كنت ارتسم حياة اسرية كريمة
121
الاستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتورنا الفاضل كيف نستشيركم فانا انسانة اقدس التربية والاصلاح الاسري وكنت ارتسم حياة اسرية كريمة ولكن جاهدت كثيرا لآمالي في حوالي١٤ سنة زواج كلها معاناة لا اجد مراعاة ولا تقدير في حمل ولا حيض ولا نفاس ولا رضاع 
وتعبت من زوج لا يحترمني ويتهمني بتهم كثيرة غير صحيحة ويؤذيني في عباراته الجارحة واسلوبه الهمجي معي ومع الاولاد ولا يوجد حوار ولا حل للمشكلات واعاني من اهماله للمتطلبات والاشغال الاسرية ولا يدركها الا اذا تكلمت تكرارا ومرارا وانا كرهت عيشته المتناقضة وتعبت من كثر النقاش والخصام معه وبدون فائدة علما اني طلقت منه اربع مرات وارجعني المفتي على اعتبار طلقه في غضب وطلقة مكررة# والان يهدد بالخلع وبيننا طلاق عاطفي لكن موجودة معه من اجل الابناء وانا تعبت هذا الحال جدا فانا امرأة ذات هدف واتوق للراحة الاسرية والحب ولكن معه اصبحت لا استشعر الراحة واعاني من جفاف وعدم امان عاطفي جدا واخشى الله في ان ازل وافكر بجدية في الخلع ولكن لي مبالغ سلفتها هو ولم يرجعها للآن واخشى ان يضيع حقي وحقوق الاولاد حيث انه يهددني بتركهم يضيعون وحرماني من رؤيتهم اذا خلعته مع انه هو من يطلب الحل الخلع واعاني من انه لا يفكر خارج الصندوق كما نقول فلا يبحث عن حلول مستجدة ومنوعة وحلوله روتينة والا يتجاهل  وتفكيره محدود وانا عند المشاكل لا استلذ بطعام ولا ارتاح في نوم عكسه واصبحت متعبة باستمرار ⁧‫#ارجو‬⁩ توجيهي في حل للتعامل مع حالي او مساعدتي لانهاء هذه المعاناة لي ولابنائي

انا تعبت من زوج متناقض وابو وجهين معايا قدام الناس الشيخ المصلح المفتي الخطيب والمحترم
يجيب النساء ويسمع مشاكل الطلاق ويتخيلني مثل ما يرد عليه ثم تارة امامي يوحي لي انه ورع ويخاف الله ولكنه معي عكس ذلك لعان وسيء العشرة كاذب ومرواغ ومخادع ويحسن الخلابة في القول واكتشفت مؤخرا انه خائن لي ولاتفاقاتنا وكم مرة اكتشفه من وريا غير ما يظهر لي واصدق تبريراته السخيفة الغير مقبولة عقلا ولكن زاد به الاذى علي ولا مبالاة بي وافعاله بدون تفكير او اهتمام او حكمة ويهينني ويسبني ووصل الحال للضرب بيننا علما انه طلقني سبع مرات وجاب مخارج ومعلقة على واحدة وكل اتفاقات العودة لا يعمل بها وينقضها مع ابسط خلاف

‏لا مسكن جيد يليق بي ومخدومة بيت اهلي ولا جايب لي خادمة ولا مصروف يعطيني وموظفة واعطيه من عندي ويجحدني ولا اشباع جنسي بالحلال معفني يطلب الحرام وشوه عفتي وكل مرة عشان الاطفال ارجع وما اهدم البيت واقول له نتفق حتى تقوم الاسرة لكنه يقول طيب بالكلام ويخدعني في ابسط موقف ما يوفي عجزت و تعبت منه

افيديوني بحل يخرجني من هذا الهم والكرب 

مشاركة الاستشارة
الرد على الاستشارة:

نرحِّب بِك أُختنا الكريمة في موقع المُستشار؛ ونثمّنُ لك ثقتكِِ بالموقع، ونسأل الله لك التَّوفيق، ونسألُه أنْ نَكُونَ عنْدَ حسن الظن. 

   بالنِّسبة لما ذكرتِ في رسالتكِ السَّابقة، وما يدُور في حياتك الزَّوجية، فالمشاكل اليوميَّة تَحدث في عدد من البيوت، وعدد من الأُسَر، فالحياة الزَّوجية ليست حياة خالية من المشاكل. ومُشكلتك تختلف بانعدام الاحترام، والتقدير، والمحبة، وتتصف-كما ذكرتِ- بالألفاظ الجارحة من الزوج، وغير ذلك مِمَّا ذُكر في الرسالة.

    وفيما يخُصُّ المُشكلات الأسرية لا بُدَّ من السَّماع من الطَّرفين، فهناك من يتكلَّم ويصف، و يُبالغ- وأنتِ إن شاء الله- بعيدة عن ذلك- وهناك من يُنقص، ويزيد، أو يَعرِضُ وجهة نظره هو و للطرف الآخر وجهة نظره أيضاً، وحق الدفاع عن نفسه، ونحن نجيبك بناء على ما سمعنا منك من خلال رسالتك. 

لا بُدَّ من أنْ نفهم أنَّنا قد نعجز عن التَّحكُّم في تصرُّفات غيرنا، لكنَّنا لا بُدَّ من أن نملك أنفسنا، وردود أفعَالنا، وأسلوب تعامُلنا مع كلِّ مشكلة، فأسلوب التعامل العكسي، والمُضادّ مع أي مشكلة يزيدها تعقيداً، ويخلق في داخلنا صورة ذهنية عن هذا الشَّخص على سبيل المثال أنَّه لا يُمكن تغييره مهما حدث، (وهذا خطأ)، و قيسي عليه كثير من التَّصَوُّرات الأخرى.

    ولا نملك أيضاَ إعطائكِ وصفةً سريعة، تُغيِّر زوجكِ، وتمنعه من قول ما يُؤذِيكِ، و يُغَيِّرُ قلبه عليكِ في وقت سريع.. فهذه الوصفة غير متوفرة؛ ولكن حديثي معكِ في هذا الرد قد يُغَيِّر الزوج - بإذن الله - لكنَّ التغيُّر سيكونُ غيرَ مباشر، وقد ترَيْنَه أبطأ ممَّا تُرِيدين، فلا بُدَّ من الصَّبر، وإبعاد الصورة الذهنية السيئة المرسومة عن الزوج، والسماح في ذهنك بقاعدة: (أنَّ أي إنسان يمكن أن يتغيَّر مهما كان)، وأنتِ تبحثين عن حياة أسرية كريمة، وستجدينها -بإذن الله- في هذه السطور؛فإليك بعض النقاط المُهِمَّة في هذا الشأن:

