الرد على الاستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي الأم: إن سعيك للحصول على استشارة دليل وعيك وحرصك على ابنتك، ونشكرك على ثقتك في موقع المستشار، وللإجابة على استشارتك سوف أشرح لك بعض جوانب المشكلة من خلال حديثك؛ ثم أقدم لك بعض الحلول المقترحة والتي يمكنك التوسع في البحث عنها وتطبيقها من خلال المعلومات المتوفرة على الشبكة المعلوماتية المواقع المختصة الموثوقة.
أرجو منك ألا تقلقي من الكلام الذي يقال عنها، وليس كل ما يقال يكون صحيحاً، أنت ذكرت في كلامك أنها لا تستطيع تكوين صداقات مع البنات فكيف تكون شاذة أو مثلية كما يدعون، في هذه الحالة من المفترض أنها تحاول التقرب من البنات وكسب ودهم وليس الابتعاد عنهم.
ما تعانيه ابنتك ربما درجة من درجات الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي) وهو ما يسبب لها الهلع والخوف ويشعرها بالتعاسة كونها لا تستطيع التواصل مع الآخرين بنجاح.
والقلق الاجتماعي يؤدي الشعور بالخوف والقلق إلى الانعزال الذي قد يؤثر على حياة ابنتك. وقد يؤثر الضغط المفرط على علاقاتها بزميلاتها وأنشطتها الروتينية اليومية ودراستها أو غير ذلك من الأنشطة.
وعادةً يبدأ اضطراب القلق الاجتماعي في بداية مرحلة المراهقة أو منتصفها وهو ما يتوافق مع عمر ابنتك -حفظها الله-، وفي العصر الحالي حيث تطورت برامج التأهيل النفسي والاجتماعي أصبح من السهل معالجة أعراض القلق الاجتماعي والتخلص منه -بإذن الله- تعالى.
ومن أعراضه والتي ظهرت في حديثك :
1. الانعزال وصعوبة تكوين العلاقات الاجتماعية، نتيجة ضعف المهارات الاجتماعية وظهرت في قولك: ( ابنتي لا تستطيع تكوين صداقات مع البنات ) .
2. الخوف الشديد من التعامل مع الغرباء أو الحديث معهم، و تجنُّب فعل أشياء للآخرين أو الحديث معهم خوفًا من الإحراج. وظهرت في قولك: ( ابنتي اصبحت تعاني من الهلع والخوف والاحباط ) .
3. تراجع الثقة بالنفس، والحديث السلبي مع النفس وظهرت في قولك: (والاحساس بانها شخص غير مرغوب فيه ) .
4. اضطراب في التواصل البصري وظهرت في قولك: ( وايضا البنات تقول عنها أنها تنظر لهم بنظرات غير طبيعيه ) .
5. الانتحار أو محاولة الانتحار وظهرت في قولك: ( البنات تقول عنها كلام مثل انها تحاول الانتحار وتحاول اخذ جرعات ادوية زائده ) .
وقد تصاحب اضطراب القلق الاجتماعي أحيانًا مؤشرات وأعراض جسدية ، وقد تشمل: تسارُع ضربات القلب؛ صعوبة ملاحقة الأنفاس؛ الدوخة أو الدوار.
ويمكنك اتخاذ خطوات لتقليل تأثير الأعراض عن طريق طلب المساعدة مبكرًا، وقد اتخذت خطوة أولى في ذلك عن طريق طلب الاستشارة، ويمكنك التوجه لطلب المساعدة من المراكز المختصة في العلاج السلوكي المعرفي، الذي من خلالهم يتعلَّم المرضى القيامَ بما يلي :
1. استخدام طرق الاسترخاء .
2. تحديد أنماط التفكير والسُّلوك التي قد تُثير القلق أو الخوف والإحباط .
3. تعديل أنماط التفكير، واكتساب مهارات التفكير الإيجابي .
4. تعديل السُّلوك وفقًا لذلك .
والموضوع يسير -بإذن الله- تعالى، واستعيني بالله والدعاء بأن ييسر الله لابنتك الصحبة الصالحة، وعند علاج السبب الرئيسي لعدم قدرتها على تكوين صداقات يمكنك مساعدتها فيما بعد على اكتساب صداقات مبدئياً خارج نطاق المدرسة :
أ- عن طريق إشراكها في الأندية التي تقدم الأنشطة التي تتناسب مع ميولها في الرسم أو القراءة أو ممارسة رياضة معينة حيث تلتقي مع بنات من سنها وتنسجم معهم نظراً لاجتماعهم في نفس الميول والاهتمامات.
ب- كما يمكنك إشراكها في جمعيات للتطوع والاشتراك معها في نفس النشاط ومتابعتها ومساعدتها في تكوين الصداقات.
ج- يمكنك توطيد علاقتك مع معارفك الحاليين وإشراك ابنتك في بعض الأنشطة الاجتماعية معهم، وذلك بالتواصل مع الأمهات الموجودات على مجموعة أولياء الأمور على واتس آب الخاصة بمدرسة ابنتك، فقد تظهر من بينهن صديقتها المقربة الجديدة. فكري في تنظيم يوم حر أو حفلة تجتمع فيه صديقات ابنتك في منزلك، واستغليها فرصة للتعرف على الأمهات وتوسيع دوائر معارفك وصديقاتك، وبالتالي تعزيز صداقة ابنتك معهن.
د- إن اكتساب المهارات الاجتماعية يساعد ابنتك في تكوين الصداقات ويمكنك توجهينها في هذا الشأن بأن: تبادر في السلام على صديقاتها، تبتسم، تبتعد عن نقد الآخرين؛ تمتدح زميلاتها؛ تتعاون معهم في حل الواجبات والتكاليف؛ تكون محل ثقتهم ولا تفشِ أسرارهم؛ تحرص على الالتزام بالخلق الحسن ؛تقدم لهم بعض الهدايا الرمزية في المناسبات، وكل هذه المهارات سنن نبوية حث عليها الرسول -صل الله عليه وسلم- وورد فيها أنها تكسب المحبة بين الناس.