الرد على الاستشارة:
بسم الله الرحمن
الرحيم
والصلاة والسلام
على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الرد الثاني على
الاستشارة :
في البدء شكراً جزيلاً على الإجابة على أسئلتنا واستفساراتنا التي طلبناها في ردنا الأول على الاستشارة, الإجابات التي
ساعدتنا كثيراً على فهم هذه الحالة.
نعتقد أن رهف تعاني من سلوك قهري ناتج عن
الصراعات النفسية Compulsive behavior) resulting from psychological conflict) . وهذه مشكلة نفسية مركبة من
مشكلتين نفسيتين متداخلتين :
أ.
الصراع النفسي والتناقض الوجداني والسلوك القهري, خصوصاً المرتبط باستخدام
الهاتف المحمول.
المشكلتان بحاجة إلى علاج متعدد الأبعاد. وللمساعدة
في حل هذه المشكلة, نوصي بالآتي :
أ.
حل مشكلة الصراع النفسي والتناقض الوجداني:
1. مساعدة رهف على التأمل الذاتي والوعي. مساعدتها على أن تعترف أنها تعاني من هذه الصراعات, وعليها أن تخصص وقت
لتسمية الأفكار أو المشاعر أو المعتقدات المتعارضة. وعليها أن تتأمل جيداً
قيمها الأساسية: ما هو الأهم بالنسبة لها، ومواءمة قراراتها مع قيمها الأساسية. قد يُساعد في تقليل الصراع الداخلي.
2.
مساعدتها على ممارسة اليقظة: يمكن أن تساعدها الأنشطة مثل :" التأمل وتدوين المذكرات "، على أن تصبح أكثر
وعياً بحالتها الداخلية والأسباب الجذرية لصراعاتها.
3.
مساعدتها على التخلص من الأفكار السلبية والأفكار
غير المنطقية وتقبل الواقع والتعايش الإيجابي معه.
4.
مساعدتها على تحديد أولوياتها : عليها أن تركّز على ما يتماشى مع قيمها
الأساسية وأهدافها طويلة المدى .
5.
مساعدتها على التحدث مع من تثق به.
: أخت أو صديقة أو مستشار نفسي ..إلخ.
ب. حل مشاكل الوسواس القهري الناتجة عن الصراع النفسي ، لذا ؛ نوصي بالآتي :
1.
العلاج السلوكي
المعرفي (CBT) : هذا هو العلاج الأولي وهو فعال للغاية بالنسبة للعديد من الأشخاص
المصابين باضطراب الوسواس القهري.
2.
الوقاية من التعرض
والاستجابة (ERP) : هذا نوع محدد من العلاج السلوكي المعرفي :
- التعرض: تتعرض تدريجيًا للأشياء أو المواقف التي تثير أفكارها الوسواسية.
- منع الاستجابة: تتعلم كيفية مقاومة الرغبة في أداء الطقوس أو السلوك القهري
الذي تفعله عادةً استجابة للهوس, وبالذات السلوك القهري المرتبط باستخدام
الهاتف النقال .
نوصي بالدخول على المواقع الطبية النفسية
المعتمدة الخاصة بالتدريب على كيفية استخدام العلاجات النفسية أعلاه, فيما يتعلق
بنفس المشكلة المعروضة حالياً.
3.
العلاج بالكلام: يساعدها هذا العلاج
على مواجهة هواجسها دون "تصحيحها" باستخدام القهر.
4.
الدعم النفسي والاجتماعي: يمكن لمجموعات الدعم عبر الإنترنت أو شخصيًا، مثل:" تلك الخاصة بإدمان
التكنولوجيا أو الإنترنت"، أن توفر شعورًا بالمجتمع والخبرة المشتركة .
5.
مساعدتها على تقوية الإيمان والمداومة على
الصلاة وقراءة القرآن والأذكار النبوية والاطلاع على قصص بعض الناس الذين مروا بنفس
ظروفها وكيف تساموا بأنفسهم وحوّلوا معاناتهم وآلامهم إلى نجاح, ومساعدتها على
التفكير بجدية عن المعنى الحقيقي والإيجابي للذات.
6.
المساعدة الذاتية وتغييرات نمط الحياة:
- مساعدتها على
تحديد وقت استخدام الشاشة: عليها أن تحدد
أوقاتًا محددة لاستخدام الهاتف وتلتزم بها، يمكنها استخدام ميزات الهاتف
المدمجة لضبط مؤقتات التطبيقات.
- إنشاء بيئة أقل
جاذبية: عليها ضبط شاشة
هاتفها على اللون الرمادي، ونقل تطبيقات الوسائط الاجتماعية بعيدًا عن متناولها،
وجعل فتح هاتفها أكثر صعوبة.
- البحث عن أنشطة
بديلة: عليها الانخراط
في الهوايات وممارسة التمارين الرياضية والتفاعلات الاجتماعية الشخصية لملء
الوقت الذي قد تقضيه على الجهاز.
- ممارسة اليقظة: عليها أن تكون أكثر وعياً بعاداتها في
استخدام هاتفها ،وأن تتخذ خيارات مقصودة بشأن متى وكيف تستخدم هاتفها.
مع خالص أمنياتنا بالصحة والسلامة والتوفيق.
أ.د/ محمد العبيدي
استشاري الصحة النفسية والعلاج النفسي.