الرد على الاستشارة:
أولاً _ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
حياكِ الله سيدتي الكريمة والأم الفاضلة والمربية المهتمة بأبنائها .
ثانياً_ هل ممكن أن تقفي مع نفسك لحظات يا حبيبة و تُجيبي على ما يلي :
كيف تعاملكِ مع هذه الابنة..؟
هل تتقربين لها و تتحدثين معها و تختضنيها؟
كيف هو مستواها الدراسي؟ وهل هنالك من يتنمر عليها وعلى جسدها ؟
هل تغار من أخيها لأنها تشعر بتفرقة في المعاملة ؟
كيف هو نظامها في الغذاء وأيضاً النوم ؟
هل تجلس على الأجهزة لفترات طويلة ؟
هل لها صديقات ؟
ثانياً _ سيدتي الجميلة ؛ شدتني رسالتكِ بكل محتواها ومعانيها, وأتمنى أن أكون عوناً لكِ بعد الله ولكن قبل أن اُجيبكِ على استفساركِ أريد أن أهمس لكِ بهمسة الحب والنصح لا تذكري ما ذكرتِ بأنكِ تكرهين ابنتكِ أمامها ولا تقسي عليها بأسلوبكِ، واعلمي كما أعلم أنا بأنه ليس هنالك أم تلحن قصائد الكره لأبنائها و إنما كان منكِ هنا فقط ضغط تمرين به بسبب مشكلة ابنتكِ .
ثالثاً _ يا كريمة؛ ما تمر به ابنتكِ هو مرحلة (مراهقة مبكرة) يشعر المراهقون في هذه المرحلة أنهم بالغون مع التغيرات الهرمونية والكثير من الأمور التي تحدث في أجسامهم وهم بحاجة إلى نصيب وافر من الاهتمام ومنحهم الشعور بالانتماء لأن هذه المرحلة سوف تمر في كل الأحوال، ومن الطبيعي يصعب التعامل معهم ولكن لا بد من التحمل والصبر عليهم ومعهم أيضاِ .
رابعاً _ سيدتي الجميلة ؛ أشبعي ابنتكِ عاطفياً و احتويها حتي لا يحتويها غيركِ، وما المانع من أنكِ تعبرين لها عن حبكِ بحضنها ولا تتضجري من طريقة احتضانها لكِ و لغيركِ فهو تعبير مبطن بشدة الحاجة لمزيد من الاهتمام ، و أرجوكِ ألا تنهريها عن فعل ذلك بل كلما وجدت منكِ الاحتواء قلّت عندها تلك التصرفات .
خامساً _ استمعي لها جيداً و حاوريها و أظهري لها الود و الاهتمام و اجلسي في نفس مستوى جلوسها وانظري لعينيها مباشرة .
سادساً _ لا تقاطعيها إذا تحدثت و دعيها تعبر بحرية عن رأيها .
سابعاً _ استخدمي معها عبارات التحفيز والتقدير و الود و أثني عليها أمام الجميع .
ثامناً _ أرجوكِ يا فاضلة؛ عدم التنمر على هذه الابنة بأي صورة من صور التنمر بل على العكس امدحي جمالها وجسمها ، وحاولي عدم انتقادها بصورة مباشرة .
تاسعاً _ استخدمي معها أسلوب ( العواقب بدلاً من العقاب ) ، كأن تقولي لها إن لم تغسلي ملابسكِ لن تجدي ملابس ترتديها وهكذا .
عاشراً _ أتمنى منكِ سيدتي الجميلة ؛ أن تأخذي ابنتكِ لفحصها لدي طبيب حتى يتم الاطمئنان عليها صحياً ومن ثم تنظيم غذاء صحي لها و اجعليها هي من تشاركِ فيه وفي إعداده .
الحادي عشر _ أشغلي ابنتكِ بكل هوية لديها و شاركيها فيها و اجعليها تساعدكِ في ذلك وإن كُسرت مرة أو اثنان سوف تركز بعد ذلك ولن يتكرر منها ذلك .
الثاني عشر _ فضلاً منكِ أيتها الأم المربية ؛ أن تستمعي لهذه النصيحة بقلبكِ ، لا تتركي ابنتكِ فريسة سهلة لتلك الأجهزة ولا تمنعيها منها حددي لها وقت معين، فابنتكِ تمر بمرحلة مراهقة مبكرة تريد أن ترى وتعرف وتتعلم .
الثالث عشر _ أيضاً حاولي عرض ابنتكِ على أخصائي نفسي آخر ولا تكتفي بتجربة واحدة فربما السابق لم يعرف كيف يتعامل معها ويجعلها تنفس عما بداخلها لأن صمتها يدل على أن هنالك شيء تخفيه أو يثير غضبها .
الرابع عشر _ اعلمي سيدتي الكريمة ؛ كوني على ثقة ويقين تام بأن ابنتكِ لا تتصرف تصرفات مستفزة كما ذكرتِ بل تتصرف على طبيعتها وبسبب مرحلة عابرة، فصبر جميل يا رائعة ؛ و إنما هي مرحلة وسوف تكون في قصة كان يوما ما .
الخامس عشر _ أنتِ لا تكرهي ابنتكِ -اسمحي لي سيدتي-, لكن حرصكِ و اهتمامكِ ترجم حبكِ الفطري كأي أم تخاف وتحب أولادها حفظ الله لكِ أولادكِ وجعلهم سعادة قلبكِ وبهجة حياتكِ .
وجعل فيما ذكرت لكِ وقدمت من إرشاد صراط نصح واضح وبيان توجيه موجه لكِ .