الرد على الاستشارة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي
الفاضل ؛ نرحب بك في موقع المستشار للاستشارات الإلكترونية ، ونشكرك على ثقتك بنا،
وطلبك الاستشارة إن دل على شيء فهو يدل على رجاحة عقلك واستقامة خلقك وسعة حلمك، ونسأل الله أن يقدرنا على الأخذ بيدك و إرشادك إلى الطريق الصحيح.
وبالنظر إلى ما أسهبت به قد نعتقد أن زوجتك
تعاني من مشكلة الاتصال واضطراب الكلام وهي مشكلة لديها منذ الطفولة ولم تتم
معالجتها أو ملاحظتها وهنا لا بد من أن
تخضع إلى التشخيص من مختص حتى يتبين لك حقيقة الأمر ويتم علاج المشكلة بشكل
فعال وعلمي،
و لتعي أخي الكريم ؛ إن هناك كثيرا من الإعلاميين والسياسيين وحتى
القادة وغيرهم الكثير يخضعون لهذا العلاج كي يصلوا إلى مرحلة البلاغة و الفصاحة
التي تساهم في تعزيز جودة العمل و جودة الحياة لديهم، و عليك أن تعلم أنك حينما تكون
راضياً و محباً لشخص فإنك ترى كل المزايا و المحاسن لديه، و تتغافل عن عيوبه وعن
زلاته أو تساهم في تصحيح بعض الصفات لديه ليصل لمرحلة التميز وقد أوضحت ذلك حينما
قلت : (هي كزوجة لا يوجد عليها كلام )، وهنا سأستشهد بالشافعي -رحمة الله عليه- حين قال :
وَ عَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ ·
وَ لَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
ولقد أوضحت أنه حينما تصحح لها
تتقبل ذلك وهي على وعي بالمشكلة التي لديها وهذا جانب جيد لأنه يسهل عليك الكثير
لذلك أخي الفاضل ؛ عليك إتباع ما يلي : أولا: استعين بالله واصبر و اجعل هدفك هو زيادة
الثقة لزوجتك وعلاج المشكلة وكن لها يد العون والسند .
ثانياً: يجب تفهم مشكلة
الزوجة وعدم الضغط عليها و إحراجها ونقدها حتى تتقبل العلاج .
ثالثا: مهد قبل مناقشة
موضوع العلاج من خلال الخروج معها خارج المنزل ، وتكلم معها بحب ومودة وحينما تبدأ
الحوار تحدث عن محاسنها وجمالها ثم عن حبك لها ثم ناقش معها المشكلة وأوضح لها أنك
تريدها أن تصل إلى التميز .
رابعاً: حاول أن تخرجها و تشركها في دورات لها علاقة
بزيادة الثقة بالنفس ودورات فن الإلقاء والتحدث الفعال سوف تكسبها سلوكيات و عادات
إيجابية وتتغير نحو الأفضل .
خامساً: لابد أن تقدر الفروقات بين الناس من ناحية سلوكهم وتعاملهم مع المواقف، ولا يعتبر أن رأيهم بك و بزوجتك دوماً هو صواب .
سادساً: ولتعلم أن تغيير الآخرين ليس
بيدينا وليس بيوم أو ليله وعلينا الصبر ، ولكننا نملك أن نغير أنفسنا من خلال
الإرادة الإيجابية و نستطيع أن نؤثر على من حولنا وقد نصل إلى ما نطمح إليه.
هذا و ندعو الله -جل جلاله- أن يصلح حالك
وحال زوجتك و يسخرها لك ويجعل السعادة تملأ بيتكما ، و يجمع بينكما في خير و يرزقكما
الذرية الصالحة ، وصلى الله وسلم على أشرف خلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .