مشكلة زوجية تؤرقني
122
الاستشارة:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ، بوركت جهودكم و جعلها في ميزان حسناتكم ، بدايةً سوف أُعرف بنفسي وعائلتي ، أنا زوجة ثانية ( زواجأولمنذ ٤ سنوات ، العمر ٣٨ ، غير موظفة، هادئة ، حنونة ، عملية ، صبورة ، لدي طفلة ولله الحمد أتمت ٣ سنوات ، زوجي موظف عسكريبرتبة جيدة وراتب جيد ، منزله ملك ، ليس عليه التزامات أو ديون ولله الحمد ، محافظ على صلاته ، حنون مع أطفاله ، نظيف، بار بوالديه ،سوف أختصر قصة الـ ٤سنوات في بضع سطور ولتعلمي أستاذتي الفاضلة أنها نقطة من بحر ، لاحظت على زوجي من شهر العسلبعض التصرفات السيئة كسرعة الغضب والنقد والغيرة التي قد تصل للشك في تربيتي خصوصًا أن والدي متوفي ! فكنت من باب الخجلأسكت وأحيانًا أبكيكان منفقًا جيدًا وعادلًا ، والمشاعر متقلبة في السنة الأولى من الزواج وبعد مرور عامًا حملت ولله الحمد ففرحنا كثيرًا ،وفي  إحدى الأيام طلب مني تجهيز الفطور فقمت بتجهيزه وتأخرت قليلًا وعندما أحضرته له صرخ في وجهي وقال ( ساعة في المطبخ وآخرشي هذا بس !) فقلت آسفة ولكن كنت أقوم بتحضير الخبز فلم يكن هنالك خبزًا ! قال وليكن ! مستهينًا بأي مجهود أقوم به ! فقام بضربيعلى فخذي بباطن كفه كثيرًا وتألمت وذهبت للغرفة الأخرى وبكيت ، ولم يأتي ليعتذر مني ! خرجت وأكملت أعمالي صامتة اليوم كله لم أكلمهفكانت الصدمة الأولى فيه أنه مد يده علي وعلى أمر تافه ! وكانت الشرارة الأولى التي بدأ في التغير معي بوضوح ! مرت شهور الحمل ثقيلةوأنجبت طفلتي ولله الحمد عند أمي التي تسكن في جدة ولم يهديني زوجي شيئًا بحجة أن الورد والكيك التي أحضرها هي هديتك فلمأجادل كثيرًا !  زارني الأقارب والأصحاب وأعطوني هدايا بعضها لطفلتي وبعضها مبالغ مالية وعندما انقضت فترة النفاس ورجعت لبيتي ،علم زوجي بالهدايا المادية بحكم العادات والعُرف ، فأصبح عندما أطلب أغراض لي أو لإبنتي يقول ( ادفعي من فلوسك !) يقصد من الهداياوكأنه يستخسرها فيني؟ وأصبح أكثر انشغالًا بالجوال وبرامج التواصل ولم يعد يكلمني كالسابق ! بارد المشاعر أنا من أُبادر دائمًا  ، لايفعل الشيء حتى يُطلب منه حتى الأشياء البديهية وأحيانًا لا يفعل ! اتفقنا بعد إكمال ابنتي عامها الأول سوف أحمل مرة أخرى بحكمالعمر و الخوف من حدوث مضاعفات ولكنه اعتذر وقال أجلي الموضوع ليس الآن ! فلم أجادل معه ، شيئًا آخر .. كان يقول لي أن زوجتهالأولى علمت أنني أصلحت بيتك ( سباكة كهرباء أيًا كانفغضبت أو علمت بالمطعم الذي ذهبنا إليه بالأمس ،أو علمت أننا سافرنا أو ذهبناللسوق ..! وكنت أتعجب كيف علمت بذلكهل أخبرتها ؟ فيقول لاقلت إذاً كيف علمت بذلك ثم لماذا تراقبنا فهذا ليس من حقها ويعتبرتجسسًا ! فيقول تعلم بتتبع موقعي من الجوالولم يوقفها عن ذلك التصرف ! ومواقف كثيرة من مراقبتها ، فأصبحت مراقبتها  لا تهمنيعلى قدر مايهمني تأثيره على علاقتي بزوجي فأصبح لا يخرج من البيت حتى يعلم هل هي سوف تعلم بذلك أم لا ، أو سوف تغضب أم لا ! وأحيانًا يعتذر عن الخروج أو يعتذر عن إصلاح الطاولة بحجة أن (العِدّةفي منزل زوجته الأولى ولو أخذتها سوف تعلم وتغضب!! أكملتابنتي عامها الثاني وفتحت معه موضوع الحمل وقال ليس الآن أريد طفلًا ذكرًا وليست أنثىفقلت الطب تطور نسأل وأكيد فيه حل ،تجاهلني و انشغل بالجوال وخرج من المنزل ولم يكمل حديثه معي ! أصبح مقصرًا في حقي ماديًا وعاطفيًا وتكرر موضوع الضرب بنفسالأسلوب مرة ثانية صبرت واحتسبت ، ومرة ثالثة ! طفح الكيل ورفعت صوتي عليه فكلم أخي واشتكاه منيثم جاءوا أهلي إلي لفهمالموضوع وعقد جلسة صلح بيني وبين زوجي فتكلمنا في كل شي واتفقنا على كل شيء من تصليح المنزل وعدم التقصير والمعاملة الحسنةوالعدل وشراء التلفزيون وغيرها من الأمور وتم  الصلح ، وبعد ما رجع أهلي لمدينة جدة توقعت رجوع زوجي لي والعمل حسب الإتفاق ، ولكنالصدمة أنه ذهب لزوجته الأولى لم يأتي لمدة أسبوع فاتصل أخي ليطمئن علي وماذا حدث حسب الإتفاق فقلت لم يأتي منذ ذلك اليومفغضب وقال هل مجيئنا له ليس له قدر أم يستهزىء ويكذب عليواتصل أخي بزوجي وقال له : لم أرجع لها لأنها ( رفعت صوتي علي )
فاعتذرت منه برسالة وبعدها لم أره ثلاثة أسابيع أخرىأي لم أرى وجهه شهرًا كاملًا !فرجع واتهمني أنا المخطئة وناكرة المعروف التزمتالهدوء وقمت بواجباتي معه وكأن شيئًا لم يكن ، وهو لم يفعل شي مما اتفقنا عليه من ١٠ أشهر  وأصبحت لا أعزم أحدًا في بيتي لأنه لميكمله ولم يصلحه ، أكملت ابنتي عامها الثالث وفتحت موضوع الحمل مرة أخرى ، فقال ليس هنالك داعي للحمل فلديها أخ  وأخوات وقالبالحرف الواحد ( أنا لا أريد الإنجاب منك!) قلت هذا من حقي ومن حق ابنتي ! فقال : إن أعجبك كلامي والا فارحلي من منزلي ، وأصبحيهدد بالطلاق كثيرًا ! حاليًا أنا في إجازة عند أهلي المفروض مدة أسبوعين فقط ولكنه كذب علي وأتممت شهرًا بحجة أنه في إجازة مع أبناءهوطبعًا المصروف لا يكفي الحاجة ! أنا في حيرة من أمري وأسئلة أهلي لا تنتهي ! أخاف أشتكيهم ويصير فيهم وفيني مثل ماصار المرةالأولى ! وأخاف أسكت وأظلم نفسي ويقولوا لي لماذا لم تخبرينا  ، أفيدوني جزاكم الله خيرًا . انتهى.


مشاركة الاستشارة
الرد على الاستشارة:

  نُرحِّبُ بكِ-أُختنا الكريمة-، و نشكُرُ لكِ ثِقتَكِ في موقع المُستشار، ونسألُ الله أن نَكونَ عندَ حُسن الظّن في تقديم ما يسُرُّكِ، و يُفيدُكِ، وأن تَجدي بُغيتك في هذا الموقع، ونسأل الله تعالى أن يُصلح أحوالكِ كلَّها، و يُصلح ما بينك و بين زوجك، و يُعيد الألفة بينكما.

    فيما يَخُصُّ ما ورد في طلبك للاستشارة، وما حَصل لك من ألم بسبب تَقْصِير زوجك، فهذا الأمر قد قدَّره الله سُبْحَاْنَهُ، و قضاه في كتاب قبل وجودنا على هذه الأرض، وأنتِ قد أصبْتِ عِنْدَمَاَ قررتِ الزواج ، لِأَنَّ المرأة ينبغي لها أن تُحصِّن نفسَها، و تَغُضَّ بصرَها، و يحتويها زوجُها، و يُنفقُ عليها، وقد مِن الله عليك بنعمة الزواج، وإن كانت الدُّنْيَا كلُّها لا تخلوا من كدر؛ حَتَّىَ بيتَ رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لم يخل مِن الْمَشَاْكِل، و كلُّ ذلك خيرٌ للإنسان فَإِن شَكَر في النِّعمة كان خيراً له، و إن صَبَر عند المصيبة و الضَّراء كان أيضاً خيراً له.  

   وقد رزقكِ الله سُبْحَاْنَهُ ببنت مِنْ هذا الزَّوْج، وهذا فضل من الله كَبِيْىَر، وعمرك يقارب ٣٨ سنة فالحمد لله على هذا الفضل، و النِّعمة أن رزقك الله هذه البنت التي ملأت عليك البيت سعادة وفرحاً. 

    ولدى زوجك صفاتٌ جميلة؛ ذكرتِها في رسالتك، فهو موظف براتب جيد، يملكُ منزلاً، وليس عليه أيَّ التزامات، مُحافظٌ على صلاته، حنون عَلَى أطفاله، بارٌ بوالديه، و منفق، وعادل في بداية الزَّوَاج، وهذه الصِّفات قلَّما تجديها في أيّ شَخْصٍ، وهي صفات مطلوبة، و مرغوبة. والزوجة الثانية عادة ما تكون ضحية في معظم الأوقات، فهناك زوج يتقي الله، ويبذل كل ما في وسعه ليعدل بين زوجاته، و هُناك من لا يبالي، وتكمن صعوبةَ ذلك من خلال الآية الكريمة : ﴿ وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُم ﴾ [النساء:129]؛ و مَن لا يستطيع العَدْل فيكتفي بواحدة قَاَلَ سُبْحَاْنَهُ : ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ﴾ ، [النساء: 3].

    وما فعله زوجُك من تصرُّفه معك كان بعد إنجابك؛ فقد يكون تغيره بسبب ضغوط مِن زوجته السابقة حَيثُ أنَّ الإنجاب قد يكون سبباً في زيادة غيرتها، وبالنظر إِلَى مشاعره في السنة الأولى من الزَّوَاج فقد كانت مُتقلِّبة،-كما ذكرتِ- رُغم أنَّه فرح  معك بالمولود- وبدأ يتغيَّر، ويبتعد، حَيثُ أن زوجته تُراقبه كَمَا ذكر في كل شيء، و تَعلمُ ما يحدُث عندك، ويخاف هو من هذه المُراقَبة، لدرجة أنَّه لا يخرج مِن البيت حَتَّىَ لا تراه كما ذكرتِ أَيْضَاً في رسالتكِ، و رُبَّما كان خوفه أن يُهدِيَك هديَّة للمولود بسبب هذا الخوف، وهذا ما سبَّب له بُرودٌ في المشاعر نحوك، و يُدلِّل كذلك عَلَى أن لديه ضعف في الشَّخصية، ومما زاد تَسلَّطه هو خجلك في البداية، والسكوت، و البُكَاء، وزيادة عَلَى ذلِكَ لا يريد الإنجاب بِسبب هذا التَّسلُّط؛ فالانجاب من حقك الشرعي ، ولا يجوز للزوج أن يمنعك مِنْهُ، فليس للزوج منع زوجته من الإنجاب لغير مسوغ شرعي.

   ولا شك أن ما يفعله زوجك مناف للصواب، ولا ينبغي له أن يفعل ذلِكَ، و لكنّك في مقام تحتاجين فيه إلى الموازنة بين النتائج التي ستحصل لك لو تمسكتِ بحقوقك فقد يؤدي ذلك إلى الطَّلَاق، والمفارقة، -لاسمح الله- ولو تنازلتِ عن بعض من هَذِهِ الحقوق، فرُبَّما تتيسَّر أمورك، وتنتهي مُشكلتك.

