أم زوجي تكرهني وتكيد لي وبسببها أرغب بالانفصال
126
الاستشارة:

أم زوجي تكرهني وتكيد لي وبسببها أرغب
بالانفصال، بعتذر على الإطالة مقدما في بداية خطوبتنا زوجي تقدم لي بالرغم
من عدم محبة عائلته لأمي بسبب انها لا تتذلل لزوجات خالات زوجي،  تقدم
لخطبتي رغما عن انفهم جميعا و انا كنت احب والده و اقدره و والدي ايضا
تعرفت عليه و توسمت به خيرا و اتممنا الزيجة قبل الخطبة كانت والدته في صف
أمي دائما ضد اخوانها الذكور و منذ ان تقدم بدأت تبث سمومها انه مستحيل
جميعهم مجمعين عن امي انها سئية اكيد هي سيئة،، كانت دائما تقول لزوجي
اختها احلى شعرها افضل رجلها اقصر اهلها يحبونها اكثر و كانت تقول هكذا
امامي في الخطبة و لم اكن اقول لزوجي شيء،، كانت عندنا احادثها بالهاتف و
اتلطف معها تقابلني بالصد و لم احكي لخطيبي آنها أي شيء لكن هي من كانت
تشتكي مني مدعية بأني لا اعرف اتعامل و اني خجولة و يعلم الله انه كذب و
حسبي الله مرت الايام و بدأ تحضير أثاث المنزل كانت مصممة على احضارنا
الاثاث من مكان مختلف وانا لا احبه و افتعلت المشاكل و عندما اخترت اثاثي و
صممه نجار لنا كانت تستهزئ باختياراتي انها بلدي واني لا اعرف اختار رفضت
ان يشتري زوجي مكيف و عندما اقنعها جعلته يحضر اثنان لها ولي جعتله يشتري
لها ذهب مثلي عندما ذهب شقتي وجدتها اخذت من اثاثي بدون اذني بحجة ان
ابنتها يتيمة و يجب ان تأخذه و زوجي أذن لها عذبتني في اختبار الفستان و
كانت تجعل زوجي يرجع في كلامه معايا كنا عندما نخرج لاتمام اوراق الزواج في
الظهيرة تتصل به كثيرا عد الى المنزل فقد اعددت الطعام، اذا خرجنا ليلا
لحجز القاعة تتصل كثييييييرا جدا جدا جدا لديه ضيوف و عيب يجب ان يرجع ف
كنا نعود دون حتى ان نشرب ماء تعاتب اهلي معه و وعد بالخصوصية و عم تكرار
الاخطاء تزوجنا و الحمدلله، كنت أستيقظ من نومي وانا عروس لأجد زوجي في
العرفة الاخرى يتحدث مع والدته في الصباح الباكر لما اعاتبه ولم القي بالا
ثم سافرنا الى البحرين كانت تتصل به كثيرا كثيرا كثيرا و كانت تقول له
دائما نسيت امك و خواتك سريعا هكذا فرطت بنا كنت احزن و ابكي كثيرا و يظهر
ذلك علي، حتى اني عندما كنت اجلس ف غرفة اخرى لا تسأل عني ذهبنا الى
السعودية حيث مكان عمل زوجي وبدأت التدخلات اللانهائية اذا اتصلت و كنا
نائمين تحزن و تقول له انا رضعتك انا شيلتك انا ربيتك ، لم استطع العيش
بحرية تتصل بكل وقت لتقول اي شيء ذي اهمية او عيب يقال لرجل كلام نسوان كنت
اتذكر و زوجي يرى اني اكره والدته كانت دائما تقول اختك غلبانة و اخوك
غلبان و ابن عمك غلبان و تحسسه بالتقصير ماحية كل الناس ،، ف البداية اود
ان اخبركم انها لديها فكرة انها تاخد خير ابنها و مرت الايام بحلوها و مرها
و جملت بابنتي و نور عيني ،، كانت تستغل هذا الموضوع لتتكلم كثيرا بحجة
الطمأنينة علي ، عندما جاءت لي جلطة بقدمي الشهر الخامس كانت تقول له لا هي
كويسة دي احسن شهور هي واخته كانت اخته في نفس المدينة لم تكن تسال عني
ابدا كنت اتو د لها كثيرا و ابعث لها و اتصل بها وجدت منها جفاء و معاملة
سيئة ف توقفت لكن مازلت اتعامل معها باحترام كانت امه دائما تنهره اذهب
لاختك اسأل عنها وانا كنت تعبانة ودائما ف الطرارئ يخبرها اني متعبة و زوج
اخته معها كانت دائما تقول له اعزم عيال خالك و خالتك و انا متعبة كنت احزن
لاني انا من يقرر هي تتحدث معه كثيرا بحجة انها ارمله او انها عاطفية
ولكنها لا تتحدث مع ابنها الثاني المراهق ذو ٢١ عام غير مرة واحدة ف اليوم
لتطمئن فقط مرت الايام و قبل نزولنا الى مصر افتعل زوجي المشاكل معي كي
افتح شنطي الخاصة و هدايا اهلي امام والدته او بعض منها لنكبرها ،، و لكي
اعزمهم في مصر عندما انزل و لكي و لكي و لكي و بعد ترانزيت اكثر من ١٠
ساعات بطفلة ٧ اشهر لم انزل بشقتي بل نزلت عندها هي لكي اكبرها ذهبنا الى
القاهرة كان زوجي يصرف علينا جميعا من نقودي الخاصة و عندما اشتكيت لها
ضحكت كثيرا قلت لها قوليلي انتي بيسمع كلامك قالتلي لا قوليلي انتي،، كانت
تتكلم هي و اختها عن ان مرات الابن تخدم حماتها و تكون تحت قدميها و لم ارد
و كنت ابكي كثيرا عندما رجعنا الى موطننا ف مصر اشتكيت لاهي بكل شيء و
جاءت والدتي و اخي و تحدثو معه كأس ام تحزن على ابنتها لم يتقبل و اخذ موقف
من والدتي من وقتها مع ملاحظة ان والدته كثيرا ما تكرهه في امي و جدتي و
اي شيء يقرب لي ليس مباشرة بل بالايحاء مرت الايام و عدنا الى السعودية و
حدثت مواقف عديدة لسنا بصدد الحديث عنها جاءت للعمرة بعد طلب منها و والله
العظيم لم اتذمر ما ازعجني انها اجبرت زوجي ان يأخذ ايضا اخته الصغرى ١٤
عام و في هذا الوقت زوجي كان رافض ان يشتري لابنته جاكيت شتوي يحميها من
المطر ةنت ابكي كثيرا، مع العلم رفض العديد من الاشياء لابنته الاساسية
بحجة ان والدته لم تكن تستخدمها صنعت عيد ميلاد لابنتي بسيط احضرت كعكة
جاهزة و صنعت البيتزا و السنابون بيدي و خرجنا على الكورنيش للاحتفال انا و
زوجي و ابنتي فقط، اتصل بنا كاميرا لتشاركنا و هو شعور جميل لكن الغريب ان
المشاركة كان ٥ دقائق فقط ثم بدأ تحكي في من ركبت لولب و من ركبت شريحة و
من تكلم رجل غير زوجها و بعدها هي ا قومي امشو و اقول لها لم نقطع الكعكة
تقول لا برد كفاياكم!!! كانت تتحدث معنا مرة ف زوجي يقول لها امي زوجتي
تريد ان تحضر شامبو و كريم للاطفال قالتله ليه مش مهم متجيبيش ملهوش لازمة
زيت الزتون احسن حاجة ولما بان ضيقي و اخبرتهم انه شيء طبيعي واني كنت
استخدم ذلك من صغري قالت خلاص هاتلها المرادي بس،، بالرغم بالرغم من ان
بناتها يحضرون ما يريدون تقول لزوجي ان زوج اخته بخيل و يحاسبها على القرش و
سيء معه و هذا كلام غير حقيقي و كله يعرف كيف زوجها حسن التعامل و مدلعها
لكن هذا ايحاء من والدته ليصعب التعامل معي تقول له امامي يا ابني اريد
الذهاب لشقتك لاغير جو اين الملايات و الاشياء الاخرى!! تريد ان افتح لها
غرفة النوم خاصتي بحجة ان تقرأ قرآن المهم،، جاءت لآداء العمرة و قد
عاملتها كما اعامل امي بلا افضل لاني كنت متعبة عندي مرض مناعي و كنت اصلي
جالسة و مع ذلك لم ادعها تقوم بعمل اي شيء في المنزل و هي للأمانة كانت
تتعامل جيد جدا بل افضل،، و لم تنسى ان تضايقني عندما يأتي زوجي من العمل و
انا اكون في المطبخ و بين ابنتي و غسل المراحيض و ترتيب الشقة و في رمضان ،
كانت تركض عليه وتثبله كثيرا بصوت عالي جدا وحشتني كل ده و يجلس زوجي معها
كثيرا و لا يدخل ليطمئن عليا و عندما يدخل يقول لي ليه مش بتعملي زي امي
معايا!! في يوم اشترى لامه كريم تفتيح معين و عندما ركبنا السيارة سألته
لماذا لا تحضره لي وانا طلبته منك تكرارا التفو ليا سويا و بفم واحد هي امي
