الرد على الاستشارة:
أهلاً ومرحباً بك مجدداً في موقع
المستشار .
بداية ؛ أشكرك لمعاودة الكتابة إلينا مجددا من أجل فهم أعمق وأكثر لما مررت و تمرين به.
دعينا نتفق أنك ما زلت في عمر
المراهقة وهذا العمر يحصل فيه تغيرات جسدية ونفسية وتقلبات مزاجية وبكاء دون سبب
مبرر وشعور بالغضب والقلق والتوتر السريع ، لذا؛ أدعوك مجددا لقراءة المزيد عن هذه
المرحلة العمرية التي تمرين به بما أنك تحبين القراءة، بالإضافة إلى ما ذكرته لك
في الاستشارة السابقة.. وتذكري أنها فترة و ستمر وتنتهي عند وصولك إلى سن الرشد.. وستبقى
كلها ذكريات ربما ستضحكين على بعضها :).
وهناك فرق بين التفكير
الطبيعي في الماضي وبين الاجترار الفكري دون التوقف أو السيطرة على أفكارنا.
هناك نوعين من التفكير في
الماضي :
النوع الأول: هو : "الاجترار" : يعني حين نبدأ بالتفكير مرارا وتكرارا في حدث ما مصحوبا بمشاعر سلبية وأفكار مسيطرة
مثل ما ذكرت وقلت: "الإشكال الحقيقي الذي أواجه أن عواقب أخطاء السنين
الثلاثة التي ذكرت لا تزال معي.."، ومما يبدو أنك تعيشين مشاعر الندم ولوم
الذات المستمر المصحوب بفكرة :" ماذا لو"، وهنا أنت تقومين فقط بعملية
استحضار وتحليل ما حصل دون التفكير في الحل أو أخذ قرار بالتوقف عن جلد الذات ولوم
النفس..
النوع الثاني: هو التي أنت
بحاجة إليه، وهو التأمل الذاتي للاستفادة من أخطاء وتجارب الماضي، واكتشاف مواطن
القوة لديك وتطويرها .
أنصحك بتدريب عقلك على
استحضار الذكريات الجميلة مع الأهل والصديقات، و أشغلي نفسك بما يتناسب مع عمرك
الجميل ال 16 سنة، عوضا عن الغوص في نفق مظلم يسرق منك أجمل أيام عمرك.. وتعلمي مسامحة
نفسك بلطف ورحمة بدل أن تقسو عليها ومحاسبتها بشكل مبالغ به.. وتعلمي مسامحة الآخرين لتتمكني من العيش بسلام
داخلي والسيطرة على ذكريات الماضي بحلوها ومرها.
أرجو أن أكون قد وفقت في تقديم الإجابة المرجوة .
يمكنك معاودة الكتابة إلينا
مجددا فنحن هنا من أجل مساعدتك لتخطي عثرات الحياة .