الرد على الاستشارة:
أولاً _ أهلاً وسهلاً بالأم التي عِطر حديثها الاهتمام ولغتها الحرص وكان قلبها قلب الأم التي تتألم إذا رأت من أولادها ما يخدش تربيتها لهم ويرتفع في داخلها صوت المحاسبة .
حياكِ الله يا كريمة ؛ في منصتنا المباركة ، و أتمنى أن أُفيدكِ يا غالية .
ثانياً _يا كريمة ؛ تظل تربية الأبناء شغل الوالدين الشاغل و حديثهما الدائم وما من بيت إلا وفيه من مشاكل تربية الأبناء وتوجيههم التوجيه الصحيح هو غاية الوالدين .
ثالثاً _ يا حبيبة ؛ لا تلومي نفسك ولا تعاتبيها كثيرا فما كان هنا من استشارة منكِ إلا دليل على اهتمامكِ و حرصكِ ، وتذكري دائما لا تُحملي نفسكِ فوق طاقتها ، ونحن نعلم علم اليقين أن التربية في هذا الزمان ليست بتلك السهولة و-خصوصاً- في زمن التقنية ، و أشكر لكِ حرصكِ يا كريمة ؛ ولكن هنالك بعض الاستفسارات التي أبحث عن إجابة لها حتى نصل إلى بر الأمان :
هل والد الأبناء موجود ..؟
هل حدث انفصال بينكِ وبين والدهم ..؟
هل يتم توجيه الأبناء دائما من ناحية التربية الدينية ..؟
هل يتم متابعة الأبناء من ناحية الجلوس على الأجهزة وماذا يشاهدون ..؟
هل هنالك معرفة وتتبع من الأصدقاء الذين يرافقونهم الأبناء ..؟
رابعاً _ يا رائعة ؛ هنا أترك لكِ الإجابة و استشفِ لكِ ما يُفيدكِ ويحل مشكلتكِ حسب ما ذكرتِ .
يا حبيبة ؛ الضرب أبداً ليس حل مع هذا الجيل بل على العكس ربما تزداد الفجوة بينكِ وبين أبناءكِ ولا يهتمون حتى لحديثكِ، حاولي التحدث مع ابنكِ الكبير و تحدثي معه بصوت الأم والأخت والحبيبة ؛ فولدكِ يمر بمرحلة مراهقة ومن الطبيعي أن يتاثر بما يري و يُشاهد ويريد أن يجرب كل ما يمر عليه ويراه، فلذلك كوني قريبة منه ، و اذكري له أحاديث وأدلة وقصص من القرآن على أن ما يفعله غير صحيح في الشرع وأنه يُعاقب على فعلته تلك .
خامساً _ أشغلي ابنكِ المراهق بما يحب من رياضة و من كتابة و قراءة ومتابعة لشيء يحبه و تكونين حاضرة معه ومتابعة بالاستئذان منه بأنكِ تحبين الجلوس معه ومشاهدة ما يُشاهد .
سادساً _ إذا كان الوالد موجود اجعليه يتحدث معه بصوت الصداقة وليس الأوامر والتعليمات و ليجعله يخرج معه يشاركه بعض أعماله ، وأيضاً يتعرف على أصدقائه .
سابعاً _ كوني حريصة دائماً ياغالية ؛ على أن تحثيه على الصلاة في المسجد ودائما تحدثي معه عن التربيه الدينيه كثيرا .
ثامناً _ يا سيدتي الغالية ؛ وليكن لأخيه الأصغر جانب من الحديث والتذكير برفق ولين وصبر وحكمة .
تاسعاً _ أخبري ابنكِ الأصغر بأن ما يفعله وما يرضي أن يفعل به الآخرين إنما هو شيء مُخزي ولا يجوز فعله .
عاشراً _ ذكريه دائماً يا حبيبة ؛ أن الرجولة تكمن في أن يحافظ الرجل على رجولته ولا يكون كالدمية للتسلية في يد الآخرين .
الحادي عشر _ وجهيه يا كريمة ؛ بأنه لا يحق ولا يجوز لأيا من كان الاطلاع على ما يخصك في جسمك ومن يفعل ذلك فهو يريدك فقط للعبث وإن كان أخوك .
الثاني عشر _ أيضاً أخبريه بأن لو علم المجتمع وأهله و أقرباؤه بذلك سوف يحتقرون وينظرون له نظرة سوء فلا يجعل نفسه كذلك .
الثالث عشر _ علميه يا جميلة ؛ بأن ما يفعله إنما هو مرآة تعكس تربية والديه له فهو أجمل ما ترى فيه الأم والوالد .
الرابع عشر _ دائما تفائلي بما هو جميل في جُلّ حياتكِ وفي صلاح أبنائكِ ، فغداً أجمل يا كريمة ؛-بإذن الله تعالى- ، و ذكري نفسكِ أن الصبر على تربية الأبناء فيه من حلاوة ثمار البر والصلاح الكثير التي سوف تجنينها -بإذن الله تعالى- .
-حفظكِ الله- يا غالية ؛ وأصلح لكِ الأبناء وكتب أجركِ وجعل فيما همستُ لك جميل حروف التوجيه وروعة سُبل النصح .
المستشارة _ منى الزايدي .