قلق و إيذاء للنفس
50
الاستشارة:

أنا عمري ١٦ عاما ، من أكثر من ٣ سنوات و أنا اجرح فروة رأسي كلما شعرت بالتوتر و لا أهدأ حتي أراي فروة رأسي تنزف دما و حاليا أصبحت افعل ذلك بشكل تلقائي حتي إن لم اشعر بالتوتر أو القلق الشديد أعلم أنها عادة سئيه ولكن لا أستطيع التوقف. ( و أصبحت غالبا اجرح رأسي بدبوس ) 


أيضا أنا أعيش في خيالات لا تمت للواقع بصله منذ أكثر من عام ، في البدايه لم يكن الأمر يحدث كثيرا ولكن في أخر ٥ أشهر أصبحت أعيش في هذه الخيالات اغلب اليوم ولا أمارس اي نشاطات حياتيه و اشعر بالتعب الشديد دون فعل أي شئ ولا أستطيع التوقف عن لوم نفسي و جلد ذاتي بسبب و بدون سبب و اشعر إني غير محبوبه من أهلي و أصدقائي .... ، لا أعلم و لكني اشعر دائما ان حبهم لي مشروط بفعل معين مثلا مع أهلي أشعر اني يحب دائما ان أكون ايجابيه معهم و أحل لهم مشكلاتهم و اطبخ لهم و أساعدهم في المنزل بشكل عام و مع أصدقائي يجب أن أبادر دائما بالاهتمام بهم و الحديث معهم و احضار الهدايا ، الأمر مرهق جدا حقا و اشعر دائما اني أُمثل ولا أتصرف بطبيعتي و ما يحزنني حقا إني عندما أتصرف بطبيعتي بدون تمثيل يقولون اني قد تغيرت و يلومونني علي أفعالي .... اشعر حقا ان طاقتي إنتهت و لم أعد أستطيع التمثيل أكثر من ذلك لذا أصبحت اميل للعزله و العيش في خيالاتي و لكن مؤخرا خيالاتي أصبحت كئيبه و أصبحت أتخيل موتي و أشياء من هذا القبيل. 

لا أعلم ماذا افعل حقا ولست راضيه عن نفسي ولا عن حياتي إنتهت إجازتي الدراسيه كلها في الاكتئاب و لم افعل أي شئ مفيد و بداية العام الدراسي في دولتي علي الابواب و أخاف أن اظل مكتئبه و منعدمة الطاقه هكذا في خلال الترم الدراسي و يُأثر ذلك علي دراستي ولا أستطيع أن أكون من الاولي علي مدرستي ، أشعر إن هذا أملي الاخير في الحياة و إن لم أستطيع أن أكون الاولي علي مدرستي سأكون فشلت في كل شئ حقا .... احتماعيًا و دراسيًا و حياتيًا و دينيًا حتي. 

كيف اخرج من هذه الدوامه و أكون إيجابيه و ناجحه في حياتي؟

و أسفه للإطاله و إذا لم يكن كلامي مرتبًا تماما. 

مشاركة الاستشارة
10, سبتمسائاًبر, 2024 ,02:40 صباحاً
الرد على الاستشارة:

الابنة الكريمة ؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، و أشكر لك ثقتك في موقع المستشار وبعد ... قرأت استشارتك وأدركت كل ما تعانينه من ألم نفسي، لكن -بعون الله- سوف تستطيعين  التخلص من تلك الأعراض.

أما فيما يخص ما تعانين منه من التعب غير المصاحب بمجهود عضلي، فهذه الأعراض تقترب من الإعياء النفسي أو التعب النفسي، حيث يبدو على الشخص ملامح الإرهاق من أقل مجهود ، وضعف الدافعية والشعور بالفتور مع أعراض الصداع وضعف الشهية للأكل  وتفضيل العزلة. والملاحظ أن هذا الضعف النفسي ليس مصدره التعب العضلي أو إرهاق المذاكرة والدراسة أو العمل ... إلخ .

كيف العلاج يا دكتور؟ أولا ؛ يجب أن تراجعي طبيب أمراض باطنية لعمل بعض التحليلات الطبية التقليدية (صورة الدم، مستوى فيتامين د ، مدى وظيفة الغدة الدرقية ...إلخ) ، ففي ذلك فائدة كبيرة لكي يطمئن قلبك، و كإجراء احتراز لمعالجة أي قصور في الغدة الدرقية أو نقص فيتامين د ( لو وجد) .

ولو كانت نتيجة التحاليل جيدة ، ففي ذلك خير أيضا لأنه سيعطيك دفعة للبحث عن الأسباب النفسية وهنا نجد أن علماء النفس ارجعوا سبب التعب النفسي إلى  سلوك التفكير المعقد، أو المبالغة في التفكير الذي يتطلب تركيز معظم الطاقة ومعظم الانشغال الذهني في التفسير السلبي للمواقف والأحداث، وتوقع الأحداث السلبية .

إذن ما العمل يا دكتور؟ الإجابة: هوني على نفسك ولا ترهقي نفسك بما لا تطيق (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها). ولا بد من أن تعالجي أفكارك أولا، فمتى استقامت أفكارك سوف يستقيم سلوكك، و سأقدم لك بعض الإرشادات السلوكية و عليك تنفيذها :

1-   عليك أن تراجعي ثقتك في الله، و استغفري الله كثيرا ، و اطلبي منه العون -سبحانه وتعالى- ، ولا تحملي نفسك ما لا تطيق ، وأن يكون لديك يقين واعتقاد بأن الله هو مدبر الأمور،  وهو الذي سوف يخرجك من مشكلاتك ويصلح لك شأنك كله، ودائما تدعي الله بهذا الدعاء:( اللهم أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)،  وبقدرته و رحمته سبحانه سيصلح لك حالك .

2-    أيتها الابنة الفاضلة ؛ هوني على نفسك من كثرة التفكير والمبالغة فيه ولا تختزلي كل يومك في التفكير السلبي.- كوني إيجابية-

3-   ابحثي عن سبب القلق: وهنا أقترح عليك أن تقفي مع نفسك وقفة جدية و تحاولين أن تفتشي عن أسباب القلق لديك مستخدمة أسئلة مثل : ( هل القلق الذي أعاني منه يتعلق بأسباب  داخلية أم خارجية ؟ ), فلو أسبابه داخلية ،  فسيكون السؤال : ( ما تلك الأحداث أو الذكريات المقلقة في حياتي ؟ ), هل يمكنني أن أتسامح مع تلك الذكريات أو الخبرات السلبية ؟ فلو الإجابة بنعم سيكون ذلك من الأفضل لحل ذلك الصراع الداخلي لديك والذي ربما يكون هو سبب القلق .

4-    لا بد من أن تجددي الوقفة مع النفس كل فترة وكأنها جلسة حساب مع النفس حول أسباب القلق الداخلي ، وأدعو الله أن يهديك إلى معرفة سبب هذا القلق ، وعندئذ سيرتاح خاطرك ، و سينصلح بالك.  

5-   استخدمي جلسات الاسترخاء، والتخيل/ بمعنى يمكنك أن تتخيلي موقف بسيط جدا يثير القلق، ثم قولي لنفسك :" أنا لن أتأثر سلبيا بهذا الموقف"، وحاولي أن تصرفي ذهنك عنه من خلال جلسة استرخاء... كيف يا دكتور؟ الإجابة: كأن تقومي بغلق عينيك و تشدي عضلات الوجه كثيرا لمدة 30 ثانية ... ثم ترخي هذا الشد -شيئا فشيئا- ( وأثناء ذلك يمكنك أن تقرئي شيئا محببا لك كآيات من القرآن الكريم، أو مشاهدة برامج على اليوتيوب  …إلخ)...ثم تكررين نفس الإجراء على عضلات جسمك على التوالي ففي ذلك تحرر من التوتر والقلق ، وتجديد للطاقة النفسية.  

6-   ثقي بنفسك في التغيير للأفضل، و اقنعي نفسك بأنك قادرة على تغيير حياتك إلى الأفضل.

7-   قللي من الحساسية الزائدة والعزلة و تحدثي مع (والديك - أهلك – صديقة مؤتمنة) ، عن همومك أو حتى موضوعات هامشية، فالتعبير بالكلام مع الآخرين يحررك من القلق، واعلمي أنه يوجد أناس ينتظرونك أن تبدئي معهم الحوار لكي يتكلمون معك.

8-   اشغلي نفسك بتسجيل مذكراتك اليومية في دفتر خاص بك وركز على الجوانب الإيجابية.

9-   حاولي استبدال المشاعر السلبية: (القلق – الخوف - الهلع … ), بمشاعر أخرى إيجابية : ( التفاؤل – الثقة بالله).

10-                 حاولي أن يكون غذاؤك غذاء صحيا وركزي على مأكولات السعادة مثل : ( الشكولاتة الداكنة ، والفراولة والبروكلي والأسماك ...إلخ)، والغذاء الذي يحتوي على فيتامين د، والتعرض لأشعة الشمس ، وممارسة الرياضة .

11-                 اشغلي وقت فراغك بهوايات أو أشغال في البيت، أو القراءة– أو مساعدة الناس (حتى ولو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي)، أو ابحثي عن أقرب جمعية واشتركي معهم كمتطوعة في مساعدة الناس في أعمال غير مرهقة، فهذا أيضا يحررك من القلق، ويبعد عنك الخيالات والأفكار الوسواسية المتعلقة بإيذاء الذات.

12-                 اطردي أي فكرة تحدثك عن إيذاء نفسك، فيجب أن تكوني متيقظة لذلك، ومستعدة لطرد هذه الأفكار واستبدالها بأي نشاط آخر.

13-                 استمري على هذه الإرشادات السلوكية فترة من شهر إلى ثلاثة أشهر، و-إن شاء الله- ستتجاوزين مشكلتك، وآمل مراجعتنا في أي وقت لاحق لمتابعتك. ...

 وأسأل الله لك العافية .

مقال المشرف

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان، هو أمه الأخرى التي ربته ورعته وحرسته بالرجاء والأمل، هو السياج الآمن ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات