الرد على الاستشارة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله.. ونقدر الظروف التي مررتم بها، ونسأل الله لكم التوفيق نحو غد أفضل حيث الزواج "مودة ورحمة" كما يحب ربنا ويرضى سبحانه ..
والسعي لاختيار شريك العمر رحلة تحتاج إلى تأني ، وتحكيم العقل أكثر من العاطفة .. ولكي يتلاشى التشتت و الخذلان والإحباط .. لا بد مما يلي :
1_ النية الصادقة.. والتهيئة و الاستعداد لتطوير الذات.. والتجديد للأفضل وربط ذلك بالمسارعة لرضوان الله تعالى : ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين )..
2_ فليأت _ من يريد الزواج _ البيوت من أبوابها... مع التمهل للسؤال عن دينه وخلقه .. ليس بالمعنى التقليدي.. بل بالتطبيق العملي : من كان يرعاه في طفولته و كيف كان سلوكه في شبابه وما بعده ، وكيف كانت البيئة التي نشأ فيها وكيف أثرت فيه .. كيف تعامله مع أهله وأقاربه وأصحابه.. ما هي سمات شخصيته... بماذا يتميز من قدرات وما عمله...؟ هل عامله أحد بالدرهم والدينار.. والسفر.. أثناء الدراسة والعمل... ووقت الفرح و الغضب... كيف كان يتصرف... كيف هو تفكيره ، مشاعره ومعتقداته، و ردات فعله..؟ ما الذي يحبه، يكرهه، يغضبه، ما هي صفات شريكة العمر التي يريدها.... كيف يتصرف وقت الخلاف... هل هو قادر على متطلبات الزواج.. ويعرف الحقوق والواجبات ومستعد للوفاء بذلك.. إلخ.. كل ذلك بحكمة و وسطية...
3_ بعد معرفة هذه السمات وتلك الخصائص .. هل هناك نقاط التقاء.. انسجام مع خصائص المخطوبة ؟ وهل هناك نسبة كبيرة " أن يكملوا " بعضهم البعض ؟
4_ و للاطمئنان ولا اتخاذ قرار حكيم : عقد مؤتمر أسري مصغر من الحكماء الثقات من الأهل... ثم استشارة .. ثم استخارة .. يختار الله لك الخير -بإذن الله تعالى- ..لذلك فلترضي بما رضيه و اختاره الله لك .. فالدنيا لا تقف عند أي شخص ، ولتكن " فترة الخطبة مناسبة" للاطمئنان أكثر .. مع ضرورة مراعاة الأمور التي يبيّنها العلماء للالتزام دوما بشرع وحدود الله تعالى ✅✨( وأيضا فيما يتعلق بأمر "التعدد" وخاصة بخصوص " العدل بين الزوجات " وعدم الإضرار بأي شخص .. كل ذلك يسأل عنه علماء الدين الثقات ) ..
5_ يمكنكما الاتفاق وتشجيع بعضكما على حضور "دورة تأهيلية" للمقبلين على الزواج.. لوعي وتطبيق أروع للحقوق والواجبات الأسرية واكتساب أو تفعيل المهارات الحياتية كالثقة بالنفس وتقدير الذات وفن التواصل الفعال، و التأقلم مع الظروف المختلفة، وحل المشكلات و اتخاذ القرارات، والتدبير، والتطوير والإنتاجية والفاعلية... ثم زيادة العلم في تربية الطفل✨"وقل رب زدني علما"✨
6_ " الوسطية " في كل شيء منهج رائع جدا .. ومن ذلك " عدم التعلق المرضي ".. وبعيدا عن الاندفاعية والتهور في إصدار الأحكام و اتخاذ القرارات " ...
✅ ليكن لك : ✨ هدف راق ✨ : "مثل كلمة طيبة ... كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء....", مرونة وثبات على المبادئ ومكارم الأخلاق والحكمة في التعامل .... وليس العكس ... لا تكسرها الأحداث ... بل تزداد خبرة و نضجا وحسن تصرف .. فكري : كيف أصير مثلها و أرتقي مثلها كل حين -بإذن الله تعالى- ....
✅ كونوا جميعا ضد المشكلة بدلا أن تكونوا جزءا منها .. أو ضد بعضكم البعض.
🌴 برنامج يومي مستمر "لربك عليك حقا .. لنفسك عليك حقا ... لزوجك عليك حقا .. لأهلك عليك حقا ...لصديقاتك.... وهكذا ..", فأعط كل ذي حق حقه ... أنشطة جديدة تطويرية متنوعة.. خطوة نجاح تتلوها خطوات.. مع التقييم المستمر و المكافأة لنفسك على التقدم الحاصل .
✅ من الضروري الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية..
✅ تعاملوا بأخلاقكم الراقية باستمرار وثبات.. و استبشروا خيراً -بإذن الله تعالى-..اللهم آمين .