا أحسنكم خلقًا " .
ولذا ما ذكره الأخ السائل في سؤاله عن الشدة والتسلط والعبوس!
كل هذا مما يستدعي علاجه وإصلاحه وفق الخلق النبوي الكريم كما أوضحنا ، وأؤكد على أهمية الرفق ؛ فما كان في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شَانَهُ ، وهو لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل ، وعلى أهمية التشاور في الأمور ، والتعاون على البر والتقوى ، وحبذا تغليب المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية ، وعلى الابتسامة ؛ لما فيها من إدخال السرور على الآخرين ، و( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) كما جاء في الحديث .
وكفى بالمرء نبلا أن يحظى بمحبـة الخلق بعد محبة اللهِ - عز وجل - ؛ ففي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( إِذَا أَحَبَّ اللهُ العبدَ نَادى جبريل:إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فلانًا فأحببهُ، فيُحبُّهُ جبريلُ، فيُنَادي جبريلُ في أهل السماء: إن الله يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُوهُ، فيُحبهُ أهلُ السَّـماء ِ. ثم يُوضع لهُ القبولُ في الأرض )) . " رواه البخاري " .
أسأل الله الكريم أن يوفق الأخ السائل للدعوة إلى الله تعالى وأن يرزقه القبول في الأرض.