كيف أرجع إلى طبيعتي؟
181
الاستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، 

انا فتاة عمري 19 عام سنة اولى جامعة،
لدي مشكلتين ارجو ان تساعدوني في حلهم :
الأولى، اني تخطر على بالي أفكار غريبة و عشوائية و أحيانا سلبية، كمثال اكون اقدم امتحان و اقول ماذا لو لم اكمل الحل او يكون بجانبي سكين فأقول ماذا لو اذيت نفسي بها او يكون لدي مهمة ما واشكك في قدرتي على فعلها دون أي سبب، بالعادة انا اتجاهلها واكمل ما اقوم به وان كانت أفكار مؤذية لي أو لغيري اذكر الله و اثق ان الله سيصرفني عن ذلك، سؤالي هنا ما سبب هذه الأفكار فانا لم أكن هكذا؟ وكذلك كيف اتعامل معها؟
انا أجدها أفكار دخيلة على نفسي فانا أرى اني دائما إيجابية ومتفائلة،
المشكلة الثانية، كما ذكرت انا في سنتي الأولى في الجامعة وللأسف الجامعة في بلدي مختلطة، منذ اسبوعين تقريبا كلما كان زملائي الذكور حولي اصاب بالتوتر والقلق و اقوم ببلع لعابي بصعوبة وأيضا معدتي تؤلمني كثيرا ، رغم انا دوامت قبلها حوالي شهر ولم أكن هكذا، ولم اتعرض إلي أي موقف قد يسبب هذا القلق، وانا الحمدلله ابتعد عن مخالطتهم او الحديث معهم بغير ضرورة، كيف ارجع إلى طبيعتي واتغلب على هذه المشكلة ؟

مشاركة الاستشارة
18, ديسمسائاًبر, 2023 ,01:30 مسائاً
الرد على الاستشارة:

 أهلاً ومرحباً بك في منصة المستشار ونشكر لك ثقتك بنا .

بداية ؛ أود أن أُحيّي فيك قدرتك على وصف وتحديد ما تمرين به واليقظة الذهنية التي تتمتعين بها وقولك: " انا أجدها أفكار دخيلة على نفسي فانا أرى اني دائما إيجابية ومتفائلة"، وهذا إن دل على شيء دل على تقديرك لذاتك ومعرفة ما تتميز به شخصيتك عن الآخرين.

أما بالنسبة إلى الأفكار المؤذية والعوارض الجسدية التي ذكرتها فهي وسيلة يتم استخدامها من قبل الشخص لمحاولة التعامل مع المشاعر والأحاسيس الصعبة والمواقف المحرجة (مخالطة الجنس الآخر) ، أو الأفكار المرهقة والضغط النفسي بسبب الامتحانات وإلى ما شابه التي يتعرض لها الشخص بشكل خاص، وأنت في بداية سن الرشد والشباب وهذا سن الانتقال من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الرشد، وخلال الانتقال تبدأ الفتاة بالتفكير بمنطقية أكثر مما يساعدها في تكوين هويتها الخاصة، وأيضا التفكير في المستقبل ووضع أهداف ورسم أحلام وطموحات، وفي هذه المرحلة أيضا يبدأ ظهور الاهتمام والحاجة إلى العلاقات العاطفية والانجذاب للجنس الآخر.. ويعتلي هذه المرحلة الخوف والقلق والتوتر و(الرغبة وعدم الرغبة) للاستجابة إلى هذه المشاعر، وكل هذا يتوقف على طريقة التنشئة والتربية الدينية والمدرسة غير المختلطة لكلا الجنسين..لذا نجد غالباً أن مصير الطلاب الذين لا يدرسون في بيئة مختلطة منذ الصغر يواجهون هذه الأمور في الجامعات وخاصة في السنة الأولى من الدراسة وذلك بسبب الأفكار المغلوطة والتشوهات المعرفية عن الجنس الآخر والخوف من التحرش والتنمر .

وسؤالك: كيف أرجع إلى طبيعتي وأتغلب على هذه المشكلة ؟ أقول لك: اطمئني وهدئي من روعك وخوفك وستمر هذه السنة بسلام، وكل ما عليك هو التقبل والتعامل مع الجنس الآخر على أنه موجود وهو يدرس مثلك وله ظروفه ومشاكله وربما هو أيضا  ممن يعاني من الاختلاط ويواجه مشاكل اجتماعية وعاطفية وأكاديمية.

ولكن إذا استمرت هذه العوارض الجسدية والأفكار المؤذية في بداية السنة الثانية أنصحك بالتواصل مع معالج نفسي واجتماعي لمعرفة الأسباب الكامنة وراء أفكار إيذاء الذات بسبب الشعور بالذنب والتوتر والقلق والخوف عند الحاجة للتحدث مع الجنس الآخر، ودور المعالج هنا مساعدتك على فهم وإيجاد الأسباب غير المعروفة لديك مثل : ( تحديد حجم أثر الجرح النفسي، وصدمات الطفولة من ذكريات مؤلمة وتجارب قاسية لم يتم التصالح معها بطريقة صحيحة وصحية ), حتى تتحسن نظرتك لذاتك وتعود لسابق عهدك وتتقبلين الحياة الجديدة مع وجود الآخر الذي له حقوق وعليه واجبات مثلك، وتكونين واثقة بنفسك وبنفس سليمة تتعاملي مع الجنس الآخر عند الضرورة بثقة دون الشعور بتأنيب الضمير!!

أرجو أن تعتبرينا نحن دائرة الدعم الخاصة بك إن احتجت لذلك، ويسرّنا تواصلك معنا على هاتفنا الاستشاري /920000900.

مع تمنياتي لك بمستقبل مشرق وهادئ .

مقال المشرف

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان، هو أمه الأخرى التي ربته ورعته وحرسته بالرجاء والأمل، هو السياج الآمن ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات