الرد على الاستشارة:

محمد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...بداية  أشكرك لتواصلك مع موقع المستشار، و أحييك لحرصك على حالتك النفسية، وهذه خطوة جيدة منك لبداية التغيير للأفضل -إن شاء الله- . وفيما يخص مشكلتك مع الهلع والقلق فأنا أتوقع أن يكون لهذه المشكلة أسبابها، فحاول أن تفتش عن الأسباب، وهذه الأسباب إما أن تكون في حياتك الواعية مثل :" خبرات  شخصية سابقة حدثت لك، ( كصدمات عاطفية ), أو خبرات سلبية في الدراسة أو العمل أو مع الأصدقاء أو مع الأهل  ....إلخ ) . وأيضا يمكن أن تكون أسباب مشكلتك في عقلك الباطن ( أي الخبرات التي مرت بك منذ زمن بعيد ، وأنت تتناساها وتخشى أن يطلع عليها أحد ، لذا فأنت تكبتها أو تخفيها سواء بقصد أو بغير قصد ، وهذه الخبرات يمكن أن تسبب لك صراعا داخليا بينك وبين نفسك . وهذا الصراع الداخلي قد لا تجد له حلا إلا بعرضه ومناقشته مع معالج نفسي أو صديق مؤتمن ....) ، # انتبه محمد : كما يمكن أيضا أن يكون سبب القلق والهلع لديك هو وجود رغبات متعارضة (كأن تريد تقبل على عمل شيء، وفي نفس الوقت لا تستطيع عمل ذلك لوجود شيء يتعارض مع تنفيذ تلك الرغبة : مثل أن تكون أمام خيارين كلاهما مر)  # ما العمل إذن؟ الإجابة هي:  عليك أن تبحث عن  شخص أمين وقريب منك لتتناقش معه في النقاط التي ذكرتها لك سلفا. وهل هذا علاج يا دكتور ؟! #الإجابة هي : نعم هذا هو بداية العلاج وهو ما نسميه التعبير الانفعالي أو التنفيس الانفعالي الذي يعمل على حل الصراعات الداخلية لديك  ، ويزيد من التصالح مع النفس ( السلام الداخلي ) .

أما المرحلة الثانية : لحل مشكلتك فهي تقوية إرادتك وتنمية ذاتك من خلال التدريب على المهارات السلوكية التالية :

1-              * واجه القلق و الذعر والقلق  ...كيف يا دكتور؟ الإجابة : هي حاول أن تدرب نفسك على التعامل مع القلق من خلال جلسات الاسترخاء، والتخيل/ بمعنى يمكنك أن تتخيل موقف بسيط جدا يثير القلق أو الخوف ، ثم قل لنفسك هذا لن يؤثر علي ، وحاول أن تصرف ذهنك عنه من خلال جلسة استرخاء( جلسة مع النفس تقرأ فيها شيء محبب لك ، أو مشاهدة برامج على اليوتيوب  …وأيضا يمكن أن تطبق ذلك على عضلات جسمك .. كيف يا دكتور؟ الإجابة : شد عضلات جبهتك بقوة واستمر في ذلك لمدة 30 -60 ثانية ، ثم أرخ هذا الشد ببطء وأثناء ذلك فكر أو اسمع أو تأمل في شيء إيجابي.. وهكذا ...يمكنك عمل ذلك في كثير من أجزاء جسمك.

2-            *   استبدل المشاعر السلبية : (القلق – الخوف الهلع … ) ، بمشاعر أخرى إيجابية: ( التفاؤل – الثقة بالله) .

3-              * تحتاج إلى تقوية المهارات الاجتماعية: أي ابحث عن صديق مؤتمن تتحدث معه بحرية وطمأنينة، و تعبر له عما تشعر به من آلام و منغصات الحياة.، تعلم أن تكون مقبلا على الناس. كيف يا دكتور ؟ # الإجابة : سلم على من تعرف وعلى من لا تعرف ، حاول أن تتعرف على ناس جدد ، حاول أن تتحدث مع من بجانبك في المواصلات العامة ، في المقهى ، في محلات البقالة .... إلخ، افتح مع الناس موضوعات ولو بسيطة ، كن بشوشا في أوجه من تقابل . ودرب نفسك على الحوار مع إخوتك ، مع والديك ...أصطنع مواقف حوارية مع الآخرين . حاول أن تمثل أنك تلقي كلمة أمامهم من ذهنك ، أو حتى من ورقة مكتوبة ... تخيل أنك أمام جمع من الناس وتلقي عليهم كلمة ترحيبية أو تعريفية بنفسك ، وفي ذلك اختر الجمل البسيطة السهلة . وعبر عن الذي بداخلك دون خوف و دون حساسية ( طالما أنك في إطار مكارم الأخلاق ).

4-             *  استمر على هذه الإرشادات السلوكية لمدة 2- 3 شهور ، وسوف تتخلص من مشاعر القلق -إن شاء الله-.

5-               أما فيما يخص  الدواء الطبي : الذي تأخذه  (سيبرالكس ) فهذا لا يوصف ولا يؤخذ إلا تحت إشراف الطبيب، وهو الذي يحدد الجرعة المناسبة والوقت المناسب لتناوله .  ومن وجهة نظري النفسية فإن هذا الدواء يعتبر من مضادات الاكتئاب فلا تسرف في تناوله ، حيث إن تأثيره وقتي . أي أنه بعد إنهاء مفعوله من الجسم سيعاودك مشاعر الاكتئاب مرة أخرى وهنا قد يعاودك الاكتئاب بشراسة وقوة ، وقد يزيد من خطر التفكير في الانتحار لديك لا قدر الله ، ومن ثم فالأفضل أن تتوكل على الله ، وتعتمد على تقوية إراداتك وتثق في ذاتك من خلال تفعيل الإرشادات السلوكية السابقة.

وأسأل الله لك العافية ، ونحن في انتظار أن نسمع عنك خيرا لمتابعة حالتك .