الرد على الاستشارة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة ؛ حياكم الله ومرحبا بكم في منصة المستشار لتكون النفس مطمئنة -بإذن الله تعالى- ..و نقدر قلقكم على ابنكم و اهتمامكم _حفظكم الله وبارك فيكم جميعاً..
بعد الاطمئنان على صحته عند الطبيب ، نحاول توفير البيئة الآمنة للطفل قدر الإمكان و نشرف عليه و نتابعه في البيت والمدرسة و هنا و هناك .. لكن قد يحدث أن يردد ألفاظا أو يقلد حركات "كما حدث مع طفلكم" _ لا نرضاها له _ سمعها أو شاهدها يقوم بها أطفال آخرون .. ليلفت انتباه أو يثبت أنه يستطيع هو أيضا القيام بذلك ...
✨وأيضا بشكل عام قد يحاول الطفل عادة وهو في هذه السن المبكرة، أن يلمس نفسه، ويحاول الاكتشاف أو التعرف على جسده وبيئته، بل يكاد أن يكون هذا السلوك مرحلة "طبيعية" من مراحل نمو الطفل، بحيث إنه لا بد لكل طفل من المرور بها، سواء عرفنا من فعله إياها أمامنا أو لم نعرف ✨ يشعر ببعض "اللذة" أو المتعة بسبب لمس ما بين رجليه، وما ذلك إلا بسبب كثرة الألياف العصبية في هذه المنطقة، وقد يحصل عند الطفل وحتى الصغير "انتصاب" عضو التبول، ولا نقول العضو التناسلي لأن الطفل ليس بعد في مرحلة الجنس والتناسل ⬅️ على الرغم من شعور الطفل ببعض الإثارة والمتعة، إلا أنه من المؤكد ليس في ذهن الطفل وهو في هذه السن المبكرة أي معنى سيئ أو غير أخلاقي أو غير مقبول، فبالنسبة له فهذه القطعة من جسده إنما هي قطعة منه كأنفه أو أذنه ..
✅ من المهم هنا أن يحاول الأهل "" صرف انتباه"" الطفل عن هذا اللمس واللعب، ولكن بكل هدوء؛ لأن الصراخ والعصبية في التعامل معه سيلفت نظره لأهمية مثل هذا السلوك، وهذا ما يعزز عنده هذا التصرف.
✅ فالقاعدة البسيطة والعامة في السلوك الإنساني ( الألفاظ أو التصرفات...) أن توجيه الاهتمام لسلوك ما يعزز عنده هذا السلوك، ويجعله يكرره، بينما تجاهل الأمر يجعل الإنسان يترك هذا السلوك بسبب تجاهل الناس له، وعدم تعزيزهم لهذا السلوك.
إذا شاهدته الأم مثلا يفعل هذا مجددا، فلتقم بصرف انتباهه وبكل هدوء بقول : "هيا يا حبيبي تعال وساعدني في تحضير الغداء" أو "تعال لنذهب إلى المطبخ و نحضر بعض الحلوى".✨وهكذا نكون قد صرفناه عن هذا السلوك، ولكن من دون أن نعززه عنده و نشجعه على تكراره، ( ولا بأس أن تطلبي منه أن يلبس البنطال الذي نزعه أو تساعدينه في لبسه بطريقة ما غير مباشرة _ دون إحداث ضجة _ مثلا ليذهبا إلى المطبخ ليعدا الحلوى.. والأنشطة التي تنمي القدرات والمواهب، والقصص التي تنمي القيم الجميلة ، والألعاب المحببة للطفل كثيرة ومتنوعة ✅✨فأشغلوهم بالمفيد قبل أن يشغلوكم بغير ذلك ✨
✅ و اطمئني فإنه من خلال حسن التصرف مع هذه السلوكيات سيتجاوز هذا السلوك إن أحسنا التعامل معه، ولن يترك هذا عنده أي انحراف أو صعوبات في السلوك، وهذا ما يحصل عند معظم الأطفال.. سينمو الطفل ومن دون أن تترك عنده عواقب سيئة، وما يفعله ليس مؤشر على انحرافه، أو سوء أخلاقه، فالطفل في هذه المرحلة العمرية لا يدرك ما ندركه نحن من الأبعاد الخلقية لمثل هذه التصرفات، وبالنسبة إليه هو مجرد " تقليد أو لعب بالنسبة له " ، وقد يستغرب لماذا كل هذا الضجيج من هذه الحركات أو التصرفات أو والألعاب..!
