مشكله عائلية
246
الاستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

بسم الله الرحمن الرحيم 

الله يجزاكم خير الجزاء ويكتب اجركم 

لدي مشكله لاحد اقاربي وهي خصام الابناء لامهم 

لدي عمه لديها ولدين و تسع بنات حدثت مشكله بين الاخ الاكبر واحد اخواته مما نتج بسببه خصام الاخوات لاخيهم ومن ثم اقدمو على اسقاط الولايته عليهم والاسقاط كان عضلاً ومن ثم اعترض الاخ عن العضل وهنا تفاقمة الامور وخاصمو الام بقولهم انها في صف الابن ضدهم وانها لا تحبهم  وتم تدخل الكثير من افراد الاسره لحل الخلاف ولاكن دون جدواء والام كذلك لاكن لا يستجيبون ولا يواجهونها بما في خواطرهم ولا اسباب الزعل 

امل من الله ثم نمنكم توجيهي لما ترونه مناسب لحل هذه المشكله 

مشاركة الاستشارة
الرد على الاستشارة:

نُرحِّبُ بِكَ أخانَا الكَريم في موقع المُستشار؛ وُنثمّنُ لكَ ثقتك بالموقع، ونسألُ الله لكَِ التَّوفيق.

بالنِّسبة لما ذكرتَ في رسالتكَ عن هَذِهِ الخصومة بين الأخوة؛ بعد إسقاط الولاية عن أخيهم فَمِن المهم أَنْ يتِمُّ  تحييد بَعْض الآثار المترتبة عَلَى هذا الخصام، حَيثُ يمكن أن تؤدي إِلَى قطع العلاقات، وقد تفضي إِلَى العزلة، والانطواء، واستمرار مشاعر الحقد، والحسد، والكراهية وانعكاساته السيئة عليهم، مما يُؤَدِّي إِلَى العقوق، ولا شك أن سعيك أخي الكريم؛ في الإصلاح مما يرضي الله تعالى، ويكتب أجر فاعله، فهو من السعي المشكور.

وَلَاَ بُدَّ لحل هَذِهِ المُشْكِلَة مِنْ اتخاذ بَعْض الخطوات المُهِمَّة منها :

  • لا بُدَّ مِنْ أَنْ يقوم الأبناء بحقوق والدتهم، وبرها، والإحسان إليها، ولا يعني تفضيل الأُمّ ابنها الأكبر، ومحبته إلغاء هذه الحقوق، فهي ثابتة في الشرع، ولا يَسقط وُجوب برِّها على أولادها، ولا تعني محبة أُحُد الأبناء بغضاً للبقية، فالأم قلبها يتسع للجميع، وقد أوصى القرآن الكريم في آيات عديدة بالرفق بالوالدين،  ويجب عَلَى الأم التسوية بين أبنائها، والعدل معهم.
  • لا بُدَّ مِنْ مناقشة المُشْكِلَة بهدوء والبُعد عن التَّعصب لأي طرف مِنْ أطراف المُشْكِلَة وتكون المناقشة بكلمات جميلة، منتقاة، في وقت مناسب، وبأسلوب جميل.
  • إبعاد العناد… بحيث توضح للجميع بِشَكْل فردي أو جماعي أنَّ الانتصار للنفس لَيْسَ هدفاً، والتوضح أنَّ  العناد لن يزيد المُشْكِلَة إلا تعقيداً، وتُذكُرُ أنَّ كُلّ ٌيخطئ وخير الخطائين التوابون، فمبدأ التنازل والبعد عن العناد هو من الأمور التي تزيد الإنسان علواً وشرفاً، ولا تؤثر في شخصيته، أو انهزاميته.
  • التحذير مِن القطيعة، والهجران؛ فإن قطيعة الرحم من أعظم الكبائر، وعلى المسلم أن يحتسب الأجر في وصل من قطعه، وأن يقابل هجره بالصلة، وإساءته بالإحسان، وأن يعلم أن الله -عزَّ وجل- مُعينه وناصره.
  • إبلاغ الشخص الأكبر بضبط النفس، وحسن التعامل مع المُشْكلَة ، وعدم التعجل في اتخاذ بَعْض القرارات، ومحاولة التنازل عن بعض الحقوق التي قد يستطيعها، وحسن النية والتقارب مع الجميع مهما كان السَّبب لكي تُحلّ المُشْكلَة، وعدم الخوض في أيَّ موضوع يُبعد عن الحَلّ.
  • مِنْ المهم اختيار شَخْصٍ متزن وحكيم مِنْ أفراد هذه الأُسْرَة يقوم بالتنازل عن هذا الخصام إنْ استطاع، ويؤدي إِلَى رأب الصدع الذي وقع حَيثُ تكون كلمته مسموعة، ويكون مؤثراً فيهم بطلبه للصلح، ولا بد من التخطيط لهذا الأمر بحيث يُدرس مِنْ جميع الجوانب، ويكون تطبيقه بعد دراسة كاملة لما يحيط بهم مِنْ إشكاليات، وفهم كامل للمُشْكِلَة، ولنفسيات الأخوة وأمهم، وإن لم تجد شخصاً مِنْ أفراد الأُسْرَة يحمل هَذِهِ المواصفات فقد تجد مِنْ خارج الأُسْرَة مِنْ يقوم بنصحهم، وعليك اختيار شخصية مناسبة لهذا الأمر يقوم بالتخطيط وعمل ما يمكن عمله لمعالجة هَذِهِ المُشْكِلَة، ويكون له باع، وخبرة في حل المُشْكِلاَت .
  • ذكرهم بأهمية إصلاح ما بينهم وما بين الله سبحانه، في الصَّلاَة  والعبادة، فقد يكون التقصير في حق الله هو سبب المُشْكِلَة، وذكرهم بالإكثار من ذكر الله، يقول سبحانه وتعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾، [الرعد: 28] .
  • عليك أخي العزيز ؛ باللجوء إلى الله سبحانه، والاستعانة به في كل الأمور المهمة، فهو قريب من عباده، لاسيما كثرة الدعاء، والتذلُّل، فلعل الله يستجيب دعاءَك، ويصرف عَنْهُمْ ما أهمهم. يقول سبحانه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾، [البقرة: 186]، فادع الله سُبْحَاْنَهُ أنَّ يُبعد عَنْهُمْ الشرور، وأن يهديهم، ويشرح قلوبهم، وأن يوفق فيما بينهم.
  • وذكرهم بالمحافَظة على الصلوات، وبقية العبادات، فلها أثر كبير في، حل هذه المشكلة، وكذلك تجنُّب المعاصي، والتوبة إلى الله، له أثر طيب، يقول سبحانه: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَة فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾، [النساء:79 وقال سُبْحَاْنَهُ: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾، [النساء: 103]، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، يقول سُبْحَانَهُ:﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾، [العنكبوت:45].


 ختاماَ: محاولتك لحل هَذِهِ المُشْكِلَة خطوة متميزة نحو الحَلّ ولعلها تثمر -بِإِذْن الله-، ولن يخيب الله مسعاك .

نسأل الله سبحانه أن يسهل أمرهم، ويزيل ما أهمهم، ويهديهم إلى طريق الصواب، ويقيكم كُلَّ الشُّرور إنَّه سميع مُجيب.

مقال المشرف

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان، هو أمه الأخرى التي ربته ورعته وحرسته بالرجاء والأمل، هو السياج الآمن ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات