الرد على الاستشارة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, نبينا محمد الصادق الأمين وآله وصحبه ومن تبعهم بخير وإحسان إلى يوم الدين .
وبعد التوكل على الله -سبحانه وتعالى- والاستعانة به , نرد على هذه الاستشارة بالآتي :
أخي الكريم صاحب الاستشارة ؛ لم تذكر لنا في وصف مشكلتك تفاصيل أكثر , مثلا :
1. متى بدأت العلاقة بينكما ؟ بمعنى كم مضى عليها لحد الآن ؟
2. خلال فترة هذه العلاقة , هل تم التطرق بينكما لمواضيع عاطفية ؟ أم مجرد صداقة ؟
3. ما هو وضعك الاجتماعي و الأسري؟ هل أنت متزوج مثلا ولديك أطفال ؟ وأسئلة أخرى كنت أتمنى معرفة إجاباتها حتى ندلك على الطريق الصحيح.
عموما في مجتمعاتنا العربية والإسلامية , فإن الصداقة بين الرجل والمرأة محكومة بعوامل عديدة : (أبرزها : الدين والعادات والتقاليد وثقافة المجتمع ومدى نضج وتفهم كل من الرجل والمرأة لهذه الصداقة وأمور أخرى ) .
ووفقا لما ذُكر أعلاه , و للفارق بالعمر بينكما , و للمسحة العاطفية من كلامك الذي ذكرته , نعتقد أنه يجب وضع النقاط على الحروف في هذه العلاقة , بمعنى أن يتم الاتفاق بينكما على تحديد نوع هذه العلاقة , ووضع حدود سلوكية لنوع العلاقة الذي تتفقان عليها , فإذا اتفقتما أن :
1. تبقى هذه العلاقة بحدود الصداقة , فيجب عدم تجاوز هذه الحدود لأي سبب كان , وممكن توظيفها باتجاه العلاقة الأبوية ( الأب الناصح لابنته )، وأن تقبل أنت بالدور الأبوي وهي بدور البنت البارة لأبيها . بشرط أن لا تتطور هذه العلاقة إلى أمور أخرى تغضب الله ورسوله ، ولو أننا نعتقد هذا أمرا صعب في مجتمعاتنا .
2. تكون هذه العلاقة عاطفية : فيجب أن تتم وفق معايير كثيرة , أهمها أن تكون شرعية تنتهي بالزواج , وأن لا يحصل فيها ما يغضب الله ورسوله , وأن يكون برضا وموافقة أهل البنت وأمور أخرى . ( نفسيا لا ننصح بهذه العلاقة , لأن فارق العمر بينكما كبير – 20 سنة – بالإضافة إلى أنه قد يكون هناك اختلاف في الثقافات ونمط الشخصية ) .
3. إذا لم يتم الاتفاق بينكما على تحديد نوع العلاقة وفق لما ذكر أعلاه , ننصح بالإنهاء التدريجي لهذه العلاقة وفق جدول سلوكي زمني مدروس . وأن لا تصل هذه العلاقة بأي شكل من الأشكال إلى درجة التعلق .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه .
أ.د / محمد إبراهيم العبيدي
استشاري الصحة النفسية والعلاج النفسي .