الرد على الاستشارة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
حياك الله، وأهلا بك في منصة المستشار ، لتكون النفس مطمئنة -بإذن الله تعالى- بعد الاطمئنان على الصحة الجسدية فإن التثقيف النفسي psychoeduction _ من مصادر موثوقة _ عن الوسواس القهري OCD وأعراضه وإمكانية العلاج بشرط الالتزام بالخطة العلاجية، أمر مهم جدا ⬅️ مع ضرورة اتخاذ القرار بعدم الاستجابة للوسواس القهري مهما زاد مستوى التوتر والقلق ( فهذا يتلاشى بتمارين الاسترخاء والتقنيات النفسية التي سنوضحها -بإذن الله تعالى- ) ، وإليك المعلومات والتوصيات المفيدة التالية :
✅ المرحلة العمرية التي تمر بها هي "كنز" لمن أدرك واستفاد من خصائصها الإيجابية بإدارة حكيمة واعية " بوسطية واعتدال في ظل إرشادات أكد عليها ديننا الحنيف ومنها : ✨( إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ). ✨ ( فبذلك تكون محميا من حدوث الهشاشة النفسية أو الإرهاق الشديد "الاحتراق النفسي Burnout", لأسباب متنوعة ومنها :" العيش بلا هدف, والفوضى في الأفكار والمشاعر, أو أي عادات خاطئة " .. وبهذا تنعم نفسك بالطمأنينة والهدوء ويتحقق لك الأمان والتوازن والاستقرار الذي تنشده -بإذن الله تعالى- .
✨ قد يكون لديك صعوبات مؤرقة تشغل فكرك كثيرا ، لم تتم إدارتها أو التعامل معها جيدا ، قد يكون هناك " أخطاء في" أنماط التفكير" مثل :( توقع الأسوأ، التقليل من الإيجابيات، التضخيم والتهويل للمشكلة ، التعميم ) ، أو عدم تكيف مع البيئة المحيطة ⬅️ ربما أدت إلى تأقلم سلبي وعادات خاطئة كالانعزالية.. و ما ينتج عنها من قلة الثقة بالنفس و مزيد من الشعور بالإحباط .. دائرة قلق ووساوس قهرية .. وهكذا .
⬅️ لذلك لا بد من " الوعي التام Insight " بما يحدث على المحاور الثلاث : ( أفكارك Thoughts _مشاعرك Emotions _سلوكك Behaviors أو ردات فعلك Reactions )، وإدارة ذلك بإيجابية .
✨ الوساوس القهرية OCD ومنها وسواس الطهارة تجعلك تزداد توترا و تفكيرا بأمور سلبية إلى حد التأخر او التقصير في الصلاة .. فالوساوس دخيلة وليست منك ✅ فاطمئن فأنت على خير -بإذن الله- , تظن أنك أصابك ضعف الإيمان، بل اطمئن ذلك صريح الإيمان و مأجور لأنك ترفض وتريد التخلص من تلك الأفكار المزعجة بالسعي دون تأخير إلى العلاج النفسي المتخصص .
✅ فالوسواس القهري : مجموعة من (الأفكار أو الخواطر أو" الصور الذهنية " أو الأفعال او الألفاظ المتكررة المسيطرة الملحة الضاغطة ) .. و لكن يتوفر فيها صفات : 1- التكرار . 2 - أن تكون بغيضة إلى ذاتك " تعرف أنها فكرة خاطئة " . 3- تحاول أن تقاومها . 4- و في غالب الأحيان تغلب عليك .
✅ إن كان تشخيصك كذلك ، فهو درجات حيث تتباين حالة المريض من ناحية الأعراض وشدتها و تأثيرها على وظائفه و حياته اليومية ، لذلك فإن ( خطة العلاج يجب أن تكون شاملة متكاملة مستمرة ) : ((فالأدوية النفسية : جزء أساس من العلاج)), تعمل على تخفيف أعراض المرض وتحسين النواحي الوظيفية والمعيشية للإنسان ولابد من الالتزام بالجرعة الدوائية كما وصف الطبيب والاستمرار في تناولها وعدم قطعها إلا باستشارة الطبيب النفسي أي اطلاعه أولا بأول على نتائج العلاج ، و كلما تأخر المريض في تناول العلاج المناسب له كلما ازدادت حالته تدهوراً ، وكلما تم الالتزام بتعليمات الفريق المعالج كلما كانت النتائج أفضل -بعون الله- .
✅ جلسات العلاج النفسي : مهمة حيث التزود ( بمهارات صرف الانتباه والتجاهل )، (لأن إشكالية المريض _وخاصة إذا كانت شخصيته قلقة_تكون عندما يركز في الأسباب والأعراض : هل موجودة أم لا .. فهذا يزيد التوتر فيوقظ مارد المرض من جديد و هنا تكمن الأزمة ) ، لذا من الضروري افتراض أن هذه الأعراض طبيعية كالتثاؤب و العطاس .. أرأيت "صوت المكيف" إنه مزعج إذا ركزنا عليه، وليس مزعجا إذا لم نركز، و استبدلنا ذلك بالتركيز في سماع أصوات من هم حولنا و التواصل الفعال معهم .
✅ وكذلك ( مهارات التصالح أي التعايش والتكيف ) ، فمثلا : "مريض السكر" الذي يتوتر من مرضه، فذلك التوتر يرفع درجة السكر في الدم ، بينما مريض آخر _ حتى وإن كان مرضه مزمنا _ يفترض أن مرض السكر أمرا طبيعيا فيعيد ترتيب وجباته، و وقت أدويته وممارسة أنشطته الحياتية وتفاعله مع مجتمعه بشكل إيجابي ، فتهدأ نفسه فيقل التوتر و يهدأ ذلك السكر ✨ وبالتالي يجعله أكثر استجابة للعلاج الدوائي والنفسي -بإذن الله تعالى- .
✨ تقنية اليقظة الذهنية Mindfulness أو (تقنية هنا والآن Here and Now) , جلب الانتباه إلى اللحظة الحالية مع تخيل المنطقة الهادئة الآمنة بالنسبة لك Safety Zone بعيدا عن أي صراع أو توتر .. أو تقنية Grounding مثل :" لمس قطعة من الثلج، أو شم رائحة عطرية أو تذوق طعم الليمون الحامض، أو سماع صوت كمنبه الجوال .. و ذلك للعودة إلى الواقع : ( و ردد : إنني في أمان.. لا تحزن إن الله معنا )، و استشعر ذلك فعلا .. ثم انشغل بأنشطة مفيدة ولها معنى رائع بالنسبة لك.
⬅️ هناك مبادئ نفسية تقول: ( ما تمارسه يوميًا ستتقنه بكفاءة، عندما تمارس القلق ستقلق لأتفه الأمور، وعندما تمارس الغضب ستغضب دون سبب، لذا مارس الطمأنينة لتتقن السكينة، ومارس التفاؤل والأمل لتتقن راحة البال، ومارس الثقة وحسن الظن بالله في حياتك تنعم بالسعادة والأمان والخير ).
✅ إذن ( فن إدارة ) بعض الاضطرابات النفسية بل أكثرها ، والأمراض العضوية بل أكثرها ، يكون ( بالتعايش أو بالتأقلم ) كإحدى وسائل العلاج الأساسية .
🌴⬅️ بعد ذلك ، إن بقي هناك استرسال في تلك الوساوس فلا تستسلم لتلك لأفكار السلبية الدخيلة و حقرها : وجه رسائل إيجابية وردد :✨رغم أنني مررت بتلك الصعوبات إلا أنني أتقبل ذاتي و سأتخلص من الصعوبات وبقوة ✨ فبرمجة أفكارنا و أقوالنا بشكل إيجابي ستنعكس إيجابا في توجيه سلوكنا وتجاوز مخاوفنا باختلاف أنواعها -بإذن الله-.
✅ فاستخدام تقنيات من العلاج السلوكي المعرفي CBT , بإشراف معالج مختص ، لتصحيح أنماط التفكير غير الصحية والوعي بآثارها السلبية واستبدالها بالأنماط الصحية، بالإضافة إلى تعلم مهارات حياتية مفيدة كالثقة بالنفس وتقدير الذات، ومهارات التواصل الاجتماعي الفعال، وحل المشكلات، والوعي بالمشاعر وإدارتها وتوظيفها بشكل جيد، واستراتيجيات التأقلم الإيجابية على الظروف المختلفة .
✨ ومن " الإجراءات السلوكية " التي ستتعلم منها ما يناسب حالتك بالضبط و تكون تحت إشراف أخصائي نفسي أو معالج متمرس في هذا الشأن : ( استراتجية التعرض ومنع الاستجابة ، وقف التفكير ، الإلهاء ، التحويل ، التسريع ، العلاج بالتنفير ..)
