الاستشارة:
تخلى عني الجميع لأني أنجبت طفل مريض، تطلقت في
عمر 24 لولادتي لطفل مريض، عاقبني زوجي لانجاب طفل مريض ورجعت لأهلي في
البداية دعموني لفترة ، لكني رغم شهاداتي العليا لم أثبت بعمل واحد، اذ
شخصت بمرض ثنائي القطب؟ وهو جحيم متأرجح لا يعلم بقسوة أشباح هذا المرض سوى
من يصاب به مرت السنين أصارع المرض و الحياة و الطليق الذي بخل بكل ما
يملك على طفله المريض لوحدي،كيف اربي ابني لوحدي ، اذ انزوى الجميع بحياتهم
وهذا حق لهم وليس لي أن ألقي بأكوام من تعاستي عليهم مر العمر، لم أحظى
بويظفة دائمة تحفظ كرامتي، و طفلي سيصبح شابا سيطرق ابواب الجامعة قريبا
الغريب لم اطلب منهم ثمن دواء ، او مساعدة في تمويل دراسة ابني، حتى طعام
ابني احضره من مالي، فوجئت مؤخرا بأن أبي سيبيع بيتنا و سيتنقل الجميع لبيت
تبارك الرحمن واسع و جميل ووووووو
أظنه هكذا لاني لست من ضمن قائمة
المدعوين لا أعلم حتى أين يقع هذا البيت، ما اعرفه بأنهم يرتبون له، واذا
ما مررت بهم يصمت الجميع حتى لا اسمع ما يقال وانتقل الجميع بقيت لوحدي في
جزء صغير بعد ما فصله ابي وابقى لي مساحة تكاد تكفي دجاجة لربما و ذهبوا ،
أهلي تخلوا عني كم هو صعب تربية الأبناء في غياب الأب ، و ضاعت قطعة من
روحي وأنا أراهم يغادرون ، أنا أحتضن ابني الوحيد، كاد الألم يقتلني، عندما
زرت طبيبي النفسي ، وجدني انتحارية برغبات حقيقية للموت رأى ضرورة دخولي
لمصحة نفسية ، رفضت لان طفلي وحيد و عائلتي لا تعلم بمدى خطورة وضعي او
لربما يعرفون وأنا قطعة خاسرة لا تصلح لشيء أحساس الهجران، احساس موت نبضات
القلب، احساس غياب الشمس، احساس قساوة برودة الثلج ، لم أجد سوى ولدي
لألقي بقلبي الدامي بين ثناياه، بكيت لاني هجرت من زوجي السابق و أراد
القدر أن أهجر من أهلي .........
وأحزن على طفلي الذي هجره الكون بأسره مر يوم و
اثنان و ثلاثة فأسابيع ولم نسمع لباب البيت طارقا، تلحفت بحبي لولدي وتدثرت
بحبه لي وأدركنا بأننا من التاريخ كتبنا في قاموس النسيان، كيف اجعل ابني
لا يعاني من تأثير غياب الأب على الابناء يؤلمني ان يعدني حبيب قلبي أمي
ستمر الأيام و سأجلب لك الدنيا بأسرها تحت قدميكي فلا تحزني دموعك أغلى من
الكون أكتم ألمي وحزني وأنتظر بعدد دقائق هذا الكون أن يدق بابي زائرا ،
فالعيد يدق الأبواب ولعله وصل بابي وعاد مترفعا أتألم جدا جدا ، و اظهر
نفسي كسد منيع أمام حبيبي الوحيد، فالمعركة ما زالت طويلة, ولن أهزم
بمعركتي فلدي فتى يجب أن يجد طريق الرجولة و أن يدخل المستقبل من أوسع
أبوابه وهنا تنتهي مهمتي مجرد فضفضة...... آسف على الإطالة.