انا امه يجيبلي ،، هاتلي معاك كذا واحدة اشحينهالي، و جوز اختك بيجيبلها
من الكويت هاتلي انا كمان كنت اريد شراء قبعة لابنتي تجميعا من الشمس في
العمرة ف ةانت تمسك كل قبعة في المبجات و تقول عالية طلبت من زوجي شمسية
على الاقل قال ملهاش لازمة و اصيبت ابنتي بضربة شمس!! كل شيء كان لي او
لابنتي تقول له غالي كانت تتعمد اظهار ان زوجها عليه رحمة الله و ازواج
بناتها مدلعينهم وانتي يا عيني هدومك كلها قديمة كده متخافيش هبقى اكسيكي
زوج ابنتها كان معزوم عندنا يوم و قالي عشان العمرة هاتي لابنتك اسوارة
امان و كنت قبلها بفترة بقول لزوجي و مكنش متشجع ،، ف انا اشتريتها ب ١٥
ريال قعدت تقول ملهاش لازمة و ليه و مش ليه و غالية، لما اخبرتها ان زوج
ابنتها نصحني اشتريها قالت كان جابها لابنه اولى في عيد الفطر اعطى والدته
عيدية و اخته و اخواته في مصر و هي لم تعطي حفيدتها ريال واحد مع انها
مشهورة بالكرم و العطف لكنها لم تكن كذلك مع ابنها و حفيدتها سمعتها باذني
تقول اومال اسيبهولها انا هتصل عليه كل شوية و اخر يوم كانت مسافرة خرجنا
للأكل في مطعم و اخذت باقي الاكل تيك اواي لابنتي لربنا تجوع و عندما ركبنا
السيارة اتخبطيت ابنتي خبطة خفيفة من زوجي ف كنت امازجها معلش ي ماما اسم
الله عليكي،، ف غصب زوجي و نهرني و شتمني و رمى الاكل علي لم تقول امه اي
شيء فقط اخدى يا حبيبي،، وصلنا المنزل وانا منهارة من البكاء صعدت سريعا لا
اريد ان يرى احد دموعي ، صعد خلفي و دعق عشان لم انتظره هو و والدته،
اخبرته ان صبري نفذ و سوف اسافر و خرجت ارتب و اكنس في منزلي لافرغ غضبي و
انا ابكي و امه تراني و تضحك هي و ابنتها على بوستات او اي شيء ضجكات عالية
جدا جدا جدا و تقول لي قولي لزوجك يحضر بانادول لخاله و دواء اخر قلتلها
انا زعلانة منه قوليله معلش انتي و ظلت تضحك ،، اتصل والدي بعد سفر والدته و
بعد ان وضحت له الصورة والدي حزن عليا كثيرا و كذلك والدتي و نهره والدي
بشدة و والدتي و قال لي لا تسافري جاولي تفهمي انتي و جوزك بعض ، حددت سفري
و لم نتحدث الا اخر يوم قبل سفري و للامانة راضاني و مجمرد ما نزلت مصر
كلامه اتغير وبدأ يقول لي انتي متوهمة انتي تكرهي امي و بتفتعلي مواقف انتي
مش طايقانا من اول الجواز والدتك السبب في كل حاجة ف قطعت معه الاتصال
والان اريد الانفصال و بدل من البحث عن المشكله من جانبهم، هو و امه و
عيلته يشتمون امي و والدي ظلما و بهتانا ، وتظهر عليها علامات غيرة أم
الزوج ان حماتي هي أم الزوج المؤذية فما هي كيفية التعامل مع أم الزوج
الخبيثة ، والدي اتصل بخال زوجي و تكلم معه بدون تفاصيل ابنتي متعبة تكلم
مع ابن اختك و انصحه و تكلم مع اختك كلنا لدينا اهل والدته ع العين و الراس
و زوجته كذلك عليه الا يخلط ف اعتذر خال زوجي و قال حقك عليا و سوف اصلح
الامور و ادار ظهره لأبي و ظل يقول عنه كلام سيء جدا حسبي الله و نعم
الوكيل انا كنت دائما اقول لزوجي لو عدت من العمل بمصاصة لابنتك ستغنيني عن
الدنيا كلها ، يا زوجي امك فوق راسي كأم ليش كزوجة ، مكانتها فوق الراس و
انا و ابنتي لا احد يشارك في مكانتنا اخبرته انا القوامة و اصلاح الامور له
و لا يرضى بالظلم لا يرضى ان اظلم اهله و لا ان أظلم من اهله و نهاية
يراني انا اكره والدته و اتوهم المواقف و اريد ان امسك اشياء عليها لاني
اكرهها وامي سيئة السمعة و هو يستاهل انه تجوزني..