✅ ولحماية الطفل من أي سلوك خاطئ أو الوقاية من أي تحرش :
1_ العلاقة التفاعلية الأسرية الإيجابية ..
2_ الاهتمام بتطوير شخصيته و زيادة الثقة بنفسه..
3_ تدريبه على المساحات المسموحة له لوصول الآخرين إلى جسده.. فوق الركبة لا يحق لأحد لمسه مثلا أو الاطلاع عليه.. فالطفل _قبل 9 من عمره _ عنده العقلية الميكانيكية فلا يدرك الأمور الشمولية العامة إلا تقريبا بعد 11 من عمره، أو الأمور المعنوية العامة..
4_ تدريبه في ( العلاقات الأسرية أو في العلاقات مع الآخرين ) : أن يعرف مساحته الاجتماعية ومساحة الآخرين الاجتماعية..
5_تدريبه على فن المواجهة أو الرد _ قول : (لا) _في المواقف التي تتطلب ذلك و بقوة وحزم ... والتعبير عن رأيه إن أعجبه شيئا أو لا يقول... وغيرها كالصراخ وطلب المساعدة عند الضرورة.. حسب الموقف .
✅✨ هذه التدريبات العامة وغيرها من المعلومات المذكورة في المصادر الموثوقة .. تحميه من أي تحرش ⬅️✨دور الوالدين ( يعتمد ذلك على السمات الشخصية الجيدة للأم، الأب ) : ✨ لا بد من إدارة حكيمة لتلك الحالة : ردة فعل الوالدين الخاطئة هي أخطر من أي سلوكيات خاطئة أو التحرش✨
✨ لذلك لا بد من الانتباه إلى التغيرات التي تطرأ على نفسيتهم وسلوكهم، مع الاطمئنان على سلامتهم الجسدية وتوفير الثقة والحماية دون عزل الطفل عن العالم الخارجي ..
✅✨ ندربه .. ما المساحة المسموح بها أن يرى من جسدي ( جسدي حقي ).. ما المساحة اللصيقة تماما أن يقترب مني أي إنسان.. ما المساحة للمس او التقبيل المسموح بها...إلخ .
✅✨ وإن كان هناك دلالات على وجود تحرش على أي طفل _لا قدر الله _ " فالتعبير أو التفريغ النفسي" Catharsis ضروري : ليتحدث عن كل ما رأى وكل ما حدث ( فإذا تكلم فهو كالقيح يخرج، ثم إدارة وتعقيم لذلك الجرح )، وكلما تكلم أكثر كلما كان أفضل، لأنه إن لم ينطقها سيراها في أحلامه ويقوم صارخا من فترة لأخرى .. مع المسارعة للتقييم الشامل من قبل طبيب ومعالج نفسي متخصص في ذلك..
✅✨ضرورة اكتشاف وتطوير مواهب الطفل وقدراته وبناء شخصيته وتزويده بشكل عملي من خلال أنشطة تفاعلية متنوعة ( رياضية، علمية، ثقافية، اجتماعية...)، _مناسبة لعمره في مراكز محترمة تهتم بالمحافظة على ديننا الحنيف وقيمنا الإسلامية الراقية _ حيث المهارات الحياتية life skills بما يناسب قدراته كمهارات الثقة بالنفس وتقدير الذات، ومهارة التواصل الفعال و فن الرد والدفاع عن النفس ، وحل المشكلات واتخاذ القرار، وإدارة المشاعر...✨ ضمن الأنشطة المفيدة كالرياضة والتفاعل الاجتماعي مع من في أعمارهم لكن أوجدوا ( الحماية الجيدة بطريقة غير مباشرة ) والمساحة الآمنة..
ونسأل الله أن يحفظكم ويبارك فيكم .. اللهم آمين .