في البداية شكراً لثقتك و لاختيارك موقع المستشار
في رأيي الشخصي من خلال ما ورد في طلبك الاستشارة أن ما تواجهينه منذ زمن هو محاولة كسب رضا الأب وقبوله لكِ
وقد يكون إحساسك برفضه لك أدى إلى البحث أيضاً عن قبول الآخرين
فقد تكون فِكرة أو قناعة لديك في اللاواعي بأن سبب عدم قبول الأب لكِ وكذلك المجتمع هو كونك فتاة
وأنك لابد وأن تكوني بجنس مختلف لتنالي قبوله وقبول المجتمع
وهنا من المهم معرفة أن قبول الآخر لنا أياً كان يبدأ بقبولنا لأنفسنا وحبنا لها
عادة ما يكون التعامل مع هذا الوضع بنقاش الفكرة نفسها، فمن المهم معرفة أن الله -سبحانه وتعالى- قد خلق الذكر والأنثى وجعل لكل منهما كيانه ودوره و سماته الخاصة به والذي يصعب عندها أن يقوم كل منهما بدور الآخر أو تبني كينونته
لذلك فإن من أهم ما يمكننا إدراكه أننا الآن على صورتنا التي نحن عليها والتي اختارها الله لنا هي في الواقع قد وجدت في هذه الحياة للقيام بدور محدد وبذلك نحن مؤهلون لهذا الدور وكل ما يلزمنا هو إدراك ذلك وتفعيل ما وهبنا الله من إمكانات لنكون أفضل ما يمكننا أن نكون لأنفسنا و للغير مع الرضى وعيش اللحظة
و إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك على تخطي حالة الاضطراب
والحيرة
:أولاً
اتخذي قرارك اليوم بالعيش كأنثى و كفتاة خلقها الله سبحانه لأداء مهمتها في هذه الحياة وتصحيح مسارك ونمط تفكيرك
وفري طريقة للكتابة
إما ورقة وقلم
أو في ملاحظات هاتفك المحمول وهو الأفضل لإمكانية عمل أي تعديلات
حددي صفحة جديدة و اكتبي فيها ما :يلي
العنوان
قصتي الجديدة .
١- توقفي عن العيش في الماضي و انقلي تفكيرك الآن و وعيك نحو الحاضر فقط
و اكتبي في القصة الجديدة أنا الآن أعيش في الحاضر فقط أنا هنا والآن أنا أركز على حاضري و انطلق من اللحظة الحالية للتقدم في حياتي بقبول ذاتي أولاً و بلطف وسلام.
٢- أنا أسامح نفسي و الآخرين و أتجاوز أخطاء الماضي سائلة الله سبحانه أن يغفرها لي وأوجه اعتذاري لكل من أخطأت بحقه، و أرجو منهم أن يسامحوني ، وأسأل الله لهم جميعاً أن يكونوا بأفضل حال وفي سلام.
٣- أنا أزداد حباً لنفسي و الآخرين كل يوم و أزداد حباً للحياة التي أعيشها وأنا أتحسن في كل يوم على كل المستويات وجوانب الحياة الاجتماعية والنفسية والذهنية والجسدية والمالية والترفيهية وغيرها من الجوانب بلطف وتدرج وبحسب قدرتي و طاقتي بحب وسلام وبهجة.
٤- أنا أعلم أن أبي يحبني وأنا كذلك أحبه وأعلم أنه يتعامل معي بحسب ما مكنه الله من معرفة واستعداد وأنه وإن بدر منه أي تقصير فأنا أعذره، فهو يبذل ما بوسعه حسب إمكاناته وحسب المعرفة التي عنده، وأسأل الله له أن يكون بأفضل حال جزاء ما قدم لي ولعائلتنا.
٥- أنا أدرك أن أبي بشر من الممكن أن يضعف أو تنخفض ثقته بنفسه وإن تعرض لذلك فقد يكون بسبب عدم تمكنه من توفير ما يتمناه لنا ، و لإدراكي ذلك فأنا أتفهم و أقبله كما هو وأقدم ما أستطيع لدعمه والتخفيف عنه لأني أحبه وأسأل الله له الخير كله.
٦- أنا أعيش الآن كفتاة ناضجة وأنثى جميلة وسيدة متمكنة أتحمل مسؤولية نفسي و أتحمل مسؤولية قراراتي و أعيش وفقاً لما أتمكن من توفيره في حياتي من قناعات متزنة ومتوافقة مع طبيعتي كفتاة وأنثى وسيدة راقية متزنة في داخلها ومتوازنة في جوانب حياتها وأنا أستحق ذلك
الخطوة التالية : هي إيقاف أي حسابات فيها ازدواجية لشخصيتك لتعيشي بدورك الحقيقي وليس كشخصية وهمية أو افتراضية على الإنترنت والتواجد في وسائل التواصل الاجتماعي إن رغبتِ بصفتك الحقيقية أو ما يدل على أنك فتاة فقط
تعاملي مع أي تعدٍ عبر الإنترنت على شخصك بحزم، إما بالرد الحازم وفي حدود الأدب الراقي الذي يليق بك أو الاكتفاء بحظر أو مغادرة القروب إن كان معظم من فيه لا يتعاملون باحترام ولا يوجد من يضبط قوانين المجموعات وحدودها ، فهذا جزء من حفظ حدودك والمحافظة على بيئتك نظيفة وخالية من أي ملوثات أخلاقية أو فكرية فهي مسؤوليتك وحدك وأنتِ أهل لها
تعاملي مع والدك كأب وأنتِ ابنة بارة به، إن غضب اشتري رضاه و عامليه بالحسنى ، وتقبلي كون سلوكياته ناتجة عن ضغوط الحياة والمسؤوليات والخوف على عائلته ورغبته بدعمها وحمايتها والحفاظ عليها حسب إمكاناته وحسب معرفته، حتى وإن كانت سلوكياته غير مفهومة، فالبشر يعبرون عن مشاعرهم و قناعاتهم بحسب ما تعلموه من مجتمعاتهم، وقومي بدورك في المنزل بتقديم عطائك بحب ولطف حسب استطاعتك
ابحثي عن مجتمع من الأصدقاء يجمعكم فيه اهتمامات مشتركة ودعم بعضكم البعض و استثمري في هذه الصداقات بمنحهم الاهتمام والدعم والمشاركة والتواجد والاستمتاع معهم فنتيجة هذا الاستثمار سيكون عائداً لك بمثل ما قدمتِ لهم
اطلبي المساعدة من مختصين متمكنين ان احتجتِ لذلك و ارفعي الجانب المعرفي بالاطلاع والقراءة لتطوير نفسك في كل مجال ترغبين في التقدم فيه وضبطه و توازنه
.الحياة تجربة ورحلة وعيش اللحظة
.دعواتي لك بالسعادة والبهجة والرضى