يتحرش بأمه
64
الاستشارة:

بسم الله الرحمن الرحيم 

انا ام ل٦ ابناء ٥ اولاد وبنت..
ابني الثاني عمره ١٧ عاما عصبي متمرد لا يحب الدراسة اسلوبه في الحديث سيء دائما يصرخ ويرفع صوته والصدمة الكبرى انه بدا يتحرش بي بامه ولا حول ولا قوة الا بالله... 
خوفته بالله  فهو يحفظ القرآن  لكنه يقول رغما عني وانه لا يستطيع التوقف عن التفكير فيي 
تعرض هذا الولد لرجل تحرش به وهو صغير تقريبا ١٢ سنة حسبنا الله ونعم الوكيل لا ادري ان كان هذا السبب المهم الان انا خائفة جدة لا ادري ماذا افعل حاول ان يفعل بي مافعل به ذلك الرجل صرخت وناديت والده بصوت عال فخاف وابتعد عني ولكن ماذا لو كنت وحدي..
للعلم نحن اسرة محافظة بفضل الله نحفظ القران ولا يشاهد ابنائي حتى من الرسوم المتحركة الا ما هو منقح ولم يمتلك ابني الجوال الا حديثا وهو مراقب ولا يشاهدون افلاما ولا مسلسلات وانا محافظة جدا في ملابسي حتى في البيت ..
ماذا افعل  ان اخذته الى طبيب نفسي لا فائدة سيعطيني ادوية لا تنفع بل تضر ولا اعتقد انه سيتحسن برأيكم ما الحل اريد ان ينشغل باي شيء نافع فهو يعاني الفراغ لكن البيئة حولي لا تساعدني لا رياضة ولا عمل فراغ يدمره ويتركه يعاني من الافكار المدمرة ..
ساعدوني نفع الله بكم...
بارك الله جهودكم...


مشاركة الاستشارة
03, سبتمسائاًبر, 2024 ,02:41 صباحاً
الرد على الاستشارة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأخت الكريمة ؛ حياكم الله ،ونقدر الظروف التي تمرون بها، ولكن اطمئنوا ستكون الحالة أفضل، مع ضرورة الاستعانة بالله ، ثم "الإدارة والرعاية الوالدية الحكيمة الواعية" -بإذن الله تعالى- .

✨ يتسبب التحرش والاعتداء الجنسي في صدمات وآثار نفسية وجسدية، وفقدان ثقة الأطفال بأنفسهم، ويجدون صعوبة في شرح الإساءة التي تعرضوا لها والتعبير عنها.. 

✨وتحدث "تغييرات نفسية".. من ذلك الشعور بالأذى " بشكل عام .. وهناك " تغيرات سلوكية "، أداؤه الدراسي قد يتناقص، ربما يضطرب نومه، تقل شهيته للطعام، يصبح سريع  الغضب و العناد ، ومن بين هذه الأعراض إبداء الطفل اهتماماً بالأمور الجنسية أكثر من عمره، والانخراط في سلوكيات جنسية أو التحدث عنها بما لا تتوافق مع عمره/عمرها، بالإضافة إلى ذلك، فإن لمس المنطقة التناسلية كثيراً، والحاجة إلى إظهار الأعضاء التناسلية، و الإفراط في تقبيل الأم والأب أو أي شخص آخر، والرغبة المفرطة في لمسها ، قد يفكر ويتمنى الموت، و ربما بأفكار انتحارية، أو الانتقام أو تكرار ذلك التحرش... ،

✨علاج "الصدمات النفسية" هو علاج خاص، والمساعدة المتخصصة ضرورية للطفل.. وإذا لم يتم علاج الاعتداء الجنسي والصدمات ذات الصلة في وقت مبكر ، تظهر الندوب في مرحلة البلوغ ، قد تحدث اضطرابات في تطور الهوية الجنسية، والاكتئاب المزمن، واضطرابات في الشخصية، والعلاقات غير الصحية بشكل كافٍ، والمشاكل المتعلقة بالجنس الآخر. قد يسبب اضطرابات ليس فقط في مرحلة البلوغ ولكن أيضًا في حياة الطفل الحالية. يمكن ملاحظة ضعف وظائف الانتباه، ونوبات الغضب المتقطعة، والنسيان الشديد، والانسحاب من المدرسة والأصدقاء، وانخفاض التواصل مع العائلة. هذه الحالات تظهر عندما لا يتم حل الصدمة وعلاجها." .

✨ وإذا كان عنده أمراض عضوية مثل : "الربو وغيره ..", يصبح التشافي أقل.. لأن هذا الطفل منهك ومتعب نفسيا... 

✅ هناك ما يسمى :" باضطراب الكرب ما بعد الصدمة PTSD ", وله 3 أعراض :

1_ تكرار رؤية الأحداث _ كشريط فيديو _تمر أمامه نهارا في مخيلته، أو على شكل كوابيس nightmares خلال نومه ، باستمرار و ترعبه .

2_التجنب : لا يحب التكلم عن التحرش أو رؤية المتحرش أو المرور بنفس المكان .

3_قلق عالي hyper arousal : مثلا : " إن ضُرب الباب يفز أو ما شابه ذلك...." .

✅ هذا الاضطراب له علاج وبرامج علاجية معرفية سلوكية CBT .. وهناك أيضا العلاج التعريضي السردي NET ، أو EMDR تخفيف الحساسية وإعادة المعالجة بحركة العين ، أو غيرها من العلاجات والتقنيات حسب الحالة ، للتخلص من الآثار النفسية السلبية الناتجة عن التحرش..من قبل معالجين نفسيين مختصين بهذه العلاجات.. 

✅ وقد يصف الطبيب _حسب التقييم الشامل للحالة _ بعض ( الأدوية النفسية) إن اشتدت الأعراض..وقد لا تظهر أعراضه مباشرة بعد الحادثة.. ممكن تدريجيا بعد أسابيع أو أكثر ... فلا بد من "إعادة التقييم" والفحص الدوري من وقت لآخر..

✅ ويقدم الفريق المعالج تثقيفا نفسيا شاملا psycho education عن الحالة و ليطمئن الأهل والمريض و يؤكدون التزامهم ( بالعلاج والتوصيات و"خطة الحماية والرعاية" )، ولا يتركوا العلاج _ ( تأثيره يظهر بشكل فعال تدريجيا ) _ إلا عندما يقرر الفريق المعالج ذلك ، والتواصل معهم و اطلاعهم عن أي تغيرات أو تقدم يحصل حتى يتم التعديل على الخطة العلاجية ثم يتحقق الشفاء -بإذن الله تعالى-.. 

✅ عندنا الوقاية وعندنا العلاج ... فمن الوقاية :

1_ضرورة الاتفاق مع الفريق المعالج على (خطة الحماية والرعاية).. وحتى يكون الجميع في أمان .. ثم (العلاقة التفاعلية الأسرية الإيجابية ) التي تجعله يذكر ما عنده و يشاور ولا يشعر بالخجل من أموره فهو في حالة استنطاق دائم.. 

2_ (بناء الثقة بالنفس).. وأنه يستطيع تجاوز هذا الأذى و التشافي من آثاره عن طريق العلاج دون تأخير أو تردد .. 

3_ تدريبه على المساحات المسموحة له لوصول الآخرين إلى جسده.. فوق الركبة لا يحق لأحد لمسه مثلا أو الاطلاع عليه.. فالطفل _قبل سن 9 من عمره _ عنده العقلية الميكانيكية فلا يدرك الأمور الشمولية العامة إلا تقريبا بعد 11 من عمره، أو الأمور المعنوية العامة.. 

4_ تدريبه في ( العلاقات الأسرية أو في العلاقات مع الآخرين ) : أن يعرف مساحته الاجتماعية ومساحة الآخرين الاجتماعية.. 

5_تدريبه على فن المواجهة أو الرد _ قول :  (لا)_في المواقف التي تتطلب ذلك و بقوة وحزم ... والتعبير عن رأيه إن أعجبه شيء أو لا  يقول... وغيرها كالصراخ وطلب المساعدة عند الضرورة.. حسب الموقف .

✨ هذه التدريبات العامة وغيرها من المعلومات المذكورة في المصادر الموثوقة .. تحميه من التحرش أو تكراره.. 

✨ فكروا كيف تحمون ابنكم و اهتموا (بمعالجة الآثار النفسية) التي يجب أن تبدؤوا بها فورا .

✨دور الوالدين ( يعتمد ذلك على السمات الشخصية الجيدة للأم، الأب ) : ✨ لا بد من إدارة حكيمة لتلك الحالة : ردة فعل الوالدين الخاطئة هي أخطر من ذلك التحرش✨ 

✨ لذلك لا بد من الانتباه إلى التغيرات التي تطرأ على نفسيتهم وسلوكهم، مع الاطمئنان على سلامتهم الجسدية وتوفير الثقة والحماية دون عزل الطفل عن العالم الخارجي .. 

✅ عندنا أركان 4 أساسية عند اكتشاف التحرش : 

الخطوة 1_"  التطمين " بأنه سيكون بخير و يتعافى -بإذن الله- ، ويجب إبلاغه بأن ذلك الشخص لم يعد بإمكانه أن يؤذيه.... لأن أكبر نقص لدى الطفل المعتدى عليه هو عدم شعوره بالأمان..

✨" تفريغ نفسي لذلك القيح " Catharsis  : ليتحدث عن كل ما رأى وكل ما حدث ( فإذا تكلم فهو كالقيح يخرج، ثم إدارة وتعقيم لذلك الجرح ) ، وكلما تكلم أكثر كلما كان أفضل، لأنه إن لم ينطقها سيراها في أحلامه ويقوم صارخا من فترة لأخرى .. 

✨الخطوة 2_" عدم الملاومة" بين الأبوين : " أنت السبب لوما زرت.. طلعت.. سافرت.. ما كان صار التحرش... ", لا ممنوع الملاومة.. بل يجتمع الوالدين _ الحكماء الذين يهتمون بصحتهم الجسدية والنفسية هم أيضا ليستطيعوا الاهتمام بأبنائهم _ لإدارة ذلك التحرش من أجل " تهدئة الطفل".. مبدأ (Here and Now هنا والآن ، ثم المستقبل .. ماذا نفعل )؟ 

✨الخطوة 3_ " إعادة تقييم" الطفل دوريا : لأن هناك " اضطراب الكرب ما بعد الصدمة PTSD " قد يصيب الأطفال.. فإذا كان التحرش عنيفا، قد تظهر الأعراض وليس بالضرورة بعد يوم أو يومين أو أسبوع أو أسبوعين.. قد تظهر بعد أشهر أو أكثر ..لذلك ضرورة ( إعادة تقييم ) ذلك التحرش من مستوى آثاره، خطورته.. من عدمها .

✨الخطوة 4_ إخفاء الأمر عن الآخرين : الطفل إذا اعتقد أن الناس ينتقدونه.. يتكلمون عنه.. سنزيد من المشكلة ( ينتهي التحرش ولا تنتهي الكلمات التي قد تؤثر أكثر من التحرش نفسه ) .. 

✅  الوقاية ... و العلاج.. 

✨ ندربه .. ما المساحة المسموح بها أن يرى غيري من جسدي ( جسدي ملكي).. ما المساحة اللصيقة تماما أن يقترب مني أي إنسان.. ما مساحة اللمس أو التقبيل المسموح بها...إلخ .

✅✨إذن  : التحرش الجنسي حالة خطرة أيما خطورة.. وحالة سهلة أيما سهولة حسب إدارتنا لها كأحد العوامل .

 ✨عنف ذلك التحرش وطريقة استقبال الطفل له، والأحداث التي تم فيها التحرش، و ربما كانت تحت نظر الآخرين، ريما كانت مرعبة أو بشكل تدريجي أو خفيفة أو غيره... كل هذه العوامل مجتمعة.. لنستطيع توقع أو افتراض درجة التأثر...

✅ الطفل في العادة لا يكذب .. وإذا كانت ردة فعل الأهل خاطئة أو قاسية تجاه الطفل.. فستتأثر نفسيته وسلوكه أو لا يخبر عن أي جديد.. أو يبدأ بالبحث عن حل للتحرش من عقله أو من مصادر غير آمنة لهذا التوتر والصراع في داخله.. ربما يصاب باضطراب قلق الانفصال أو كرب ما بعد الصدمة وما زادت المشكلة إلا لخطأ إدارة الوالدين أيضا .. لذلك لا بد من عدم الملاومة، وأن يشعر الطفل و تصله رسالة بأنه غير مذنب وليس له علاقة بهذا الخطأ أبدا ، وأنه تعدٍ من الآخرين ( مع توضيح الأمثلة : لو نزل مطر و انهدم الجدار.. ما ذنب الجدار ليس له علاقة، أو يسير بسيارة وأحدهم صدمها ) و إشعاره أنهم سيأخذون حقه فهذا أخطأ عليك ، مع عدم تكبير الأمر و تعظيمه حتى لا يزداد الطفل توترا أيضا ويشعر أنه شريك في ذلك ... ( نعم حدث خطأ لكن أبشر نحله بحكمة و كرامتك من كرامتنا.. ), و إذا كان بنا توتر لا ينبغي أن يراه الطفل.. بل يرى أن هناك ضوابط و حزم على الآخر "إن سأل عقوبة الآخر ".. وقد لا يسأل.. وهناك أمر مهم لا بد من الانتباه إليه:  ما يسمى( التعلق بالمعتدي) Identification with the Agressor.. ويبدأ بمحاكاته.. يتعلق بمصدر القوة _بفهمه هو _أكثر من قوة والديه _في حسه _  و ربما يستمر بالموافقة على التحرش..

✨ الأنشطة المفيدة كالرياضة والتفاعل الاجتماعي مع من في أعمارهم لكن أوجدوا ( الحماية الجيدة بطريقة غير مباشرة) والمساحة الآمنة..

✨احذروا من الأشخاص سواء كبار في السن أو أقارب أو غير ذلك.. ممن يكثر التقبيل و الحضن و يطيله بكل وقت..✨إذا لاحظنا ذلك.. ليس هناك داعي أن نتصادم معه.. قد يكون عم أو خال.. يبدأ يشتم ويقول : " أنتم تتهموني!! .. أنتم مريضين!! ..", نراعي هذا الجانب ونجعل للاحترام والتقدير والسلام.. ثم الجلوس والمشاركة  بعيدا وإذا سأل نقول : (  نتمنى أن يكون موجود لكنه مشغول بدراسته أو اللعب في النادي أو أصدقائه ... ), ننهي ذلك بهدوء وذكاء.. 

✨ضرورة اكتشاف وتطوير مواهبه وقدراته وبناء شخصيته وتزويده بشكل عملي من خلال أنشطة تفاعلية متنوعة ( رياضية، علمية، ثقافية، اجتماعية...) _في مراكز محترمة_ حيث المهارات الحياتية life skills بما يناسب قدراته كمهارات الثقة بالنفس وتقدير الذات، ومهارة التواصل الفعال و فن الرد والدفاع عن النفس ، وحل المشكلات واتخاذ القرار، وإدارة المشاعر...

ونسأل الله أن يحفظكم ويبارك فيكم ويتحقق الشفاء التام -بإذن الله تعالى-.. اللهم آمين .

مقال المشرف

دور الوالدين في تحقيق الأمن

إذا أردنا تحقيق الأمن فلا بد أن نوقن بأنه لا يكون بيد واحدة، وإنما لا بد من تكاتف أطراف عديدة، فالإن ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات