الرد على الاستشارة:
في البداية أشكركَ/ أشكركِ على
التواصل مع موقع المستشار، وأقدر لكَ/لكِ حرصك على حالتك النفسية على الرغم من أنك تحت إشراف وعلاج طبي .
وفيما يخص مشكلة القلق من الناحية النفسية -إن شاء
الله- لها حل من خلال العلاج السلوكي المعرفي
وتنمية المهارات السلوكية و بالإرشادات السلوكية التي سأقترحها عليك الآن
.... ولكن قبل البدء أود أن أوضح لك أنني متخصص في الاستشارات النفسية ، ولا أستطيع أن أُعدل
على عمل الطبيب الذي تراجعه، لأنه هو الذي شخص الحالة بناء على المعلومات الشخصية والطبية التي أخذها
منك. لا سيما وأن تلك المعلومات لم تتوفر
لدي .
# كما يجب أن (تعرف/ تعرفين ) وجهة نظري الشخصية في العلاج الطبي للمشكلات
النفسية وهو أنني أفضل أن نبدأ في علاج المشكلات النفسية بالعلاج النفسي أولا ، لأن العلاج
النفسي يتناول أسباب القلق ( وبخاصة القلق الداخلي ) ، والذي لو تم حل السبب سيختفي القلق ، و نجنب الشخص الآثار الجانبية لأدوية القلق الطبية ( مثل: الصداع، والدوخة
والشعور بالقيء ومشاكل في الإبصار والشعور بالوهن والهمدان والنوم المبالغ فيه.. إلخ) ولك أن تعرف أن تلك
الأدوية تعمل على استرخاء العضلات الناعمة للأوعية الدموية ، فإذا استطعت بقوة إرادتك ومن خلال
المعالج النفسي أن تعمل جلسات / تمرينات استرخاء دون أدوية فأنت بذلك عملت نفس
مفعول الأودية بشكل آمن وصحي أكثر من أن تتعرض للآثار الجانبية لتلك الأدوية. وفضلا عن ذلك فإن مفعول تلك الأدوية يكون مؤقتا وليس
مستمرا عكس مفعول العلاج النفسى الذى يدوم معك.
#على أي حال
...فإني أرى أن مشكلة القلق لها جانبان: ( أولهما داخلي ، والآخر الظاهري ) ، فأما
القلق الداخلي وهو الأهم والأخطر والذي ربما يتخفى أو يستتر وراءه القلق الظاهري،
فعليك أن تفتش وبكل قوة عن مسببات ذلك القلق الداخلي، وهنا
أقترح عليك أن تقف / تقفي مع نفسك وقفة جدية في محاولة للتفتيش عن أسباب
القلق لديك باستخدام أسئلة مثل : " هل القلق الذي أعاني منه يتعلق بأسباب داخلية أم خارجية ؟ فلو أسبابه داخلية فما هي تلك الأحداث أو الذكريات المتعلقة به ؟
هل يمكنني أن أتسامح مع تلك الذكريات أو الخبرات السلبية ؟ فلو الإجابة بنعم سيكون
ذلك من الأفضل لحل ذلك الصراع الداخلي لديك والذي ربما يكون هو سبب القلق " . وعليك
أن تجدد/ تجددي تلك الوقفات مع النفس وكأنها جلسة حساب مع النفس حول أسباب القلق
الداخلي وادعو الله أن يهديك إلى معرفة سبب هذا القلق ، و عنئذ سيرتاح خاطرك ،
و سينصلح بالك. نأتي بعد ذلك إلى القلق الظاهري ( أي الذى تظهر أعراضه في سرعة
ضربات القلق والتنفس، الهلع ، والخوف من الآن وغدا ) ، وبعض الأعراض الفسيولوجية الأخرى مثل:" إسهال ، إحمرار الوجه والتعرق ...إلخ ", فعليك مواجه تلك الأعراض وأن تتدرب على ذلك من خلال جلسات الاسترخاء،
والتخيل/ بمعنى يمكنك أن تتخيل موقف بسيط جدا يثير القلق، ثم قل لنفسك هذا لن يؤثر
علي، وحاول أن تصرف ذهنك عنه من خلال جلسة استرخاء( جلسة مع النفس تتخيل فيها شيء محبب لك ، أو مشاهدة برامج على اليوتيوب…)، وأيضا يمكن أن تطبق ذلك على عضلات جسمك .. كيف يا دكتور؟ . الإجابة : كأن تشد عضلات جبهتك بقوة
واستمر في ذلك لمدة 30 -60 ثانية ، ثم أرخ هذا الشد ببطء وأثناء ذلك فكر في شيء
أو اسمع أو تأمل في شيء إيجابي . ويمكنك عمل ذلك في كثير من أجزاء جسمك. ثم تأتي
بموقف أكثر قلقا قليلا وتتصرف تجاهه بنفس الطريقة السابقة .. وهكذا تتدرج تصاعديا إلى
المواقف الأكثر قلقا حتى تتخلص من المواقف
التي تتصور أنها تثير القلق لديك، ( ولو نجحت في ذلك فأنت بذلك حصنت نفسك ضد القلق
، و أبعدت نفسك عن مشاكل الأدوية الطبية) ، وبالتوازي مع ذلك أقترح عليك بعض
المهارات الإرشادية التي عليك أن تواظب على تنفيذها و أهمها:
1-
تحتاج
إلى التعبير الانفعالي: أي ابحث عن صديق مؤتمن تتحدث معه بحرية وطمأنينة، وتعبر له
عما تشعر به من آلام و منغصات الحياة.
2-
لا
تنس أن الغذاء الصحي له تأثير على تخفيف القلق ، تحتاج أن تركز على المأكولات التي تعطى الإحساس بالسعادة مثل:(الشيكولاتة الداكنة ، والفراولة والبروكلي والأسماك ...إلخ) ، والغذاء الذي يحتوي
على فيتامين د.
3-
تحتاج
أن تشغل نفسك، ووقتك بأشياء مفيدة : (أعمال تطوعية – عادات سلوكية في المنزل – قراءة
– مشاهدة برامج علمية …), استمر سوف تتخلص من مشاعر القلق -إن شاء الله- .
4-
تحتاج
أن تستبدل المشاعر السلبية: (اليأس -القلق – الخوف -الهلع … ), بمشاعر أخرى إيجابية :( التفاؤل – الثقة فى الله -سبحانه و تعالى- ) .
5-
تحتاج
أن تغير من نمط الحياة الروتيني ... تحتاج التعرض لأشعة الشمس ، وممارسة الرياضة،
وبخاصة رياضة المشي – مهمة جدا – ويمكن أن تستمع أثناء ذلك لشيء محبب لديك من خلال سماعات الرأس
/ الأذن.
6-
ألم
تفكر في رحلة إيمانية كأن تذهب لأداء عمرة لوجه الله ، أو زيارة المسجد النبوي
والسلام على النبي المصطفى -صل الله عليه و سلم- (مجرد اقتراح) .
7-
حاول
أن تنفذ – وبقوة- الإرشادات السلوكية السابقة ، وتراقب مدى التحسن ، ولو وجدت تقدم
للأحسن يمكن أن تستشير طبيبك بأن يقلل لك جرعة الأدوية بالتدريج ... إلى أن تستغني
عنها -إن شاء الله- ( بالتأكيد مع استشارة طبيبك ) ، و أرجو أن نسمع عنك خيرا في متابعة باستشارة لاحقة ، راجيا لك من الله العافية وصلاح البال .