عليك بالثناء عَلَى الزوج فهذا مِن الاحتياجات المُهِمَّة التي يحتاجها، وعند المحاورة في أمر يمكنه القيام به لا بُدَّ مِن اختيار الوقت المُناْسِب، ولا ترُدِّي عليه عِنْدَمَاَ يغضب، فإذا وجدتِه هادئاً فكلِّميه بهدوء، فقد ذكرتِ في رسالتك أَنَّكَ هادئة، وحنُونة، وعمليَّة، وصبُورة وهذه صفات المرأة العاقلة، وتجنبي المواقف التي تثيره إِذَا عرفتِ ما يُحب، وما يكره، ومن المُهم إدارة المُشْكِلَة، و التَّعَامل معها بصوت منخفض؛ خَاَصَّة أنَّ مُشْكِلَتَك مُتَعَلِّقَة بالزوجة الأولى، ولا بأس من تدخل الأهل في حل الموضوع، فيما يَخُصُّ العَدْل، والنفقة، و الإنجاب، و الضرب، وفي هذه الحالة لا بُدَّ من شرطين  أساسيين لضمان الحَلّ النهائي الأول: الجدية الكَامِلة، و الثاني: المتابعة بشأن التنفيذ؛ حتى لا يحصل لك مثل ما حصل في المرة السابقة، وَلَاَ بُدَّ لمن سيدخُل في الموضوع مِن أهلك أن يتحلَّى بالخبرة، والصلاح، والحكمة، ليكون مؤهلاً لحل هذه المُشْكِلة.

و اطلبي مِنْهُ أن يأخذك للبيت، وبعد العودة مِن المُهِم أن تزيدي رصيدك العاطفيّ نَحْوِه، و أَن تُظهري له عنايةً زائدة، و بادليه الكلمة الطيبة، واسعيْ إلى إرضائه، حيث أن سعادتك مرتبطة بسعادته، وانظري إلى حياتك في بداية الزَّوَاج، وتذكري المواقف الجميلة و تخيَّلي الأشياء السَّعيدة بينكما، وإن كان لديك همَّ، وألم، ويأس، وحزن فازرعي بجانبهما الأمل.

حاولي إصلاح ما بينكِ وبين ربَّكِ سُبْحَاْنَهُ، وراجعي أخطائكِ، فقد يكون تقصيرك في حق الله هو سبب مشكلتك، و أكثري من ذكر الله، يقول سُبْحَاْنَهُ وتعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾، [الرعد: 28] .

    المحافَظة على الصلوات، وبقية العبادات، لها أثر كبير في، حل هذه المشكلة، وكذلك تجنُّب المعاصي، والتوبة إلى الله، له أثر طيب، يقول سبحانه : ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَة فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾، [النساء79].

    لا بد من اللجوء إلى الله بالدعاء، و التضرُّع له، يقول سبحانه : ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، ففي دعاء الله -سبحانه وتعالى- تفريج للكُربات، فربما يفرج الله ما أهمك، ويزرع بينكما المحبة والسعادة، وعليك الإكثار من دعاء الله تعالى أن يرزقه الرشد، والصواب، وادعيه أن يرزُقكما الذرية الصَّالحة.

    ختاماَ :

 حاولي التفنُّن، والإبداع، و التَّغيير في عموم حياتك، فلذلك تأثير إيجابي، فعندما يُحس الزَّوْج  بالتغير في المواقف، وفي الحياة، وفي التعامل؛ سيتقرب إِلَيْكِ.

نسأل الله سُبْحَاْنَهُ أن يسهَّل أمرك، ويزيل ما أهمك، ويسعدك في حياتك، ويرد إِلَيْكَ زوجكِ، و أَن تعُودَ حَيَاتُكُما كما كانت، و أفضَل مما كانت عليه. 

مقال المشرف

«الطلاق».. والأبعاد الخفية

«ولولا أنَّ الحاجة داعيةٌ إلى الطلاق لكان الدليل يقتضي تحريمه كما دلَّت عليه الآثار والأصول، ولكنّ ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات