الرد على الاستشارة:
نُرحِّبُ بِكِ أُختَنا الكريمة، و نشكُرُ لكَ ثِقتَكِ في موقع المُستشار، و نسألُ الله أنْ نَكون عندَ حُسن الظّن في تقديم ما يسُرُّك، و يُفيدُك، وأن تَجِدي بُغيتك، ونشكر لك صراحتك، و وضوحك، ونسأل الله أَنْ يُقَدِّر لك الخير حَيثُ كان ثُمَّ يُرضيك به، ونؤكد لك أنَّه لا يمكن أَنْ تجدي رجلاً بلا عُيُوب، كما أَنَّنّا لسنا خالين مِنَ النَّقائص، و العُيُوب… وَ لكنَّ أمر الزَّوَاج يُبنى عَلَى الصَّلاَة، قَاَلَ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " إِذَاً جاءكم من ترضون دينه و خُلقه فزوِّجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " [رواه الترمذي ]. وهذا الشرط يجبر كثيراً من الشُّروط لما له مِن الأهميَّة، فلا بُدَّ من تقديم الدين، وأنتِ صاحبة القرار في هذا الأمر، فَإِنِ كان هذا الخاطب لا يصلي بالكلية فهذا خلل كَبِيْر في الدين، ولا ننصح بإكمال هذا المشوار. أما إِذَاً كان كما ذكرتِِ في رسالتكِ السَّابقة أنَّه يؤديها في غير وقتها، لكنَّه يواظب على أدائها بتقصير، ولا يتركها بالكلية فعند ذلك لا مانع من اختياره ولكن لا بُدَّ مِنْ التَّأكيد عَلَى بَعْض النقاط المُهِمَّة وهي:-
- عليك بالاستخارة فاستخيري الله -سُبْحَاْنَهُ و تَعَاْلَى-، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، وهو الله -سُبْحَاْنَهُ و تَعَاْلَى-.
- لا بُدَّ من أَنْ يَكُوْنَ لأهلك رأي فيه بعد البحث المُستفيض عنه، وعن حياته وتعامله وأصدقائه، فمهم أَنْ تأخذي رأي أهلك فيه بعد البحث المُستقصي عنه.
- جربتِ تجربة سابقة في الزَّوَاج، ومن المهم أَنْ لا يتكرر الخطأ في التجربة الحالية، كَمَا حصل لك في الزَّوَاج الأول؛ فلا بُدَّ من تحليل بَعْض النقاط عَلَى سبيل المثال: العمر تجاوز ٥٤ سنة، وَ هو يعاني حالياً مِنْ مرض السكر ، ولا يهتم بِالْصَّلَاَةْ، ولديك ولد، فهل سيتقبله أم لا؟ وَ كُلٌّ نُقْطَةٍ مِنْ النقاط السابقة لا بُدَّ أَنْ يّتِمُّ تحليلها تحليلاً مستقلاً، ولا بُدَّ مِنَ البحث فيها حَتَّىَ لا تندمي عَلَى أيَّ قرار تقرريه بعد ذلِكَ.
- الخيار لكِ أولاً وأخيرا، فلا تجاملي أحداً في هذا الأمر، ولا نؤيد طبعا كثرة رد الخطاب، ولكن أمر الدين عزيز، وغال، والأمر إليك.
ومن الأمور التي سوف تعينك - بإذن الله - على إصلاحه بعد القبول بالزواج هي :-
١- حسن التعامل معه وزرع محبته في داخلك، وهذا سيؤثر فيه كثيراً، بعد إعطائه حقوقه، وواجباته، وكذلك أيضاً الاحتياجات التي يحتاجها فلكل إنسان احتياج، و احتياج الزَّوْج يختلف عن احتياج الزَّوْجَة فيمكن البحث عن الاحتياجات الخَاصَّة بالزوج وفهم ما يُحب وما يحتاج فهذا سيساعده عَلَى التَّقبل منك، واحترامك، وتقديرك، وتقدير رأيك ، وما تريدين أَنْ يقوم بعمله.
٢- التوجه له بالدعاء بالصَّلاح و خاصَّة بعد الصَّلوَات المفروضة.
٣- تحرى الوقت المناسب و الأُسلوب المناسب، للحوار معه.
٤- تشجيع الصالحين من أقاربك، وأقاربه (إن أمكن) على زيارته، ودعوته للصلاة، ويفضل أن تكون الزيارات في أوقات الصلاة؛ حتى يذهب معهم إلى الصَّلاَة.
٥- بيني له خطورة التهاون بِالْصَّلَاَةْ، بأسلوب جميل وتحري الزمان والمكان المناسبين ويفضل أَنْ يكون خارج البيت خَاَصَّة عند هدوء النفس والطمأنينة.
٦- محاولة إبعاده بلطف عما يفضي به إِلَى السهر، أو إِلَى أيَّ أمور تبعده عن الله -سُبْحَاْنَهُ و تَعَاْلَى-.
٧- إيجاد صحبة طيبة له تعينه على البر والتقوى، مع إبعاده عن رفقاء ومجالس السوء؛ فإن الإنسان يتأثر بجليسه وصاحبه - ولا محالة - ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( مَثَل الجليس الصالح و الجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيَكَ، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبةً، و نافخ الكير إمَّا أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة))؛ [رواه البخاري ومسلم ].
٨- اشكريه عَلَى أيَّ عمل يقوم به مثل الذَّهاب إِلَى الصَّلاَة في المسجد، إِذَاً ذهب في أحد الأيام، و ارفعي معنوياته، و امتدحيه في ذلِكَ و اشكري له هَذَا العمل، فهذا له تأثير بالغ في التأثير فيه.
٩- أرسلي له بعض الرسائل التي تتحدث عن فضل الصلاة، وفضل المحافظة عليها في وقتها، وعن الوعيد الذي توعد الله به – تعالى - من يتهاون في صلاته، و يؤخرها عن وقتها.
١٠- عمارة البيت بالقرآن وذكر الرحمن مِنْ الأمور المُهِمَّة التي لها تأثير في الحياة فلا بُدَّ مِنَ الاهْتِمَام بورد يومي مِنْ القرآن، وذكر الله فذكر الله تطمئن به القلوب، و يُساعد عَلَى الطمأنينة داخل البيت.
أسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يختار لك الصَّالح مِنْ الأزواج، وأن يسعدك ويوفقك، وأن يُفْتَحُ عليك كُلٌّ خير و يُبعد عنك كُلٌّ شر، وأن يسعدك في الدُّنْيَا والآخرة إنَّهُ سميع مجيب .