  • من المُهمّ لحل هذه المشكلة ألَّا تسمحي لليأس بأن يتسرَّب إلى نفسك، فتسرّب اليأس إلى النفس أمر متعب، وضعي مُشكلتك في إطارها الطبيعي، مع عدم الاستسلام، وفكري بحلول ذكية، للوصول إلى حياة سعيدة مبنية على قاعدة صلبة، ومتينة.
  • لاتكوني حسَّاسة لأي كلام يقال، مادام في دائرة القول، فالحساسيّة في مثل هذه المواقف تُفاقم المشكلة، وتزيد من البعد، وسوء الفهم، فعدم الاهتمام بما يُقال، وعدم إعطاء أي رد فعل سلبي يعيد زوجك إلى دائرة التوازن، والثقة والاهتمام بك -بإذن الله-. 
  • حاولي ألاَّ تخرجي عن حدود المشكلة، و تنعتي زوجك بكلام وانتقادات تُؤذيه، و تعاملي بحكمة و رويَّة، وصبر و أناة، ولعلك تعلمين أنه عند الغضب يتحوَّل الشخص إلى إنسانٍ آخَر، فعند الغضب ابتعدي عن موقع الحدث، و تعامَلي على هذا الأساس، و انتَظِري عودةَ  زوجكِ من جديد إلى وضعه الطَّبيعي . 
  • من المهم أن تعرفي قاعدة: (أننا لا نكره من أخطأ علينا بل نكره سلوكه فقط)، وهو إنسان قد كرَّمه الله سُبحانه، فاهتمِّي بالشخص لذاته،  و كُرهنا يكون لسلوكه فقط، فالسلوك هو الذي ينبغي أن نتعامل معه؛ فلوط -عليه السلام- قال لقومه :( إنِّي لعملكم من القالين ), حيث كره سلوكهم لم يكره ذواتهم.
  • قد لا يصلح مع زوجكِ أسلوبُ المعاتبة و مُراجعته في كل ما قال وكل ما فعَل، وقد يُثِير ذلك في نفسه الضيق من كلامك، ما يجعَلُه يتجرأُ عليك، و يجرحك، ومثل هذا النوع من الناس لا يَصلُح معه الحوار فيما يفعل أو يقول، بل يُكتَفى معه بلغة الإشارة والتلميح، دون التصريح، وتجنب الخوض في مسألةٍ بعينها، أو فعل غير لائق صدَر منه، فاستَبدِلي ذلك بالأحاديث والحوارات الوديَّة العامَّة في أوقاتٍ مخصَّصة، والحوار الزوجي له أهميَّة عُظمَى في تقريب النُّفوس و تليين القُلوب وإزالة سُحُبُ المشاكل بين الأزواج.
  • مهم ألاَّ يكون داخلك أثر عكسي لهذه المشكلة بترك حقوق الزوج، وعدم الاهتمام به و التزينّ له، فهذا سيزيد من المشكلة تعقيداً، وقد يتهمك بأنك غير مُهتمة بحقوقه، وواجباته. يبقى لزوجكِ عليكِ حقُّ الطاعة في المعروف، فكلُّ ما أنصحكِ به أنَّ رعاية نفسكِ، وتذكر حقوقها؛ لا يسلبه حقَّه الأول في الطاعة، و حُسن البر، فراعي ذلك في المرحلة القادمة -بإذن الله- .
  • ركزي على الجوانب الإيجابية في زوجك. ولا تُفكري في الجوانب السلبية؛ فمهما عمل زوجك فبالتأكيد قد يكون لديه جوانب متميزة... ركزي عليها، وامتدحيه بها ، وهذا طريق لكسب قلبه، وميله إليك؛ فالرجل دائماً يحتاج إلى الثناء على ما يقوم به من جهود، وواجبات للأسرة، وهذا من احتياجاته. ولعلك تقرئين عن احتياجات الزوج، و تحاولين تلبيتها فقد تجدين أذناً صاغية. 
  • التجديد أمر مهم، وخاصة في أمور الحياة الزوجية، فلا بد من التجديد، وتغيير المواقف، فجددي في حياتك بكل أشكالها، وأنواعها. 
  • لا بُدَّ من فهم الشّخصيات، فقد تكون شخصيَّتَكِ مُختلفة عن شخصيَّة زوجك وهذا يكون له دور في حل المُشكلة، ففهم شخصية الزَّوج فهماً دقيقاً ومعرفة التَّعَامُلَ معها مهم جداً، وطريق سريع للحل، وقد ذكرتِ في مجمل كلامك أنَّكِ امرأة ذات هدف و تتوقين للراحة الأسرية و الحُبّ،فقد تكون شخصيتك جادة، و منظَّمة، عكس زوجك، وقد تكون شخصيَّتك أيضاً حسَّاسية، لأنك ذكرتِ أنَّكِ عند المشاكل لا تستلذين بطعام، ولا ترتاحين في النَّوم؛ فمعرفة شخصيَّتَكِ و شخصيَّة زوجك معرفة تامة قد تكون السبيل إلى التوافق بينكما.
  • عليك بالرياضة فهي طريق للرَّاحة النَّفسية، وإبعاد التعب النَّفسي،فحددي وقتاً لها يومياً لتهنئين بحياة مريحة.
  • كثير من المشاكل تُفقد الإنسان ثقته بنفسه، وبمن حوله عليك ببناء الثقة من خلال استماعك لبعض البرامج التي تعيد الثقة في النَّفس، وهي منتشرة في الشَّبكة العنكبوتية.
  • اهتمي بنفسك وبغذائك وحاولي أن تذهبي للطبيب لتعرفي النقص في الفيتامينات فبعض الفيتامينات يؤدي نقصها إلى حالة نفسية متعبة. 
  • حاولي إصلاح ما بينكِ وبين ربكِ سبحانه، فقد يكون تقصيرك في حق الله هو سبب مشكلتك، ومنها تجنُّب المعاصي، والتوبة إلى الله، فإنَّ التوبة لها أثر طيب، يقول سبحانه: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَة فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ، وأكثري من ذكر الله، يقول سُبْحَاْنَهُ  وتعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ،، [الرعد: 28] ،.ومن يبحث عن الراحة والسعادة  في حياته فلن يجدها  إلا بالعودة إلى طاعة الله، ورضوانه، يقول سُبحانه :﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾، [هود: ٣]، ويقول سبحانه: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾، [النحل: 97] .
  • عليكِ اللجوء إلى الله سبحانه، والاستعانة به في كل الأمور المهمة، فهو قريب من عباده، لاسيما كثرة الدعاء، و التذلُّل، فلعل الله أن يستجيب دعاءَكِ، ويصرف عنك ما أهمَّك. يقول سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، فادعي الله سُبْحَاْنَهُ أنَّ يُبعد عنك الشرور، وأن يهدي زوجك، ويشرح قلبه، وحافظي على الصلوات، وبقية العبادات، فإن لها أثر كبير في حل هذه المشكلة،قال سُبْحَاْنَهُ : ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾، [النساء: 103].
  • وفيما يخص الأموال التي تَخُصَّك فيمكنك كتابة اتفاق بينكما؛ حتى لا تضيع حقوقك في هذا الشأن، ويكون الطَّلب بأسلوب طيب، بعيد عن العنف، و اختاري الأوقات المناسبة للطلب. 
  • وإن لم يتم تغيُّر الزوج فيُمكنك الاستعانة بأحد الأقارب بشرط أن يكون حكيماً و متَّزناً، وله علاقة في الإصلاح، ويتميز بالأخلاق الحميدة، ويكون مقبولاً لدى زوجك لحل المُشكلة.

وفَّقكِ الله وأصلح زوجكِ و رزَقَه حسن الخلق وحسن العِشرة، ولا تنسي أثَر الدعاء على حياة المؤمن وقُدرة الله لا حُدودَ لها، فاستَعِيني به - تعالى - و الزمي باب الدعاء، وسيأتي الفرجُ -بإذن الله-.

مقال المشرف

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان، هو أمه الأخرى التي ربته ورعته وحرسته بالرجاء والأمل، هو السياج الآمن ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات