أقدم هذه الاستشارة بالنيابة عن أختي، رهف (24 عاماً)، وهي خريجة جامعية، حيث تمر بأزمة سلوكية ونفسية مركبة وحادة تتطلب تدخلاً متخصصاً عاجلاً. تظهر رهف في الواقع ضعفاً واضحاً في الشخصية وقلة في الثقة بالذات، وقد تفاقم هذا بسبب النحافة والوهن الجسدي وتعرضها لكلام الناس عن شكلها. وعلى الرغم من هذه المعاناة الداخلية، تظهر في حياتها اليومية اندماجاً ظاهرياً وهدوءاً ,, فهي تتصرف بشكل طبيعي تماماً، مما يوحي بوجود إنفصال نفسي بين حياتها الواقعية وسلوكها السري أو إنكار تام لخطورة أفعالها

جوهر المشكلة يكمن في الهوس القهري الشديد بالجوال والإنترنت لدرجة أن أي انقطاع بسيط في الاتصال يثير لديها رد فعل هستيرياً، حيث تتصرف بشكل طارئ وغير منطقي لضمان عودة الاتصال الفوري هذا الهوس يُغذي مجموعة من السلوكيات الخطيرة التي لم تفلح معها أي محاولات عائلية في التغيير بما في ذلك التوبيخ الديني أو العاطفي بل على العكس، تظهر رهف تبلداً عاطفياً وعناداً شديداً وترفض أي توجيه، وتؤكد أنها تعرف أن ما تفعله حرام وموبقة ولكنه يعجبها وتستمتع به وتبرر فعلها بأنه مجرد "لعبة عادية رأس مالها جوال أسب فيه وأرميه وأقوم" تتركز السلوكيات الخطيرة في العالم الرقمي حول العدوانية اللفظية والشتائم القذفية حيث تمارس القذف والشتم الفاحش والبذيء بشكل يومي ومستمر ضد الغرباء في تجمعات الألعاب والتواصل دون أي سبب مبرر معلنة أن هذا تفريغ للغضب. كما تنخرط في علاقات رقمية متعددة مع عشرات الرجال (أربعة شبان حالياً) حيث تتبادل معهم رسائل ومحتوى وقذف جنسي فاحش هدفها المعلن من هذه العلاقات ليس التعلق بل جعل الشبان يتعلقون بها بشدة ثم تقوم هي بالابتعاد المفاجئ لتستمد القوة والتحكم من رؤيتهم يترجونها للعودة!!  والأشد غرابة هو وصولها لمرحلة تستمتع فيها بالحصول على الأذى اللفظي حيث طلبت صراحة من أختي الكبرى أن تلعنها وتسبها عندما قالت لها سمر ماذا تريدينني ان افعل كيف اساعدك؟ مما يشير إلى توجه نحو التدمير الذاتي أو حاجة مرضية للعقاب

هذا إلى جانب مشكلة الرائحة الجسدية الملازمة لها حيث تعاني  رهف من رائحة كريهة جداً ومستمرة تفوح منها رغم حرصها على الاستحمام اليومي وهو ما قد يشير إلى جانب جسدي أو اكتئاب عميق، أو عرض نفسي جسدي غير مفسر.

الوضع العائلي بالغ الحساسية الوالدان كبيرا سن (70 و 60 عاماً) ومتدينان جداً وكلاهما يعاني من أمراض مزمنة، والكشف عن تفاصيل السلوكيات السابقة (القذف والرسائل الجنسية) يشكل خطراً صحياً مباشراً وحقيقياً على حياتهما بالإضافة الى الإخوة الكبار الذكور قد ينفعلوا اذا علموا بمحادثتها للرجال بعيدا عن محتوى محادثتهم فالحرام حرام ومستنكر شديد في بيتنا

ولهذا، ترفض رهف أي استشارة نفسية مباشرة وتعتبر نفسها "طبيعية" نرجو الحصول على خطة منهجية واضحة للتعامل مع هذا العناد والإنكار الرهيب والإدمان السلوكي القهري، وكيفية مساعدتها

أفيدكم ان كلامي يخلو من المبالغة بل حتى أنني حاولت التخفيف من الموقف لكن للأسف,,
جزاكم الله خيلر ونفع الله بكم.