الرد على الاستشارة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
حياك الله أختي معنا في المستشار ؛ حيث نسعى معاً إلى حياة أسعد -بإذن الله- .
يتضح لي من خلال طرحك أنك الابنة الأكبر لأبيك -رحمه الله و أسكنه فسيح جناته-, و مشكلتك تكمن فيما فعله عمك بكم من حيث المعاملة وقسمة التركة لوالدك .
* سأبدأ من حيث انتهيتِ في طرحك , أولاً العفو كما قال الله -جل في علاه- في كتابه : { فمن عفا وأصلح فأجره على الله } , فإن عفوتِ عنه فأجر هذا العفو مقدر عند الله لك، وفي نفس الوقت العفو مقرون بالمقدرة فليس كل أحد يستطيع أن يعفوا .!!
المغزى من كلامي أن العفو شيء عظيم على النفس البشرية وليس كل أحد يستطيع أن يعفوا عن ظلم وقع عليه , فإجابة سؤالك عن هل أنت آثمة أو لا ؟ أقول لك : لست آثمة في ذلك بل أنت آثمة بظلمك لنفسك !
من الظلم للنفس هو اجترار الماضي المؤلم وما وقع فيه من أحداث ليس لك يد فيها ولا تستطيعين تغيير شيء منها لأن عمك و أبناءه ربما يكونون أشد بأساً وقوة منكم .
* لذلك عزيزتي ؛ كل ما عليك الآن هو تدريب نفسك على تجاوز هذه المرحلة ، عمك ذهب إلى ربه وسوف يلقى جزاء عمله ، إن خيراً فخير وإن شراً فشر , فليس أعدل من الله وقت الحساب .
*حاولي جاهدة تشتيت عقلك عن هذه الأفكار كي لا تصبح أفكارك وقود لسلوك سيء قد ينشأ لديك , فيبدو لي أنك شخصية واعية تعلم بالحلال والحرام ولا تقبل إلا رضا الله .
* الله سبحانه وحده يعلم إن كان خيراً لكم في مال جدك الذي لكم نصيب منه في الميراث فسيكتبه لكم وإن كان شر فتأكدي أن الله -عز وجل- يصرف عن عبده كل شر وكل ضرر قد يلحق به فهذا من فضل الله عليك وعلى إخوتك .
* أخيرا : ابنتي ؛ اسألي الله دائماً الرزق الحلال الطيب الطاهر المبارك , وتأكدي أن أعظم الرزق و أعلاه هو العافية وأدنى الرزق هو المال , فالعافية الجسدية والعقلية هي من عظيم نعم الله عليك يكفي أنك تستطيعين أن تفرقي بين الحلال والحرام فهذه نعمة عظيمة وهبها الله لك و حرمها غيرك فاشكري الله على هذه النعمة .
وفقك الله وهداك لما فيه صلاح لك في دينك و دنياك وصرف عقلك وقلبك لما فيه خير لك .