مشاركة الاستشارة
الرد على الاستشارة:

نُرحِّبُ بك أُختنا الكريمة في موقع المُستشار؛ وُ نثمّنُ لكِ ثقتكِ بالموقع، ونسأل الله لكِ التَّوفيق، و الإعانَة .

نسألُ الله أن يُسهِّل أمرك، وأن يُقدِّر لك الخير، وأن يُعينك على هذه المرأة، وأن يكتُب لك كُلَّ ما فيه الخير، و الصَّلاح.

نشكُر لك حِرصك على بيَتك، و حرصَك على التَّعايش مع والدة الزَّوج، رغم ما قابلتِ من مشاكل.

حقيقةً، لا يقتصرُ الزَّواج على ارتباطٍ بين شخصين فقط، بل يَنْطوي أيضًا على تعايُش عائلتين مُختلفتين، وهذا أَمر طبيعي، وقد لا يُحالف الحظ بعض الأزواج بالالتقاء بحماة طيِّبة يُمكن أنْ يُقيموا معها علاقاتٍ جيِّدة، و مُستقرة، وهادئة، وإذا حصل هذا الأمر فلا بُدَّ من التَّفكير بحل المُشكلة، وليس بالانسحاب، أو الهرب.

تذكَّري أن حياتك مع هذا الزَّوج تحتاج إلى اهتمام أكبر، وفهم أعمق، فأنتِ عندك طفلة، وعندك مُستقبل، و البُيوت لا تخلو من المشاكل، و الحل في التفاعل مع هذه المُشكلة بإعطاءها حجمها الطَّبيعي، وعدم الانسياق وراء الاستفزازات التي لا تخدم مصلحتك.

ومن خلال رسالتك الطّويلة يتَّضح أنَّك تفصيليَّة، و حسّاسة لأيّ كلمة، ولا بُد من أن تهتمِّي بعدم الاندفاع وراء العواطف، والتَّفكير في ظاهر الكلام، وحاولي تخفيف التأثُّر بالمواقف بقدر الإمكان، ولا تُركِّزي على التَّفاصيل المُزعجة، والمؤلمة، ونسيان الماضي المُوجع، وزيادة الثّقة في النَّفس، لكي لا يتسلّل إليك الحُزن، و تستطيعين إعادة بناء حياتك من جديد.

وفيما يخُصّ زوجُك فهو يتَّصف بضعف الشخصية، وهذا الأمر يحتاج إلى علاج، وكذلك لا يحِقّ للزَّوج أن يُرضِي أُمَّه بظُلم النَّاس، فحُجَّةُ الضَّعيف أن يقُول أُريد أن أبُرَّ بأُمِّي، والبر ليس بالظلم، و البِرّ له حُدود ليس من البرِّ طاعة الوالدين في التَّدخل في الحياة الزَّوجية، وهدم البيوت، ولا يجب على الابن أن يُطيع والديه في ذلك؛ ما دام أنه لا يوجد مُبرّر شرعي، وهذا لا يُعدُّ من العقوق أو الإثم في شيء، وعليه أن يرفِق بها و يتلطَّفُ معها، و يتحايل بالحكمة في أمره بما يحقق المصلحة لنفسه وأهله بيته، وبما لا يُغْضِب والديه.

ولحل المُشكلة يجب ألا تُصادمي التيَّار مُباشرة، عليك بالمُداراة، ولا تتوقَّعي الحلَّ في وقت سريع؛ تحتاجين إلى تخطيط بعيد المدى، وانتظار لنتيجة هذا التَّخطيط، وتحتاجين أيضاً إلى صبْر فإذا كان هدفُك كسبُ الزَّوج وإعادة الحياة ستُحقِّقين ذلك   -بإذن الله-.

حافظي على بيتك، و غيِّري طريقة تعاملك مع زوجَك من جهة بالتَّجمُّل، و الطَّاعة؛ فكثرة المشاكل تُؤدي إلى هذا الأمر، ولا تُدخلي أمر أُمَّه، و تَدَخُّلَهَا في عدم طاعة زوجك، وإهمال حقوقه، وواجباته، واعلمي أَنَّها إن أساءت؛ فإنَّ الإِساءة تعُود عليها بحسناتٌ تُكتب لك عند الله سُبحانه، ولن تستطيعي أن توقفي حركةَ الزَّمن أو تُغيِّري هذا الوضع، لكنَّك تستطيعين أن تُقابلي الإساءة بالإحسان كما فعلتِ في البداية، تستطيعين أن تَحتسبي الأجْر عند الله تعالى من أجل مصلحة بنتك الصغيرة، ومن أجل سعادتَك و سعادَة زوجك أيضًا.

و امتدحي أُمَّه كي تُحِبَّك، فمهما كان الأمر من سوء فالكلمة الطيبة تُثمر دائماً، فإن أثنيتُ عليها كسبتِ أمرين مُهمًين الأول: رضا الزوج فهو يُحب أُمَّه ويرتاح عندما يسمع كلاماً طيباً فيها، و للكلمة الطَّيبة أثرٌ عميق جداً في النَّفس الإنسانية،

والأمر الآخر: أنَّك تكسيبن أُمَّه من جهتك.

و انتبهي لنُقطة مُهمَّة فأيَّ إنسان إذا قيل له والدتك سيئةُ، أو أختُك سيئة، وهكذا، فإنَّه يتضايق، حتّى لو كان سوء أمَّه معروفا لديه، فإنّ الكلام فيها مُضايق له، فأنتِ في الأساس ترفضين أن يَسُبَّ أحداً والدَك، أو والدتَك، حتى ولو كانا مُقصِّرين، فما بالك بزوجٍ ضعيف الشخصية، ويميل إلى أُمِّه من باب البِر، وقد ذكرتِ في رسالتك وقلتِ: ( أنَّ زوجي يقول: "إنِّي أكره أُمَّه" ) ، وهذا بسبب الشَّكوى منها،  لا بُد من أن تَتَودَّدي إليه بحُب أُمَّه حتى يكون هذا الحّب طريقاً لمحبَّة زوجك لك، كوني دبلوماسيَّة، لا تأخذي الأمر بتحدِّ مع أُمّه، فإذا وضعتك في مُخيلتها، و ناصبتك العداء؛ فطبيعي أن يكون عندها سند لضعف ابنها، فلا تدخلي معركة خاسرة، فالأُمّ هي الأقوى، والدبلوماسية في الحلّ هي الانتصار، فمهما طال الأمر فلن تستمر العداوة، فعندما تكسبي زوجك بحُسن التعامل فعلى المدى الطويل سيتغيَّر -بإذن الله-، وعندما تُدارين أُمَّه أيضاً ستأمنين شرها، و عداوتها ولو بتخفيف وطأة الحقد حتى تزول العداوة شيئاً فشيئاً، و رُبَّما يُغيِّر الله الحال بشيء يخُص والدته.

قد تكون شخصيَّتك قوية بعكس زوجك، ولا تُحبِّين التَّدخل في حياتك، فلا بُدَّ من التنازل مع الاحتفاظ بقُوَّتك، تنازلي لزوجك، ولا تدعي أُمَّه تُؤثر على نفسيتك، و تُحطمها، فحالتك النُفسية تغيَّرت كثيراً بسبب هذه المُشكلة، ولا بُدّ من أخذ راحة نفسية، وتغيير الجو بين الحين والآخر، والخروج من دوامة المَشاكل  بتغيير المكان و بالهدوء النفسي، وعدم التَّفكير في المشكلة ذاتها.

من المهم جدًّا أن تُحيدي لحظات الأسى، ولحظات الحُزن، فالذي يضايقك الآن هو أنك تفكرين بطريقة سلبية، تُفكِّرين في المُستقبل بعين غير راضية، زوجك لديه بعض الإيجابيات استغلِّيها في صالحك، و غُضي الطرف عن السيئات، و تصرَّفي بذكاء، وعيشي حياتك باطمئنان، وسعادة داخلية.

هذه المُشكلة  أفقدتك ثقتك بنفسك، يجب أن تعيدي الثقة بالنفس مرَّة أخرى، مُهمّ أن تقرئي عن إعادة الثِّقة بالنَّفس و التَّغلب على المصاعب.

وينبغي ألا تكرري الشكاية لزوجك، لأنها في النهاية أُمّ له، وعندما تكررين الشكاية فإنما تجددين الجراح، وهو يتألم لذلك.

ومن الأمور المُهمَّة التي يجب التَّنبه لها :
أولاً: ماأصابنا من المشاكل  هو بسبب أنفُسنا  يقول سبحانه : ( مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ )، [النساء-٧٩]، فيجب أن نصلح ما بيننا وبين الله سبحانه، ونعود إليه و نلجأ إليه.
ثانياً: لا بُد من التَّوبة إلى الله سُبحانه من المعصية، وعدم الرجوع إليها، والابتعاد عمَّا يُغضب الله -عز وجل-، فإذا تاب الإنسان من معاصيه
   فسيتغير حاله، وتزول مشكلته، يقول سبحانه : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ  , [الرعد: 11] .
ثالثا: البر بالوالدين من الأمور التي نَكسب بها رضى الله -سبحانه وتعالى-، يقول سبحانه : ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴾, [مريم: 32]،. وكما  أنَّ طاعة الوالدين من الأمور التي تجلب السعادة، ودعوة الوالدين لأبنائهم  مستجابة -بإذن الله-، فلماذا نحرم أنفسنا من هذا الخير العظيم.
رابعاً: من يبحث عن الراحة والسعادة  في حياته فلن يجدها  إلا بالعودة إلى طاعة الله، ورضوانه، يقول سُبحانه : ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾, [هود: ٣]، ويقول سبحانه ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  , [النحل: 97] .
خامساً: عليك بالصلاة، والمحافظة عليها في أوقاتها، فلها أهمية كبيرة في الرَّاحة النَّفسية، فقد كان -صلى الله وسلم- يقول: (يا بلال، أقم الصلاة، أرحنا بها)، [رواه أبو داود] ، وكان -صلىَّ الله عليه وسلم-, إذا حزبه أمر فزع إلى الصَّلاة، فالصَّلاة أمرها عظيم، ولها تأثير على من يؤديها بخُشوع وخُضوع .
سادساً: الالتجاء إلى الله بالدعاء، والتضرع له، يقول سبحانه : ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ ، [البقرة: 186]، ففي دعاء الله -سُبحانه وتعالى- تفريج للكُربات، يقول سبحانه : ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾, [يوسف: 86]، فلا نشكو لغير الله سبحانه، نشكو إليه أحزاننا و آلامنا و حوائجنا، يقول سبحانه : ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ .

خاتمة :
مامر بك أختي الكريمة؛ أمر قد قدَّره الله عليك، ويجب الرِّضا بقدر الله سُبحانه، وتعالى ويقول -صلى الله عليه وسلم-

( ذاقَ طعمَ الإيمانِ من رضيَ باللَّهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا و بمحمَّدٍ -صلَّى اللَّهُ عليه وسلم- نبيا )، [صحيح مسلم: ٣٤]. ولا بد من اليقين بأن الله سبحانه سيزيل هذا الهم، وهذا الألم، ولا بد من التوكل على الله سبحانه في كل أمر فهو المُلتجأ سُبحانه.

وعليك بكثرة الدعاء لزوجك و لأمِّه بالهداية، فالله على كل شيء قدير، وهو قادر على الإصلاح فقلوب العباد بين يديه يقلبها كيف يشاء، وقد أمر سبحانه بالدعاء ووعد بالإجابة، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، [غافر: 60]. وقال أيضاً: ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة : 186 ]. فأكثري من الدعاء لنفسك، ولزوجك، والدعاء - بإذن الله - سيُغيِّر الحال إلى الأحسن.

نسأل الله -تبارك وتعالى- لك التَّوفيق والسداد، و نسألُه -سُبحانه وتعالى- أن يسهِّل أمركِ و يُسعدَك، و يوفقَك، و يدلك على طريق الخير، والسعادة، وأن يكفيك همَّك ، وأن يُفرِّج كُربتك و يُصلِح زوجك و أمَّه، وأن يهديهم إلى الصِّراط المستقيم، والله الهادي إلى سواء السبيل.

مقال المشرف

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان، هو أمه الأخرى التي ربته ورعته وحرسته بالرجاء والأمل، هو السياج الآمن ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات