الرد على الاستشارة:
أولاً - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وأهلاً بكم سيدتي الكريمة ؛ وجعلنا عوناً لكِ بعد الله في التوجيه والنصح والإصلاح .
ثانياً- الشكر لله من قبل وبعد أن جعل هذه المنصة المباركة جهة ووجهة لكل حائر و زائر و مستفيد ونافع ومفيد , وجعلها موجهة و ناصحة و مرشدة فالحمد لله .
ثالثاً - يا غالية ؛ الكثيرات يشتكينْ من غيرة الأطفال لكن إذا عرفُ السبب بطلُ العجب والتعجب أيضاً .
كيف كانت معاملتكِ لطفلكِ قبل أن تنجبي أخاه الصغير ؟
هل تظهرين الاهتمام المفرط بالطفل الصغير أمامه ؟
كم من الوقت يمنح هذا الطفل من وقتك يا جميلة ؟
وأخيراً : هل تتوقعين أن أسلوبكِ في التعامل معه هو الحل الأمثل يا سيدتي الفاضلة؟؟!!
رابعاً - يا كريمة ؛ الغيرة أمر طبيعي لدى كل الأطفال ،ويزداد عندما ينهار جسر الاهتمام و يُهمل حبل الاحتواء ، فإنما الغيرة هي تعبير عن شعور ينتاب الطفل فيترجمه بالغضب وحب التملك وأفعال لا يدرك هو مدى خطورتها .
خامساً - لا تتعجبي ولا يُصيبكِ الجنون لأن ما يمر به ابنكِ أمر طبيعي ، وبالذات أنه في سن صغيرة ويحتاج للاهتمام ويريد أن تكوني له وحده فيتفاجئ بوجود من يشاركه تلك المشاعر الجميلة فيحاول حينها أن يدافع عما يحب فتظهر في صورة الغيرة والغضب لأنه طفل صغير يحب التملك .
سادساً - يا جميلة ؛ حاولي قدر الإمكان عدم إظهار الاهتمام المفرط بالطفل الصغير أمام طفلكِ الأكبر منه .
سابعاً - أرجوكِ سيدتي الكريمة ؛ أسلوب الضرب و التعنيف والزجر اهجريه نهائيا، فما هو إلا أذى على طفلكِ وعلى نفسيته ويبني جسوراً من البعد بينكِ وبينه ، صدقيني يا جميلة ؛ لم يكن أسلوب الضرب حل في يوم من الأيام فتجنبيه .
ثامناً - شاركي طفلكِ ما تفعلينه لأخيه الصغير بمساعدتكِ في أمور بسيطة تخصه حتى تكسري حواجز الغيرة وتحتوي طفلكِ و تكسبي محبته لأخيه .
تاسعاً - لا تظهري مشاعر الخوف منه بأن يؤذي أخيه بل على العكس اجعليه يكن قريباً منه بوجودكِ و يلمسه معكِ فحينها سوف تتلاشى كل مشاعر الغيرة .
عاشراً - لا تدخلي في متاهات التفرقة بين أطفالكِ حتى لا يسكن قلوبهم الكره بعد ذلك .
الحادي عشر - يا رائعة ؛ قد قيل :" الصبر مفتاح الفرج " , الصبر على كل ما يمر بالإنسان في رحلة الحياة ، فما بالكِ بالصبر على تربية قطعةً من روحكِ ، فأسندي قلبكِ على أعمدة الصبر وقبل ذلك التوكل على الله ثم سعة الصدر ، لأنني أعلم بأن طريق تربية الأبناء فيه من المشقة والتعب الشيء الكثير ولكن بالصبر والاحتواء والحب نصل بهم إلى ما نريد وإلى بر الأمان .
الثاني عشر - شاركي طفلكِ ألعابه و ابتسمي له فالابتسامة سحر القلوب وشفاء لما في الصدور ، فعندما يرى ابتسامتكِ سوف يستجيب لكِ ويكون مطيعاً لكل ما تطلبين منه .
الثالث عشر - نصيحة مني يا جميلة ؛أكررها لكل أم ووالد انزلوا لمستوى أطفالكم، خاطبوهم على قدر عقولهم ، احتووا أطفالكم فهم سندكم بعد الله ، شاركوهم خيالهم و ألعابهم قصصهم تعبيرهم الطفولي ، كونوا أطفالاً في حضرتهم ولا تتسلطوا عليهم بسيف الأوامر والضرب والزجر والصراخ .
أخيراً - حفظ الله لكِ أطفالكِ ياغالية ؛ وجعلهم ضياء و مستقبلا مشرقا، و مبسم سعادة لكِ و رزقكِ برهم ، وأدام عليكِ نعمة الصحة فهي أثمن الأثمان والله .
جعل الله فيما همستُ لك في هذا الحديث ضياء توجيه وطريق توضيح ونصح وصلاح .