الرد على الاستشارة:
نُرحب بك أجمل ترحيب
زينب؛ ونشكر لك ثقتك بنا في طرح المشكلة، ونحن هنا من أجل مساعدتك.
آلمني ما قرأت وما
تمرين به من منغصات وصدمات ومنها صدمة الحرب ثم المشاكل العائلية التي يعاني منها
معظم المراهقين، وهذه المشاكل والصدمات لها آثارها الجانبية على البنية الشخصية
والمناعة والمرونة النفسية والتي بدورها تلعب دورا رئيسياً في كيفية تكوين طريقة
تفكيرنا وردود أفعالنا خلال بناء علاقاتنا مع العالم الخارجي إن كان على صعيد
الأصدقاء أو المدرسة والعمل والحياة الزوجية في المستقبل.
وأنت رغم صغر سنك وهذا
عمر المراهقة التي أود أن أخبرك مميزات هذه المرحلة العمرية والتي يرى بعض
التربويين أنه يمكن تقسيمها الى ثلاث مراحل أساسية :
1- المراهقة المبكرة
تكون من سن 12-15 عاماً.
2- المرحلة الوسطى تكون
من سن 15-18 عاماً.
3- المرحلة18-21 عاماً
ويطلق عليها مرحلة الشباب والرشد.
يُعدّ الاكتئاب والقلق
واضطرابات الأكل من المشاكل الشائعة في أثناء مرحلة المراهقة، قد يكون لدى المراهقين
الذين يعانون من القلق أو اضطرابات المزاج أعراض جسدية، مثل :" التعب أو التعب المزمن
أو الدوخة أو الصُّدَاع وألَم البَطن أو الصدر ...." .
إذن أنت الآن في بدابة
مرحلة المراهقة الوسطى، أنت في عمر الزهور وهي المرحلة الانتقالية من المراهقة إلى الرشد
وهذه المرحلة يحصل فيها متغيرات نفسية ومتغيرات هرمونية جسدية وأيضا هي مرحلة بناء
النفس وتكوين الشخصية، والحالة النفسية التي تمرين بها والعوارض التي ذكرتها (معدتي
صارت تنتفخ بالايام وتوجعني كلما اكلت حتى لو لقمه وصداع نصفي.. وعدم ثقة بالنفس والتوتر
من الصوت العالي..) ، هي أعراض متوقعة في مثل سنك وهذه مرحلة عارضة وسوف تسير الأمور
على أفضل حال، ولكن يجب عليك القراءة والتثقيف الجيد لهذه المرحلة العمرية لتفهمي مشاعرك
وكيفية تجنب ردود الانفعالات السلبية والتركيز
على أهمية التفكير الإيجابي وتنظيم يومك ونومك لتجاوز هذه المرحلة بسلام دون أعراض
نفسية جسدية قد تؤثر على مستقبلك المهني والعملي .
ولا تنسي الاهتمام بتناول
الطعام الصحي وممارسة أي نشاط رياضي، فهذه الأمور تعتبر من الروتين الثابت في العناية
بالصحة النفسية والجسدية معاً ولهما تأثير على البشرة والشعر أيضاً.
لذا يجب عليك محاربة هذا
الشعور السلبي و أن تحبي نفسك ولا تقللي من قيمة ذاتك وقدراتك، فجميع المراهقين والمراهقات
يعانون من نفس الأعراض والفرق هو الوعي وعدم الاستسلام لهذه العوارض والأفكار السلبية
والنظرة التشاؤمية .
وأيضاً من الأمور التي
سوف تساعدك كثيراً هو أن ترددي العبارات الإيجابية في داخلك عن نفسك، وأن تنظري إلى
مستقبلك نظرة ايجابية وأن يكون لديك الطموح الأكاديمي والحصول
على الشهادات ويُقال: "الشهادة سلاح الفتاة" ، وهذا أمر واقعي.
كثير ما تمر المراهقات
في هذه المرحلة العمرية بصدامات ومشاحنات مع الأهل والصديقات والأقرباء، كما أنه من
حقك أن تعبري عن رأيك وتقولي كلمة "لا" عندما لا يناسبك ،لذا عليك أن تتعلمي فن الحوار للوصول إلى الهدوء النفسي وإلى ما ترغبين به، وللحوار آداب لا بد من اتباعها
مع الجميع وأهمها : الانصات، والتواصل البصري، واحترام وتقبل الرأي الآخر، عدم مقاطعة الآخرين
، والتأني في ردود الأفعال أو إصدار الأحكام ،ولا تنسي أهمية الابتسامة فهي جمال وسحر.
بالنسبة إلى معاملة
والدك أقول لك : "قد يسيء أحد الوالدين أو
كليهما إلى أبنائهم من تعنيف لفظي وجسدي وانتقادات جارحة وتنمر بأنواعه مما ينتج
عنه جرح نفسي عميق يفوق طاقتنا وقدرتنا على
التحمل أحياناً..، إلا أن حقَّهم في البرِّ والطاعة بالمعروف محفوظ بنص الشرع "، حاولي أن تجدي الوقت المناسب وأخبريه كم أنك عانيت وتعانين من معاملته القاسية وأنك
بحاجة إلى الدعم والمساندة منه للشعور بالأمان والاطمئنان وخاصة أنك مقبلة على
حياة زوجية رغم صغر سنك، فمن الضروري المسامحة والمصالحة وٱصلاح العلاقة مع والديك
وإخوتك، وبالنسبة إلى خلافات ومشاكل والديك أنت لست مسؤولة عنهما، لذا لا تركزي وتفكري كثيرا بهذه المشاكل، كل الأزواج لديهم نهج خاص في المشاجرة ثم المصالحة وهكذا.. المؤسف أن هذه المشاكل تترك أثرا سلبيا على نفسية الأبناء..!!
أنصحك بالمشاركة في
دورات تأهلية "للمقبلين على الزواج ", فهذا يصقل شخصيتك ويقويها ويزيد من ثقتك
بنفسك، وينمي مهاراتك الحياتية والاجتماعية، وفيها أيضا تتعلمين الحقوق والواجبات
الشرعية، وكل ما يتعلق بالصحة النفسية والجنسية، وأيضا تعلم كيفية إيجاد الحلول
المناسبة لمشاكل سنة أولى من الزواج والكثير والكثير من الأمور التي ستكون عوناً
لك وتساعدك للوصول إلى السلام الداخلي والرضا النفسي.
بالنسبة الى الوزن وفقدان
الشهية ، أنصحك بعمل فحص مخبري للدم (CBC) ، وفحص وظائف
الغدة الدرقية (TSH & Free T4) ، وفحص فيتامين
(B12)، وفيتامين (D )، وبحسب نتيجة التحليل يصف لك الطبيب العلاج المناسب إذا كنت تحتاجين إلى ذلك.
أرجو أن تعتبرينا نحن دائرة
الدعم الخاصة بك كلما احتجت لذلك، ويسرّنا تواصلك معنا على هاتفنا الاستشاري /920000900.
مع تمنياتي لك بمستقبل
مشرق يليق بك أيتها الأميرة .