الرد على الاستشارة:
نشكرك على ثقتك في موقع المستشار. ، وأشكر لك حرصك على صحتك النفسية ، وهذا في حد ذاته دليل على قوتك ويقظتك. وأرى أن هذه جوانب قوة في شخصيتك ستمكنك من علاج مشكلتك-إن شاء الله- وبعد :
1- فلقد قرأت في استشارتك، أنك (تناولت بعض الأدوية Concerta ، و nootropics ) ، وأنك لم تجد فائدة من هذه الأدوية ولم تعد تتناولها، فمعنى ذلك أنك راجعت طبيبا نفسيا ووصف لك هذه الأدوية ، على أي حال ... هذه الأدوية توصف لمن يعاني من نقص الانتباه وفرط النشاط ( أوالنشاط الزائد)... ويبدو أنك أخذت هذه الأدوية دون علاج نفسي مصاحب للعلاج الطبي وهنا تظهر إشكالية عدم الوعي بفاعلية أدوية الطب النفسي، وأنا أنصح في مثل هذه الحالات أن يكون العلاج الطبي مصاحبا له علاج سلوكي ( العلاج النفسي) لكى يكون لهما فاعلية معا .
2- # ما العمل إذن يا دكتور ؟ #الإجابة : هي أرى تأخذ نصيحة الطبيب بأن يقلل لك جرعة هذه الأدوية بالتدريج على فترة من الزمن ، وأن يكون مصاحبا لذلك خطة علاجية نفسية ومن أهم خطوات هذه الخطة الإرشادات السلوكية التالية :
3- عالج مشكلة التواصل والحديث مع الآخرين.# كيف يا دكتور؟ #الإجابة :
أ- في البداية تحتاج أن تدرب نفسك على الحوار مع أشخاص مقربين لك مثل الإخوة ، والوالدين.
ب- حاول أن تصنع مواقف حوارية مع آخرين كأن تلقى كلمات ترحيبية معهم ، كأن تلقى جملة ترحيبة أمامهم من ذهنك.( يمكنك حفظ بعض الجمل الترحيبية لذلك الغرض ) .
ت- إن لم تستطع ذلك في الواقع أى أمام الآخرين( وجها لوجه) ، فيمكنك التدريب على ذلك وأنت وحدك كأن تتخيل أنك أمام جمع من الناس وتلقي عليهم كلمة ترحيبية أو تعريفية بنفسك ... وحاول أن تختار الجمل البسيطة السهلة ، ثم بعد ذلك يمكن تعميم ذلك مع الآخرين في الهاتف مثلا مع أشخاص مقربين لك ثم تحاول مع الأصدقاء ... وهكذا .
4- أما مشكلة الانطوائية فلك أن تعرف أن الانطوائية ليست مرضا ، وإنما هي خصائص شخصية ، فمن الناس من هو انطوائى ، ومنهم من هو العكس ( اجتماعى ) ، ومنهم من هو عصبى ومنهم من هو هادئ ....إلخ ، لكن الخطر أن تتحول هذه الانطوائية إلى عزلة شديدة وعزوف عن الناس بشكل كلي..((هنا الخطر)) . ولحل هذه المشكلة يجب أن تلبي دعوة من يدعوك إلى مناسبة ( فرح –- فسحة – تنزة ..إلخ )، وحاول أن تتعرف على أشخاص جدد ، كزملاء جدد في الدراسة أو العمل.. إلخ، وحاول أن تخرج شيئا فشيئا من البيت ..فمثلا حاول أن تمشى يوميا 10-20 دقيقة في المكان المخصص للمشي ( الممشى) ، ويمكنك أن تتعرف على أناس جدد هناك.
5- أما مشكلة التردد فهى مرتبطة بالمشكلة السابقة( الانطوائية) لكن لا تقلق يمكن التغلب على التردد بالتدريب على التوكيدية ( أكد ذاتك ) كأن تتحدث عن نفسك في مواقف سهلة وبسيطة ومألوفة مثلا في البيت – مع أصحابك في الدراسة أو العمل أو الأسرة ...إلخ ، فهذا يمهد لك توكيد نفسك في مواقف أخرى أكبر ... وهكذا .... دائما تعود أن تقول :" لا" عندما يحتاج الأمر كذلك ، ولا تتحرج من ذلك.
6- زود ثقتك بنفسك... وهنا يحتاج للتدريب أيضا. لكن لابد من أن تكون مقتنعا بنفسك أولا وأن تُعلىّ من قيمة نفسك، وألا تحقر من ذاتك وألا تقلل من نفسك. وأن تؤمن بقدراتك .
7- وانتبه أيها الأخ الكريم ؛ إلى مشاعر الاكتئاب والمشاعر السلبية المصاحبة ، فلا تستسلم لها ... فغالبا تأتي هذه المشاعر من وقت الفراغ وعدم انشغالك بما هو مفيد لك وللاخرين.... ويمكن أن تؤثر مشاعر الاكتئاب هذه على ذاكرتك وتركيزك. واعلم أن الحياة مليئة بالمبهجات وستجد السعادة في محاولاتك لإسعاد الآخرين.،
8- عليك أن تواجه المشاعر السلبية بالسلوك الإيجابي مثل التطوع وعمل الخيرات ومساعدة الآخرين فهذه الأعمال تقضي على المشاعر السلبية وستسعد نفسك والآخرون وستأتيك مشاعر الإيجابية فورا.
نقطة أخيرة : وهي أن تركز فى وجباتك على الأكل الصحى الطازج ( فواكة - أسماك - مكسرات ) فهذه المأكولات تقوى الذاكرة.
والله أسأل لك العافية .