الرد على الاستشارة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
نبينا ورسولنا محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بخير وإحسان إلى يوم الدين
..
وبعد التوكل على الله -سبحانه وتعالى- والاستعانة
به , نرد عل هذه الاستشارة بالقول :
إن ما ذكر من وصف
في هذه الحالة , نعتقد إنه يندرج تحت اضطراب ضعف التركيز وتشتت الانتباه (PCADD)Poor
concentration and attention deficit disorder . أو أحيانا يندرج تحت اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) .
والعلاجات الشائعة
لهذا الاضطراب لدى البالغين , تتضمن الأدوية، التعليم، تدريب المهارات
و الاستشارة النفسية. دمج هذه العلاجات ، و هو عادةً أكثر العلاجات فعالية، قد تساعد
هذه العلاجات في التحكم في العديد من أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط
النشاط (ADHD) وضعف التركيز ، ولكنها لا تشفي منه، قد
يستغرق الأمر بعض الوقت لتحديد الأفضل لك، و نوصي باستخدام العلاجات التالية وتحت
إشراف الطبيب المختص :
أولا : الأدوية :
- عادةً ما
تكون المنبهات، مثل المنتجات التي تشمل الميثيل فِنيدات أو
الأمفيتامين، هي الأدوية الأكثر شيوعًا الموصوفة بوصفة طبية لاضطراب نقص
الانتباه مع فرط النشاط، ولكن قد تُوصف أدوية أخرى، يبدو أن المنشطات تعزِّز
مستويات المواد الكيميائية في الدماغ التي تُسمى الناقلات العصبية و توازنها.
- تشمل الأدوية
الأخرى المستخدمة لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط
النشاط الاتوموكستين غير المحفز وبعض مضادات الاكتئاب مثل البوبروبيون.
يعمل أتوموكسيتين ومضادات الاكتئاب بشكل أبطأ من المنبهات، ولكن قد تكون تلك
الأدوية خيارات جيدة إذا كنتَ لا تستطيع تناول المنبهات بسبب مشاكل صحية، أو
إذا كانت المنبهات تسبِّب آثارًا جانبية شديدة.
يختلف الدواء
المناسب والجرعة المناسبة باختلاف الأفراد؛ لذلك قد يستغرق الأمر بعض الوقت لتحديد
المناسب لك، أخبِرْ طبيبك عن أي آثار جانبية.
ثانيا : العلاج
النفسي :
تتضمَّن الإرشادات
الخاصة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لدى البالغين , وضعف التركيز
عمومًا الإرشاد النفسي (العلاج النفسي)، والتثقيف حول هذا الاضطراب، ومهارات
التعلُّم لمساعدتكَ في التعاطِي معه بنجاح.
قد يُساعدكَ
العلاج النفسي فيما يلي :
- تحسين إدارة وقتكَ و مهاراتكَ التنظيمية .
- تعلُّم كيفية السيطرة على سلوككَ
الاندفاعي .
- تطوير مهارات أفضل لحل المشكلات .
- التعامُل مع الإخفاقات الدراسية أو
المهنية أو الاجتماعية السابقة .
- تحسين تقديركَ لذاتك .
- تعلُّم طرق لتحسين العلاقات مع
عائلتكَ و زملائكَ في العمل وأصدقائك .
- وَضْع استراتيجيات للتحكُّم في
أعصابك .
تشمل الأنواع
الشائعة من العلاج النفسي لاضطراب نقص الانتباه وضعف التركيز مع فرط
النشاط ما يلي :
- العلاج السلوكي
المعرفي: يُعلِّمك هذا النوع المنظَّم من المشورة مهارات معيَّنة لتنظيم
سلوككَ و تغيير أنماط التفكير من سلبية إلى إيجابية، كما يُمكنه مساعدتك في
التغلب على تحديات الحياة، مثل :" المشاكل الدراسية أو المهنية أو الاجتماعية" ،
ومساعدتك كذلك في التعامل مع حالات الصحة العقلية الأخرى، مثل :" الاكتئاب أو
إساءة استخدام المواد المخدِّرة" .
- الاستشارات الزوجية والعلاج
الأسري: يُمكن لهذا النوع من العلاج مساعدة الأحباء في التغلُّب على
ضغوط العيش مع شخص مصاب باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وتعليمهم
ما يُمكنهم القيام به للمساعدة. و يُمكن أن تُثمر هذه الاستشارات عن تحسين
مهارات التواصُل وحل المشكلات .
ثالثا : التدريب
على تحسين التركيز :
تحسين التركيز
يتعلق بمحاولة اكتشاف أسباب التشتيت (إلى جانب القلق) , وإعادة تركيز عقلك على ما
تفعله اعتمادًا على شدة قلقك، قد يكون الأمر صعبًا بعض
الشيء، ولكن قد تجد أن تجربة الاقتراحات التالية توفر بعض الراحة :
- التحفيز الحسي : من المثير للاهتمام أن إضافة عناصر
تشتيت انتباه بسيطة قد يساعد بعض الأشخاص على تقليل تشتيت انتباههم.، هذه الاستراتيجية لا تناسب الجميع، ولكن ما
يحتاجه الكثير من الناس هو شيء يغمر أفكارهم، مثل تشغيل التلفزيون أو البث
الصوتي أو الراديو.، إن
التحفيز الحسي الذي توفره هذه الأشياء يجعل من الصعب الإفراط في التركيز على
أفكار القلق، مما يساعد بدوره على تحسين قدرتك على التركيز على ما تحتاج إليه، ومع ذلك، ستحتاج إلى التأكد من عدم تشتيت
انتباهك بهذه التكنولوجيا، لذا أوصي
بالابتعاد عن التلفزيون وخفض مستوى الصوت بدرجة كافية بحيث لا تتمكن من سماع
كل كلمة، ولكن يمكنك الاستماع إلى ما يكفي فقط بحيث يصرفك عن أفكارك السلبية.
- كتابة الأفكار التي لديك : هناك استراتيجية أخرى يمكن أن تكون فعالة
جدًا وهي كتابة الأفكار المتكررة التي تشتت تركيزك، يجد الكثير من الناس أن لديهم الكثير من
الأشياء في أذهانهم وأنهم لا يستطيعون التوقف عن التفكير في تلك الأفكار بغض
النظر عن مدى صعوبة محاولتهم.، ربما
يحاول عقلك أن يتذكر الفكرة ( الأفكار)(، إذا كتبتها، سيعرف عقلك أن أفكارك في مكان
آمن، وبالتالي لن يركز كثيرًا على محاولة تذكرها.
- منع عوامل التشتيت : هناك فرق بين محاولة تجنب عوامل التشتيت
وجعل تشتيت الانتباه مستحيلًا، على
سبيل المثال، لنفترض أنك كاتب ولديك تركيز مشتت يجعلك تتصفح الويب باستمرار، بدلاً من مجرد محاولة تصفح الويب، ابذل
قصارى جهدك لجعل تصفح الويب مستحيلًا عن طريق إيقاف تشغيل الإنترنت أو تثبيت
برنامج يمنع تصفح الويب، يمكنك
القيام بذلك مع مجالات أخرى من حياتك تسبب تشتيت الانتباه، مثل :" إخراج
البطاريات من جهاز التحكم عن بعد ", نظرًا
لأن العديد من الأشخاص يجدون أنهم يستخدمون هذه الأدوات للتعامل مع قلقهم،
فإن منع الوصول إليها يمكن أن يبقيك على المهمة التي بين يديك.
- الموقتات أداة أخرى مثيرة للاهتمام : وهي أن تمنح نفسك مؤقتًا تستخدمه في
"وقت الإلهاء" و"العمل" أو وقت التركيز. الأشخاص الذين يعملون ضمن إطار زمني محدد
لديهم وقت أسهل في التركيز، حتى لو كان ذهنهم يفكر بنشاط في أشياء أخرى. إذا كان لديك مؤقتًا، فاضبطه على ساعة
واحدة تقريبًا، ثم اعمل بأقصى ما تستطيع في تلك الساعة، بمجرد انتهاء الساعة، امنح نفسك 15 دقيقة
لتشتيت انتباهك، ثم اضبط المؤقت مرة أخرى لمدة ساعة واحدة من العمل دون توقف.
- إنشاء مهام فرعية : اكتشف ما تحتاج إلى القيام به على وجه
التحديد، ثم قم بإنشاء العديد من المهام الصغيرة في شكل قائمة والتي تقوم
بفحصها واحدة تلو الأخرى. بهذه
الطريقة، حتى لو تشتت انتباهك، فإنك تعرف بالضبط ما تركز عليه في أي وقت،
ويمكنك العمل حتى تنتهي منه ثم تحفز نفسك على المهمة التالية.
- التنفس بشكل أفضل : يجد بعض الأشخاص أنهم يواجهون صعوبة أكبر
في التركيز أثناء نوبة القلق, يختلف
هذا النوع من مشاكل التركيز تمامًا عن الأنواع الأخرى لأنه يميل إلى
الاستمرار لفترة أقل ولكنه أيضًا يجعل من المستحيل تقريبًا الانتباه إلى ما
حولك. غالبًا ما يكون هذا النوع من مشاكل
التركيز بسبب فرط التنفس، أثناء
نوبات القلق، تميل إلى التنفس بطريقة تؤدي إلى وصول تدفق دم أقل إلى دماغك،
مما يؤدي إلى فقدان بعض قدرتك على التركيز. إنها ليست خطيرة، ولكن يمكن أن تكون مؤلمة، تنفس بشكل أفضل عن طريق إبطاء تنفسك بشكل
كبير ومحاربة الرغبة في اللهاث للحصول على المزيد من الهواء. تأكد من أنك تأخذ 5 ثوانٍ على الأقل
للتنفس، ثم احبس نفسك لمدة ثانيتين، ثم 7 ثوانٍ على الأقل للزفير.
مع خالص تمنياتنا بصحة نفسية وجسدية سليمة .
الأستاذ الدكتور : محمد إبراهيم محمود العبيدي .
استشاري الصحة النفسية والعلاج النفسي .