الرد على الاستشارة:
أولاً - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً سيدتي الكريمة والأم الحنونة الصابرة ؛ وأعانكِ الله على تربية أبنائك وجعلهم صالحين مصلحين نافعين لكِ ولمجتمعهم ..
ثانياً - أيتها الوالدة الفاضلة ؛بذرة الحرص والاهتمام التي في داخلك وداخل كل أم هي من روائع ما تقوم عليه الأسر من أسس مهمة بدونها تهدم حياة أسرة ويضيع أبناء فأُحيي فيكِ هذه الصفة وأتمنى أن تدوم ..حفظكم الله .
ثالثاً - سيدتي الكريمة والوالدة الفاضلة ؛ حتى نعالج أي مشكلة تدور في حياتنا بشكل أو مع أبنائنا لا بد من أن يكون هنالك ما نُجيب عليه :
هل نتف الشعر له تاريخ في العائلة، لأن الوراثة تلعب دوراً هام في الإصابة بما يُسمى " هوس نتف الشعر " ، وخصوصاً أن من تتحدثين عنه طفل في سن صغير وهل هو مستمر في هذا السلوك ؟؟
هل الوالد يعيش معكما أما أنكما منفصلان؟
إذا كنتما أسرة واحدة ، هل يشاهد ذلك الطفل طرحكما لأي مشكلة بصوت مرتفع وهو يسمع ويرى ؟
وأخيراَ : هل تم نقل الطفل لمدرسة جديدة ؟ وهل تعامل المدرسين مع الطفل جيد كطفل؟
فنحتاج لتوضيح ما يلي حتى لا تكون تلك المشكلة مبهمة أمام الحلول التي سوف تطرح -بإذن الله- :
رابعاً - إن كان ما يعاني منه طفلكِ " هوس نتف الشغر" فإنه اضطراب قد يكون مشكلة مدى الحياة وقد يكون خفيفاً يزول من تلقاء نفسه ولا يحتاج لعلاج إلا أن استمر فعليك أولا علاج مشكلة الخوف من جذورها حتى يزول ذلك الهوس من طفلكِ و-بإذن الله- ينتهي وتكون صفحة غير قابلة أن تُفتح بعد ذلك لأنها ماض مغلق .
خامساً - يافاضلة ؛ اعلم كل العلم وأثق كل الثقة بأنه لا يسهل عليكِ رؤية طفلكِ يعاني الخوف الذي يسكنه ولكن ! سوف نستعين بالله في استعانتكِ بهذه الإرشادات :
عليكِ أن تعلمي أن الخوف شعور طبيعي لدى الإنسان ولكن عندما يصل لمرحلة يشتد فيها ذلك حينها نحتاج للبحث عن السبب .
١-طفلكِ وهو في هذا السن بدأ يدرك أنه من الوارد حدوث أمر سيء ويحول ذلك تخيل يدور في ذهنه ، فلا بد من احتوائه ومحادثته وامتصاص كل منابع الخوف في داخله .
٢- الوالدان هما أهم الأشخاص في حياة الأبناء منذ ولادتهم، فلذلك تؤثر علاقتهما على الأبناء في المستقبل، وأيضاً على نظرته لنفسه والعالم فعندما يرى ويسمع الصوت العالي المزعج من أساس الأمان له هنا يبدأ جرس الخطر يرن في داخله وتقل ثقته بنفسه ويزداد الخوف الذي يسكنه ، فلذلك أرجوكِ لا داعي للصراخ وإن كان هنالك مشكلة بينكما أرجو حلها بعيداً عن الأطفال لأن نفسية الطفل تتشكل بما تراه وتسمع فلا تكونا أذى لأطفالكما .
٣- سيدتي الكريمة ؛ شجعي طفلكِ أن يعبر عن خوفه وشجعيه على تجاوزه بالحديث معه وسؤاله عن سبب خوفه ربما مر بموقف يبوح لكِ به .
٤- قبول الخوف عندما يستشعر طفلكِ قبولكِ لما يشعر به من الخوف سيساعده على تقبل مشاعره هو أيضاً ومن ثم تخطي عقبة الخوف.
٥- كوني واضحة مع طفلكِ بالحديث له عن أي سبب يحتاج لتوضيح سواء نقله لمدرسة أو أمر آخر يدور في المنزل حتى لا يحس بأنه غريب ويجبر على شيء لا يرغبه .
٦- أرجوكِ سيدتي الكريمة ؛ لا تركزي على الحديث عما يخيفه وتكرير ذلك الحديث حتى لا يتوقف عند خوفه ويعاني بعد ذلك من أمراض نفسيه مزمنة تحتاج لفترة طويلة من العلاج حفظ الله طفلكِ .
٧- تواصلي مع المدرسة تحدثي مع المعلمين بخصوص طفلكِ أخبريهم أن التعليم لا يكون بالصوت المرتفع والصراخ الصاخب وإن كان ولابد فحاولي نقل طفلكِ لمدرسة أخرى .
٨- سيدتي الغالية ؛ أخيراً : المهم كل الأهمية في شعور طفلكِ بحنانكِ احتضني طفلكِ أشعريه بدفء الأمان ، فكل ما شعر بذلك الخوف كوني له صديقة وأم وحبيبة وأخت كوني له العالم بأسره عندما يرتمي في أحضانكِ .
لا حرمكِ أبناءكِ وجعلهم قرة عينكِ وفخركِ وحفظهم الله لكِ أينما يكونوا .
هذا والله أعلم وأعلى ..جعلني الله ممن أفاد ولو بكلمة .