بين الغضب والصدق.. نحو التوازن النفسي والسلوكي
109
الاستشارة:

الجنس: ذكر

العمر: 15

البلد: المملكة العربية السعودية

الترتيب بين الأبناء : 2

عدد أفراد الأسرة : 6
الحالة الاجتماعية: طالب

نص الإستشارة:

السلوك عدواني مع كثرة الكذب اثناء المحادثة.





مشاركة الاستشارة
26, أكتوبر, 2025 ,06:14 مسائاً
الرد على الاستشارة:

الابن الكريم محمد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نشكر لك تواصلك وحرصك على طلب الاستشارة، وهذا بحد ذاته خطوة ناضجة ومهمة نحو فهم الذات والتغيير الإيجابي. مع أن رسالتك قصيرة جداً، ومع هذا أنا أتفهم الموقف الذي تمر به، و-إن شاء الله- ستتخطاه .

من خلال المعلومات التي ذكرتها، يتضح أن السلوك العدواني وكثرة الكذب من أبرز التحديات التي تواجهك أو تمر بها في هذه المرحلة. وهذا كما فهمتهُ من رسالتك القصيرة تلك، ولأن عمرك (15 سنة) هو عمر المراهقة، فمن الطبيعي أن تظهر فيه بعض الاضطرابات السلوكية والانفعالية، نتيجة لتغيرات جسدية ونفسية واجتماعية يمر بها المراهق، ومع ذلك فإن التعامل الصحيح معها يجعلها مرحلة بناء ونضج وليست أزمة.

فيما يلي توضيح وتحليل مبسط للحالة مع مجموعة من التوجيهات العملية :

أولاً: فهم السلوك العدواني:

السلوك العدواني لا يعني بالضرورة أن الشخص "سيئ"، بل غالبًا ما يكون وسيلة للتعبير عن غضب مكبوت أو شعور بعدم التقدير أو الإحباط.
قد يكون العدوان نتيجة :

  • الشعور بالظلم أو المقارنة المستمرة مع الإخوة أو الزملاء.

  • عدم الثقة بالنفس أو محاولة فرض الذات بطريقة خاطئة.

  • تقليد سلوكيات تُرى في البيئة أو في وسائل التواصل أو الألعاب الإلكترونية.

النصيحة :
ابدأ بالتعبير عن مشاعرك بالكلام لا بالتصرف. قل مثلاً: "أنا زعلت لأن..." بدلاً من رفع الصوت أو التصرف بعنف.
وتذكّر أن القوة الحقيقية ليست في الغضب، بل في التحكم فيه، كما قال النبي ﷺ:

«ليس الشديدُ بالصُّرَعَةِ ، إِنَّما الشديدُ الذي يملِكُ نفسَهُ عندَ الغَضَبِ» - حديث صحيح.

حديث صحيح الجامع،  أبو هريرة، الألباني. 


ثانيًا: مسألة الكذب أثناء المحادثة :

الكذب في مثل هذه السن قد يكون له دوافع متعددة، منها :

  • الخوف من العقاب أو فقدان الثقة.

  • الرغبة في لفت الانتباه أو الظهور بصورة أفضل أمام الآخرين.

  • العادة التي تُكتسب بالتدريج من مواقف صغيرة.

النصيحة :

  • حاول أن تكون صادقًا مع نفسك أولاً، فكلما واجهت الحقيقة بصدق، زادت ثقة الآخرين بك.

  • إذا أخطأت، فاعترف بخطئك مباشرة، واطلب الصفح. الناس تحترم من يعترف بخطئه أكثر ممن يبرره.

  • تذكّر أن الصدق راحة داخلية، بينما الكذب يُتعب القلب والذهن.

ثالثًا: خطوات عملية لتعديل السلوك :

  1. حدد موقفًا واحدًا ترغب بتغييره كل أسبوع (مثل: عدم رفع الصوت عند الغضب).

  2. اكتب الأسباب التي تدفعك للتصرف العدواني أو الكذب. الوعي بالمسبب نصف الحل.

  3. مارس هواية تفريغية مثل :" الرياضة، الرسم، أو التطوع", النشاطات الإيجابية تخفف التوتر الداخلي.

  4. اطلب دعمًا من شخص تثق به (والد، معلم، مستشار مدرسي) لتتحدث معه بصراحة عن مشاعرك.

  5. ابتعد عن الرفاق الذين يشجعون السلوك الخاطئ، وقرّب منك من يذكّرك بالخير.

  6. حافظ على الصلاة، فهي تقوي الانضباط الداخلي وتزرع الطمأنينة.

رابعًا: توصيات للأسرة :

  • التعامل مع محمد ينبغي أن يكون هادئًا ومتوازنًا، بعيدًا عن القسوة أو الإهمال.

  • التركيز على تعزيز الصدق بالمدح والثناء عند ممارسته، لا فقط العقاب عند الكذب.

  • الحرص على الجلوس الأسري المنتظم للحوار والأنشطة المشتركة.

  • إذا استمر السلوك العدواني أو الكذب بشكل مزمن، يُستحسن زيارة أخصائي نفسي أو مرشد طلابي لتطبيق برامج تعديل سلوك مناسبة.

أخيراً...
أخي محمد ؛ أنت شاب في عمر التشكّل، وما تمر به قابل للتعديل تمامًا متى قررت ذلك واجتهدت بين لطف وحزم في آن واحد.
تذكر يا عزيزي ؛ الصدق والهدوء هما مفتاحان رئيسيان لبناء شخصية قوية و واثقة بنفسها.

نسأل الله أن يفتح عليك أبواب الخير، ويجعلك من الناجحين في الدنيا والآخرة.

في حال أنك رغبت في علاج هذه الحالة التي تمر بها، يسعدنا أن تتواصل معنا عبر الهاتف الاستشاري 920000900 للحصول على التوجيه التربوي المناسب ومجاناً.

مقال المشرف

كبار السن

الحمد لله الذي أنزل الكتاب بالحق، ولم يجعل له عوجًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

هل تؤيد تحويل منصة المستشار إلى تطبيق على الجوال؟

المراسلات