الرد على الاستشارة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين , نبينا محمد
الصادق الأمين وآله وأصحابه أجمعين .
بعد التوكل على الله -سبحانه وتعالى- نرد على هذه
الاستشارة بالقول :
أولا : أنا لم أتذكر
الرسالة الأولى بهذا الخصوص , وممكن الإخوة الأفاضل في هذا الموقع الموقر الإجابة
على هذا الاستفسار .
ثانيا : بناءاً على ما
تم وصفه لهذه الحالة, نعتقد أن الأعراض التي تم ذكرها ممكن إدراجها تحت مسمى :
اضطراب الهوية التفارُقي dissociative identity
disorder ، الذي كان
يسمَّى سابقًا اضطراب الشخصية المتعدِّدة، تعمل اثنتان أو أكثر من الهويَّات
بالتناوب للسيطرة داخل الشخص نفسه. ولا يمكن للشخص أيضًا أن يتذكَّر المعلومات
التي يتذكرها بسهولة عادة، مثل الأحداث اليومية أو المعلومات الشخصية المهمَّة أو
الأحداث المؤلمة أو المُركبَة.
و لعلاج هذه
الحالة , نوصي باستخدام العلاج
النفسي :
الهدفُ من علاج اضطراب الهوية التفارُقي هو دمج
الشخصيَّات في شخصيةٍ واحدة عادة. و لكنَّ هذا الدمجَ ليس ممكنًا دائمًا. وفي هذه
الحالات، يكون الهدفُ هو تحقيق تفاعلٍ متناغم بين الشخصيات التي تسمح بأداء أكثر
طبيعيَّة. ويمكن أن يخفِّف العلاج
بالعقاقير من بعض الأعراض المحدَّدة المرافقة، مثل القلق أو الاكتئاب، ولكن لا
يُؤثِّر في الاضطراب نفسه. و يعدُ
العلاجُ النفسي هو العلاج الرئيسي المستخدَم لدمج الهويَّات المختلفة.
وغالبًا ما يكون العلاجُ النفسي طويلاً، وشاقًا، ومؤلمًا
وعاطفيًا. وقد يُواجَه هؤلاء الأشخاصُ العديدَ من الأزمات العاطفية بسبب أفعال
الهويَّات واليأس الذي قد يحدث عندما يَجرِي استرجاع ذكريات صادمة في أثناء
العلاج. قد تكون عدَّة فترات من العلاج النفسي ضروريَّةً لمساعدة المرضى خلال
الأوقات العَصِيبَة، و للتعامل مع الذكريَّات المؤلمة بشكل خاص. في أثناء العلاج في
المستشفى، يتلقَّى المرضى الدعمَ باستمرار و يخضعون للمراقبة.
وتشتمل المُكَوِّناتُ الرئيسية للعلاج النفسي الفعَّال
لاضطراب الهوية التفارُقي على ما يلي :
1.
توفير وسيلة لتحقيق الاستقرار في المشاعر الشَّديدة .
2.
علاقات تفاوُضيَّة بين الهويَّات .
3.
العمل من خلال الذكريَّات الصادمة .
4.
الحماية من المزيد من الإيذاء .
5. إنشاء وتعزيز علاقة جيِّدة
بين الشخص والمعالِج .
في بعض الأحيان، يلجأ الأطباء النفسيُّون إلى استخدام
طَرق مثل :"التنويم" لمساعدة هؤلاء المرضى على تهدئة أنفسهم، وتغيير وجهة نظرهم
حول الأحداث، والإزالة التدريجيَّة لتأثيرات الذكريَّات الصادمة، والتي يَجرِي
تحمُّلها بمقادير قليلة أحيانًا. يمكن أن يساعدَ التنويم المرضى في بعض الأحيان
على تعلُّم الوصول إلى هويَّاتهم، وتسهيل التواصُل بينهم، والسيطرة على التحولات
أو الانتقال فيما بينها.
مع خالص تحياتي .
أ.د / محمد إبراهيم العبيدي / استشاري الصحة
النفسية والعلاج النفسي .