✨( التنفيس الانفعالي ) Catharsis ، أو التعبير عن المخاوف للثقات الحكماء و عدم كتمانها .
✨( التعرض Exposure مع منع الإستجابة with Response Prevention ) :لتقليل حساسيتنا و استجابتنا لتلك "المشاعر السلبية" وتفكيك المخاوف -تطبيق تمارين الاسترخاء ثم التعرض لتلك المخاوف عن طريق الخيال أولا : تخيل أنك مررت بمثل تلك الأعراض " وساوس، قلق، مخاوف" .. لا تستجيب لها أبدا .. وعند التوتر نطبق تمارين الاسترخاء.. ستتلاشى ذلك -بإذن الله تعالى-.
🌴 فهناك حيل أو تمارين نفسية علاجية لإحداث نوع من فك الارتباط الشرطي مثلا : "أن نقرن الفكر الاسترسالي بصوت ساعة منبه قوي.. و يعتبر ذلك من "تقنيات العلاج بالتنفير" Aversion Therapy فيمكنك لفترة معينة أن تضبط المنبه ليرن كل عشر دقائق مثلا ثم تزيد المدة.. وعندما تسمعه قل : قف ، قف.. قف ، أو استخدام شيء منفر كوضع مطاطة مناسبة حول معصم اليد وعندما تأتيك أي فكرة وسواسية، ابدأ بلسع يدك بتلك المطاطة ؛ وهذا بالطبع سيشعرك بالألم، لكن عند تكرار الأمر يصبح لديك ربط بين الألم والفكرة الوسواسية ،فيحل الألم مكان الفكرة ،وتزول الفكرة الوسواسية تدريجياً .. ثم غير مكانك وابدأ سريعا بنشاطات مفيدة.. بعدها سيصبح عندك ( منبه ذاتي ) للتخلص من هذا الاسترسال " .
✨ وأيضا _إضافة لما ذكرنا من تقنيات العلاج بالتنفير : تسجيل مقطع صوتي و اطلاق عبارات تصف تلك المخاوف مثل : (أنها " أفكار سخيفة حقيرة " - لا تليق بي - لن استسلم لها فأنا أقوى منها...) ..ويمكن كتابة تلك العبارات على ورقة ثم التفكير بمحتواها السخيف.. وقراءة ذلك و"تسريع القراءة" مما يزيد استخفافنا و تحقيرنا لها،ثم تمزيق تلك الورقة ورميها في سلة المهملات .
✨اتباع الأساليب الصحية كالغذاء الصحي (ويمكنك استشارة أخصائي تغذية علاجية )، والاستعداد للنوم ساعات كافية والرياضة المناسبة" كرياضة المشي، والتعرض لشمس الصباح الباكر، ✨وغيرها من الوسائل الصحية" ، للتغلب على الأفكار المزعجة والمشاعر السلبية، من خلال : ✅ (تمارين الاسترخاء الذهني و العضلي و التنفس العميق ) .
✨ ولا تذهب للنوم إلا وأنت مستعد للنوم فعلا مع قراءة الأذكار أو سماع القرآن الكريم والصلاة والسلام على رسول الله محمد ﷺ .
🌴⬅️ الاهتمام بذاتك وأهلك وتفاعلك مع الأصدقاء من أهل الصلاح والإيجابية "بشكل متوازن " ، حيث برامج الأنشطة المفيدة في جو جماعي مليء بالحيوية .
⬅️🌴( اكتشاف قدراتك و مواهبك مع السعي لتطويرها بشكل متزن حكيم ): اكتب على ورقة نقاط القوة أو الإيجابيات، ونقاط الضعف أو السلبيات لديك..ستجد أن لديك نقاط قوة كثيرة، ستهزم نقاط الضعف و السلبيات -بإذن الله- .
✨ ( التقييم الذاتي اليومي ) : قيم ذلك الإنجاز كم تعطي نفسك درجة من 10 .. وهكذا تشعر أنك بدأت تسيطر على الأمور و تتحسن نفسيتك وصحتك .. و كافئوا أنفسكم بمزيد من قصص النجاح والمسارعة في ميادين الخير والسعادة الحقيقية -بإذن الله- .
⬅️✨ لا تترددوا أبدا بالاستشارة والمتابعة معنا : مرحبا بكم دائما في منصة المستشار ، ويسعدنا أن نتابع معكم التقدم الحاصل وقصة نجاحكم..حفظكم الله و بارك فيكم .