الرد على الاستشارة:
بسم
الله الرحمن الرحيم
والصلاة
والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين , وآله وصحبه ومن تبعهم بخير
وإحسان إلى يوم الدين
وبعد
التوكل على الله -سبحانه وتعالى- , والاستعانة به نرد على هذه الاستشارة بالآتي :
نعتقد أن ما تم وصفه في هذه الحالة يندرج تحت مشكلة (ضعف
القدرة على تحمل الإحباط) . والإحباط
هو شعور سلبي ينبع من التحديات التي تعوق تحقيق الأهداف.
إن
الأفراد الذين يتمتعون بقدرة عالية على تحمل الإحباط قادرون على التعامل مع
النكسات بنجاح. أما الأفراد الذين لديهم قدرة منخفضة على تحمل الإحباط, قد يصابون
بالإحباط بسبب المضايقات اليومية, مثل مواقف الاحباط التي ذكرت في هذه الحالة .
اذا كنتِ تعانين من (4) أو أكثر من المظاهر التالية ,
فهذا يعني أنك تعانين فعلا من ضعف القدرة على تحمل الإحباط , وهي :
§
التسويف
المتكرر بسبب عدم القدرة على تحمل الإحباط المرتبط بمهمة صعبة أو مملة .
§
المحاولات
الاندفاعية "لإصلاح" الموقف بسبب نفاد الصبر بدلاً من انتظار تصحيح
المشكلة من تلقاء نفسها .
§
المبالغة في
الانزعاج المؤقت .
§
الإصرار على
السعي وراء الإشباع الفوري .
§
الاستسلام فورًا
عند مواجهة التحدي أو العقبات .
§
الشعور
بالانزعاج أو الغضب بسبب الضغوطات اليومية .
§
التفكير أو
الإصرار على "لا أستطيع تحمل هذا".
§
تجنب المهام
التي قد تسبب الضيق أو التوتر أو القلق .
ومن أجل مساعدتك على بناء قدراتك على تحمل الإحباط , ننصح بالآتي , حيث يمكن تعلم تحمل الإحباط من خلال
الممارسة والتفاني المستمر، ويمكنك تقليل شدة إحباطك، ويمكنك تعلم التعبير عن
مشاعرك بطرق اجتماعية مناسبة من خلال الاستراتيجيات الآتية :
1. تقبل
المواقف الصعبة : تتغذى مشاعر الإحباط على أفكار مثل قول : "هذه الأشياء تحدث لي دائمًا!" أو "لماذا يجب أن تكون اموري سيئة
للغاية كل يوم؟ هذا أمر فظيع".،ردي
على أفعالك السلبية المبالغ فيها بأفعال أكثر واقعية , فبدلاً من التفكير السلبي في
الظلم الذي تعرضتِ له , فكري أنك لستِ الوحيدة التي تعرضت لهذه الظروف , و إنما آخرون كثر لكنهم استطاعوا تجاوز هذه الظروف بسلام".عندما
تجدين نفسك منشغلة بالتفكير في الظلم الذي تواجهينه في الحياة، فكري فيما إذا كان
هذا الموقف يمكنك تغييره أو ما إذا كنتِ بحاجة إلى تغيير الطريقة التي تستجيبين بها
له , إذا كان الموقف خارج سيطرتك، فركزي على القبول.
2. أعط
لنفسك حديثًا تحفيزيًا : قد
ينبع الإحباط من الشك في عدم قدرتك على تحمل الضيق, فالتفكير في "لا أستطيع تحمل
كذا وكذا" أو "أنا مرهقة للغاية ولا أستطيع المحاولة مرة أخرى" ، من
شأنه أن يزيد من إحباطك , كما يمكن أن تمنعك هذه الأنواع من القيام بمهام قد تؤدي
إلى الشعور بالإحباط. ذكِّري نفسك بأنك قادرة على التعامل مع المشاعر
المزعجة , سواء أخذتِ نفسًا عميقًا وحاولي مرة أخرى، فجربي مهارات التأقلم التي
ستساعدك على التعامل مع الإحباط بطريقة صحية.
3. تعلمي
كيفية تهدئة جسدك : يمكن
أن تؤدي مشاعر الإحباط إلى ظهور أعراض فسيولوجية، مثل زيادة معدل ضربات القلب
وارتفاع ضغط الدم أو تهيج القولون أو الصداع أو غيرها , وقد تتسبب التغيرات التي
تطرأ على جسمك في الشك في قدرتك على التعامل مع الإحباط، وهو ما قد يؤدي إلى حلقة
مفرغة يصعب كسرها. إن
معرفة كيفية تهدئة جسدك يمكن أن تكون مفتاحًا لتهدئة عقلك . يمكن أن تساعدك تمارين التنفس العميق والتأمل والاسترخاء العضلي التدريجي والنشاط
البدني في إدارة الأعراض الجسدية للإحباط بطريقة صحية.
4. تدربي
على تحمل الإحباط : -كما
هو الحال- مع أي مهارة أخرى، فإن تحمل الإحباط يتطلب التدريب. ابدئي بمهارات صغيرة،
ثم اعملي على التدريب على جميع مهاراتك. افعلي عمدًا شيئًا محبطًا بعض الشيء، مثل :" العمل على حل لغز صعب أو
الانتظار في طابور طويل". أديري حديثك مع نفسك، واستخدمي مهارات التأقلم الصحية
للتعامل مع مشاعرك عندما
تنجحين في إدارة إحباطك، ستكتسبين الثقة في قدرتك على تحمل الضيق , وبمرور الوقت،
قد تتعرضين تدريجيًا لمواقف محبطة أكثر فأكثر و تستطيعين تحملها.
وإذا
كنت تواجهين صعوبة في تحسين قدرتك على تحمل الإحباط بمفردك، أو إذا بدا الأمر وكأنه
أحد أعراض مشكلة أكبر، فيمكنك الاستعانة بأخصائي الصحة النفسية.
مع أجمل الأمنيات بصحة نفسية وجسدية
سليمة.
أ.
د / محمد إبراهيم العبيدي.
استشاري الصحة النفسية والعلاج. النفسي .