الرد على الاستشارة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أختي الكريمة؛ أشكر لك ثقتك بمنصة المستشار، ونحن هنا لمساعدتك.
قلقك من صفة البخل لدى خطيبك في محلها، فالبخل صفة مخيفة قد تجعل بداية الحياة الزوجية مرهقة ومليئة بالقلق تجاه المستقبل، ومن الجيد أنك تفكرين في هذا الأمر قبل الزواج لتتجنبي مشكلات محتملة لاحقًا.
للبخل آثار سيئة جدًا على الحياة الزوجية، فهو غالبًا ما يؤدي إلى خلافات مستمرة لأنه مرتبط بالاحتياجات اليومية لكِ شخصيًا ولأبنائك في المستقبل. والبخل يجعل الأزمات أمرًا متكررًا في الحياة الزوجية، إذ تتحول أبسط المواقف أو الطلبات إلى مشكلات حادة كلما تعلق الأمر بالمال، وإذا كان الزوج بخيلًا ستشعرين بالحرمان، وستُهمّش احتياجاتك واحتياجات المنزل والأطفال مستقبلًا.
وقد يمتد هذا البخل من المال إلى العاطفة، فيصبح بخلًا في المشاعر والوقت والدعم والثناء، وذلك كافٍ لتدمير العلاقة الزوجية فالعطاء المتبادل، سواء كان ماديًا أو عاطفيًا، هو أساس نجاح أي علاقة زوجية. ومع ذلك، لا بد من التمييز بين البخل والتدبير؛ فالمقتصد الذي ينفق بحكمة ويلبّي الاحتياجات الأساسية يمكن التفاهم معه، أما من يرفض الإنفاق على الضروريات، ويسبب الحرج أو الحرمان من أساسيات الحياة، فذلك مؤشر خطر لا يُستهان به .
قبل اتخاذ قرارك بالارتباط أو العدول عنه، تحدثي معه بصراحة وهدوء عن قلقك من هذه الصفة، وحاولي فهم دوافعه: هل هو خوف من المستقبل أم مرور بضائقة مالية مؤقتة؟
فإن لم يكن هذا ولا ذاك، فاعلمي أن البخل صفة متأصلة فيه، ولا يغيب عنك أن تراقبي سلوكه لتعرفي إن كان بخله يشمل الجميع أم يخصك أنت فقط، ثم فكّري بوعي إن كان بإمكانك التعايش مع حرصه الشديد مقابل صفات أخرى قد تراها نفسك إيجابية.
واعلمي أن البخل صفة يصعب جدًا تغييرها بعد الزواج، بل غالبًا ما تزداد سوءًا مع تزايد المسؤوليات، لذلك كوني صادقة مع نفسك: هل يمكنك العيش مع شخص بخيل دون محاولة تغييره؟
القرار في النهاية لك وحدك، فالحياة حياتك، وتبعاتها لك وعليك.
أسأل الله أن يوفقك في قرارك، وأن يكتب لك الخير حيث كان ويرضيك به.