الرد على الاستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله أختي ؛ وأسأل الله أن يعظم أجرك ويربط على قلبك ويمدك بالصبر وينزل عليك السكينة والرحمة.
ما تمرين به هو من آثار الصدمة، فلا زلت في أول الأيام، وستتحسنين -بإذن الله- .
أريدك أن تعلمي أن باب البر لا زال مفتوحا..فدعاؤك ينفعها -بإذن الله- واستغفارك يرفعها به الله في منازل الجنة، وصدقاتك أيضا... كما أنك بحفظك للقرآن في الدنيا ستلبسينها الحلة يوم القيامة، الآن ليكن طموحك عاليا أخرويا فتكونين سببا لنيلها علو منازل الجنة وأرفع الدرجات باستغفارك وصدقتك ودعائك .
فهناك العوض الذي لا يتبدل ولا ينقطع..نعيم أبدي ينسيها كل معاناتها في الدنيا .
عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " إنَّ الرجل لتُرفع درجتُه في الجنَّة فيقول : أنَّى هذا فيقال : باستغفار ولدك لك " . رواه ابن ماجه ( 3660 )
وتأملي هنا حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ( يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغةً، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيمٌ قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغةً في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدةٌ قط؟ فيقول: لا، والله ما مر بي بؤسٌ قط، ولا رأيت شدةً قط) ، رواه مسلم.
كنتِ تطمحين لها بعوض دنيوي...لكن الآن عوضها سيكون أكبر وأجمل..وستنسى بغمسة واحدة كل بؤس مرت به، الله رحيم بعباده ياعزيزتي... لن يضيع الله صبرها وعملها والله خير الشاكرين، ويعلم الله ضيقك ويعلم صدق نيتك في برها وشدة رغبتك بتعويضها وإنما الأعمال بالنيات ولكِ مانويتِ .
كان ذلك أجلها الذي كتبه الله لها وربها أرحم بها سبحانه... ولا يخفى غليه فقدك لها..وهو الذي بيده أن يصبرك ويثبت قلبك ويجبرك فاستعيني به سبحانه واسأليه أن يأجرك في مصيبتك ويخلفك خيرا منها ويرزقك الصبر والسلوان ويعينك على برها .
ولا تفكري كثيرا في خشية نسيان ذكرياتها ... هي في قلبك ولا شك في أنك ستحرصين على صلتها بالدعاء.
أوصيك بكثرة الذكر والحرص على الأذكار وعدم الجلوس لوحدك حتى لا يتغلب الشيطان عليك فيوسوس لك ويحزنك ويجعل في قلبك حسرة على ما لم يكتب الله لك أن تفعليه لها .
قد قدر الله وما شاء فعل وكل شيء فيه حكمة وخيرة من عند العزيز الحكيم .
لا تحملي ضيقا في صدرك لعدم بكائك ...فأنت في مرحلة صدمة ويحدث هذا كثيرا ...بعد فترة ستتذكرينها كثيرا .
لكن عليك بالدعاء وإذا سجدتُ فحدثي الله عن كل مشاعرك وكل مايجول في خاطرك عن حزنك وخوفك ..لا تكبتِ حزنك...شيئا فشيئا ستجدين دموعك تنهمر ..فقلبك عند الدعاء سيرتاح ويطمئن كثيرا .
حاولي أن تتحدثي أيضا مع صديقة تكلمي عنها وتكلمي عن كل شيء يخطر ببالك أو اكتبي ..عبري عما تشعرين به .
واحرصي في دراستك وتميزي واستعيني بالله فهو قادر على جبرك سبحانه .
وإن شعرت أن هذه الفترة طالت فلا مانع من مراجعة مختص نفسي يساعدك على تجاوز الصدمة -بإذن الله- .
وأوصيك عزيزتي ؛ بسماع هذا الدرس الذي فيه ما يسلي فؤادك -بإذن الله- اسمعيه جيدا .
الدرس ( 231 ) من شرح تطريز رياض الصالحين :
📗 باب ما يقال عند الميت وما يقوله من مات له ميت 20-03-1445
✅ درس في المسجد النبوي
🟢 رابط تحميل الدرس
https://al-badr.net/detail/LXGE3YamN50y
🟩 رابط بقية دروس شرح تطريز رياض الصالحين
http://al-badr.net/sub/431/
استودع الله قلبك، حفظك الله ورعاك، ورحم أمك وغفر لها وأسكنها فسيح جناته ووفقك لبرها وصلتها وجعلك من حفظة كتابه وملأ قلبك صبرا ورضا وأعاذك من وسوسة الشيطان وإحزانه.