الرد على الاستشارة:
نُرحِّبُ بكَ أَخَانا الكَريم في موقع المُستشار، وُنثمِّنُ لكَ ثقتَكَ في الموقع، و نسألُ الله لكَ التَّوفيقَ، و السَّداد. و نسألَه تَعَاْلَى أن يُسهِّل أمرَك، و يُزيل ما أهمَّك. و نسألُ الله تعالى أن يُبعد عن زوجتك ما تعاني منه.
فيما يخُص الزَّوْجَة فلقد أحسنتَ في طلب المشورة، و الصَّبر عليها، والحرص على تهدئة الأُمور، وهذا دليل عَلَى وعيك، و طيبَ معدنك، و حُسن أخلاقك.
لا بُدَّ مِن الرفق بالزوجة في طلب الحق الشرعي، وتغيير نمط العلاقة الزَّوْجِيَّة فَإِنَّ هذه الفترة حساسة، ولعل الأمر يَكُون حالة نَفسِيَّة فلا بُدَّ من العرض عَلَى طبيب نفسي لعلاج هَذَا الأمر وإبعاد المخاوف الناتجة عن ذلك.
وقد تنفر الزَّوْجَة من بعض الأمور في الزوج مثل :" النظافة الشَّخصِيَّة، أو رائحة الفم، أو غير ذلك ", فلا بُدَّ من جلسة مصارحة حَتَّىَ يتم إزالة المعوقات.
إثارة الزوجة قبل الجماع والصبر على ذلك من الأمور المُهِمَّة، حَيثُ أن إثارة الزوجه جنسيا عن طريق التقبيل والمداعبة، يكوه له أثر كَبِيْر في تَقّبُّل الزَّوْجَة، ويكون الإيلاج آخر مرحلة، وحتى وإن لم يكن هُنَاكَ إيلاج بعد المداعبة، فتكرار الإثارة مرَّة أخرى وفي وقت لاحق قد يُزيل التَّوَتُّر، ويزيد في المحبة، والقرب منك.
ومن المُهِم استخدام بَعْض بَعْض أنواع المرطبات الموضعية فلها أثَّر جيد عَلَى منع الألام، وإبعاد الحالة النَّفْسِيَّةِ المرتبطة بهذا الأمر، ولا بُدَّ مِن الابتعاد عن مستحضرات التَّنظيف التي تُسبب بَعْض حالات التهيج.
قد يَكُونُ مِن المستحسن العرض عَلَى عيادة طبية أخرى فرُبَّما يَكُون لدى الزَّوْجَة تحسس في عرض الموضوع، أو الكشف عليها، أو إخفاء بَعْض المعلومات الهَامَّة، وقد يَكُون هُنَاكَ نقص في بَعْض الهرمونات، أو أنَّ لديها مرضّا تسبب فيه نقص بَعْض الفيتامينات، فلا بد مِن الفحص الشامل، والعرض على الطبيب المختص.
وقد يَكُونُ هناكَ أسباب أخرى، خَاَصَّة إشارتَك أنَّ المُشْكلَة حدثت من بداية الشهر الثَّالث، فلو كان الخوف مِن هَذَا الأمر فسيكون من بداية الزَّوَاج، و سيزول بزوال الخوف، فلا بد أولًا من معالجة المُشْكلَة بهدوء، وعمل الخطوات السَّابِقة، والبحث عَمَّا يُمكنك به حلُّ المُشْكلَة مِن أسباب أخرى، وعدم اليأس، و التَّعَامُل اليومي كأنه لا يوجد مُشْكِلة بينكما، لِأَنَّ الضغط سيؤدي إلى حدوث مشاكل أخرى، و استعن بالله ثم بالدُّعَاءِ، وسؤال الله -عَزَّ وجل-الخير، والفرج، وعدم اليأس؛ فربُّنَا قريب، مجيب الدعوات، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾،[غافر: 60].
خِتَامَاً :
احرص على إيجاد المودَّة و المحبَّة بينَك وبين زوجتك، وراع حالها، و تفهَّم مشاعرها، و تجنَّب ما يضرُّها و يؤذيها حَيثُ من الُمهم طمأنة الزوجة بأن الأمر لا يعدوا كونه بسيطًا، وينبغي مراعاة مخاوفها، وينبغي أيضًا أن يَتِمُّ علاج هَذَا الأمر في جو من الألفة، والمودة، والصراحة، ولا تستعجل بطلاق زوجتك كما ذكرت، لأنَّه ليس الحل الأمثل، فرُبَّما تَعَوَّدَ الأمور والمياه إِلَى مجراها بمعرفة سبب المُشْكلَة.
نسأل الله أن يُزيل ما أهمَّك، وأَنَّ يوفقك ويُسعدك، وأن ييسر أمورك كلها عَلَى خير، وأن يوجهك إِلَى الخير، إنه سميع مجيب.