الرد على الاستشارة:
أولاً- أسأل الله لك الفرج والتيسير .
ثانياَ- أولا يجب أن تقتنع بما أنت فيه لأنك تعيش أفضل من غيرك ومن حقك أن تتمنى والسبل في تحقيق الأمنيات كثيرة وأولها أن تقتنع
بما لديك وأن تشكر الله على نعمه الظاهرة والباطنة لأن ذلك سبيل إلى زيادتها وإلى أن ينعم الله عليك بأكثر منها .
ثالثاَ- أنت تعمل ولا تعاني من مرض وفي ستر من
الله -عز وجل-, وهناك الملايين من الناس ممن يعانون متاعب أكثر مما أنت فيه، لذا
عليك أن تقوم باستعراض نعم الله بشكل يومي وأن تفهمها وتتشربها جيدا خصوصا نعمة العافية والستر وأنت تقارن نفسك بغيرك، وأن تعلم أن هناك من لا يستطيع أن يعبر عما
في داخله بإعاقة بصرية أو فكرية أو خلقية أو غيرها .
رابعاَ- عليك أن تخلق الدافعية في نفسك وأن
تعززها وأن تعلم أن الله عند حسن ظن عبده به، وجرب أن تحفز نفسك يومياً أن تحقق أمنيتك، واعلم أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ومن الواجب عليك كعبد لله أن تعلم أن رزقك محفوظ ومقدر . وعليك أن تأخذ بالأسباب ، حاول أن تفتح لك مشروعا صغيرا وأن تنمى
مهاراتك وأن تلتحق بدورات وأنشطة حتى تخرج من قالب التفكير وعليك الفعل بدلاَ من
التفكير حتى يساعدك ذلك في تحقيق أمنياتك .
واعمل في وظيفة مناسبة تقتنع فيها وتوازي مؤهلاتك وقدراتك، ولا يمنع أن تدعم ذلك بفتح مشروع خاص مستقبلاً ، أو تجربة العمل في دولة أخرى إذا وجدت الفرصة، الأهم من ذلك أن تخرج من دائرة التشاؤم والافتراض إلى ساحات الأمل وحسن الظن .
خامساً – سن الأربعين هو السن الحقيقية للرشد
والفلاح والعمل والعطاء لا يقترن بعمل فالعمل فكر وتطبيق، وعليك أن تعلم أن العمر أمامك وأنك ما دمت بصحة وعافية فإنك تستطيع أن تقدم كل ما لديك فقط عليك معرفة ذلك، واعلم أن معظم الناجحين في كل العصور بدؤوا نجاحاتهم بعد الأربعين والخمسين ، وأنهم
يحصدون الثمار في الدنيا والآخرة .
أخيراً – وطنك بكل حالاته هو الحضن الذي تربيت
فيه وعشت تحت نسمات هوائه وانتمائك له أمر مفروض وفيه انتماؤك الحقيقي وهو الوطن
الأم مهما سافرت أو اغتربت و -إن شاء الله- تراه في أفضل حال، وعليك وعلى كل من
ينتمي إليه المسؤولية في صناعة مستقبله لأنكم السواعد التي تبني صروح العطاء في
البلد ، وعليك أن تغير مفهومك الذي تحدثت عنه بشأن بلدك وستراه في عينيك جميلاً متى
ما استشعرت أفضاله والانتماء إليه وستراه أجمل -بإذن الله- .