فقدت عذريتي
81
الاستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة عمري 24 عام ارتكبت خطأ مع شخص متزوج ولديه أطفال وفقدت عذريتي والآن أنا نادمة أشد الندم وتبت لله توبة نصوحة ولكن أنا في حيرة من أمري الآن ، أن أتزوج من نفس الشخص مع العلم أن أهلي يرفضونه وهم لا يعلمون بما حدث ولا أستطيع أن أخبرهم أو هل يجوز أن أقبل الزواج من شخص آخر ؟ وماذا أفعل إذا قبلت هل اصارحه بالأمر ؟ أو هل يجوز أن أستخدم غشاء اصطناعي لإخفاء الأمر ؟ أو ماذا أفعل ؟
أرجو من حضرتكم الإفتاء في هذا الأمر وتوجيهي للطريق الصحيح وشكراً جزيلاً 

مشاركة الاستشارة
18, سبتمسائاًبر, 2024 ,06:48 صباحاً
الرد على الاستشارة:

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مرحباً أختنا الكريمة ، ونشكر لك ثقتك وتواصلك بموقعك منصة المستشار الإلكترونية والتماسك التوجيه والإرشاد لمشكلتك .

أختنا الفاضلة .. تتلخص مشكلتك في النقطتين التاليتين :

1 ـ فيما يتعلق بستر عذريتك .

2 ـ مصير زواجك في المستقبل .

بداية أختنا الغالية .. اعلمي أن الله يريد لنا الخير ، وقد حذرنا من الاقتراب من أسباب الزنا وقاية وحماية للأعراض وفقد الشرف الذي تتدنس به سمعة الفتاة وعائلتها ، فقال تبارك وتعالى : { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً}، (الإسراء 32) ، و فحشه بسبب بغض الناس له حتى الفاعلين له يستقذرون هذا الفعل ولا يرضونه على أزواجهم وبناتهم ، ( وساء سبيلاً ) أي العواقب التي لم يهتم بها الفاعل و المفعول به و غفلا عنها ، من إقامة الحد إذا كشفا ، ومن سوء السمعة ، وظلمة المعصية فهي من كبائر الذنوب التي لا تكفّر إلا بالتوبة الصادقة ، وكذلك العذرية لمن لم يسبق لها زواج ، فتكون غير مرغوبة و مشكوك في حالها طوال عمرها.

وكما حذرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من الاقتراب من أسباب الشهوات  أو الشبهات فقال : [ ... المعاصي حمى الله من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه ] , ( صحيح البخاري 2051 ) ، وفي رواية عند مسلم : [ يوشك أن يرتع فيه ] ،  (صحيح مسلم 1599) .

و التحذير من الاقتراب فيه خطورة على الإنسان لكثرة نسيانه و غفلته وضعفه وصحبة السوء والهوى والشيطان والإغراء من قبل المرأة أو الرجل ، لأن التساهل في هذا الاقتراب يجعله يقع في المحذور والشرور وغضب الله -جل وعلا- ، وإذا حصل الاقتراب ( وقع الفأس في الرأس ) وحصل ما يخشى عليه من مصيبة وهي ضياع دلالة العفة و الطهر .

وهذه مشكلتك الأولى وهي : ما يتعلق بستر العذرية .

كتبت المقدمة السابقة مع أنك ذكرت أنك ندمتِ و تبتِ إلى الله توبة صادقة ، ونسأل الله أن يتقبلها منك ، لكن لكي لا يتلاعب بك الشيطان مرة أخرى فتضعفين و تقعين في الخطأ من جديد ، كان لزاماً إيضاح خطورة الفعل العظيم الجليل وشره المستطير الذي تم ارتكابه ، لأن التوبة ليست مجرد قول فقط بل هي أعظم من ذلك .

أما عن تفاصيل إعادة العذرية اعتيادياً أو صناعياً هذا معرفته من جهتين :

الأولى : دار الإفتاء في المنطقة التي تسكنينها فيها ، لأنهم المخولون بتقديم الفتوى الشرعية في ذلك .

والثانية : طبيبة مختصة موثوق بها تشير إليك بما فيه حالتك وتقدم لك الأمور المناسبة والنصائح اللازمة ، لأن هذا من اختصاصهم .

أما مشكلتك الثانية وهي : مصير زواجك في المستقبل .

فلم تذكري أسباب امتناع أهلك عن الرجل الذي ذكرته ؟ ولربما كونه أكبر منك سناً ووجود الأبناء لديه ، وأنت لا زلت في أول الطريق في سن صغيرة من وجهة نظرهم، فإن كان الأمر بهذا الشكل فيفضل أن تبحثي في عائلتك من هي قريبة إليك لتعرف الحقيقة وتكون ستراً لك و داعماً لتساعدك في إقناع والدتك بالموافقة على الزواج من الرجل الغير مرغوب فيه ، وهي تقنع والدك وينتهي الأمر بكل هدوء .

لأن مصارحتك لهم قد يصدمهم وتكون هناك ردود فعل غير محمودة يزيد من كشف موضوعك و ينكشف سرك للقاصي والداني ، فالأمر يحتاج إلى تفكير وروية فهو خطب جلل على عائلتك .

أما زواجك من شخص آخر فإن كتمت الموضوع عنه فهو غش له ، وكما جاء في الحديث النبوي : [ من غشنا فليس منا ] ،  (صحيح مسلم 102) ، ثم سيعرفه من خلال العلاقة معك ، وحينها ستكون مشكلة كبيرة و يُفتضح الأمر عند أهلك وأهله ، وإن أخبرته من البداية فقد يرفض الزواج منك وحينها يسأله أهله عن السبب فيجيبهم بما علمه منك وربما ينتشر الخبر الذي تسعين لستره فيفضح أمرك كذلك .

  لذلك أوصيك بالأمور التالية :

1 ـ استعيني بالله و اجتهدي في الدعاء والإلحاح بأن الله يسترك في الدنيا والآخرة .

2 ـ يفضل أن تفهمي أسباب رفض أهلك للرجل ، فقد تتمكنين بعد معرفتها من إيجاد حلول يكون فيها مخرجاً ساتراً لك .

3 ـ ينبغي البحث عن أحد من عائلتك قريباً لك حكيماً يتفهم خطأك ويساعدك في أهلك لإتمام الزواج من الرجل صاحب الأطفال لا سيما إذا لم تكن فيه عيوب قادحة .

4 ـ ينبغي مراجعة طبيبة نساء وولادة من أجل التأكد من براءة الرحم من الحمل ، حتى لا تكون المصيبة مصيبتين تحل عليك وعلى أهلك ، و الاستيضاح عن حالتك الصحية وما هي الحلول المناسبة للعذرية من منظورها الطبي .

أسأل الله أن يصلح أحوالك و يجنبك الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يرزقك الله بزوج يسترك و تكونين سعيدة في حياتك .هلك ىىوةى

مقال المشرف

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان، هو أمه الأخرى التي ربته ورعته وحرسته بالرجاء والأمل، هو السياج الآمن ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات