الرد على الاستشارة:
أهلا
وسهلا بك ، و نشكر و نقدر لك ثقتك لاختيارك موقع المستشار التابع لجمعية التنمية
الأسرية بالأحساء ، و نسأل الله أن يديم عليكما السكينة والاستقرار.
إن
طلبك للاستشارة فيه دلالة على وعيك وحسن التفكير و النضوج الفكري، حيث طلبك
للاستشارة من المختصين يعد دليل على حسن النظر في الأمور.
وفيما يخص شكواك بأنك
زوجة تغير عليها زوجها فأصبح صامت ولم يعد يخبرها بما يدور بينه وبين أهله من أسرار
وأحداث، مع أنك متحفظة على تلك الأسرار.
إن مما لمسته منك بأن العلاقة بينك وبين زوجك مستقرة -ولله الحمد- بشكل عام و تسودها الألفة والمودة، كما أن حفظك لأسرار زوجك هي من صفات الصالحات
يقول تعالى:
( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ) }سورة النساء الآية 34.{ ، وهذه صفة جميلة حين يجدها الزوج في زوجته كما
أن زوجك يثقك بك، ولكن اعلمي -رعاك الله- أن إخبار زوجك بأسرار وخلافات أهله فعل غير
صائب ، لعدة أمور منها :
1- إن لكل بيت
أسراره التي يجب أن يُغلق عليها داخل المنزل.
2-
قد يساء فهمها بشكل و آخر مع مرور الوقت.
3-
ربما تنتشر
بشكل و آخر بعد زمن وتحصل بذلك مشكلة بينكما.
4-
أنت أيضا لا تحبي أن تخرج أسرارك خارج المنزل حفاظاً على كينونة أسرتك وهذا حق لك ولهم.
لذلك هناك أمور لا بأس من الأخبار بها و تناقلها بينكما، كما أنه
هناك أخبار إن كان أحد الزوجين لديه خبرة بها ليقم بحل تلك الأزمة أو المشكلة فلا
بأس بإخباره عنها، ولكن ليس كل ما يحدث يجب أن يقال، كما أن سفرته مع أهله وعدم إخبارك بها ربما كان هناك خلاف بينهم ويرغبون بحله بمفردهم، فلذلك فضل زوجك عدم إقحامك
بهذه السفرة لكيلا يقع بحرج معك ومعهم، و حفاظاً على مشاعرك و عدم وضعك في موقف محرج
تصرف معك بهذا الشكل، و ربما قد يكون لديه أسباب أخرى غير ذلك.
أعي حقيقة تلك المشاعر المزعجة التي أشغلت تفكيرك، و ذلك بسبب التغير
المفاجئ الذي طرأ على زوجك و أصبح صامت،
ولكن ينبغي أن نفرق فالبداية هل أصبح صامتاً فقط عن أسرار أهله فقط ويتحدث معك عن
باقي الأمور ؟
أم أصبح صامتاً بالكلية ؟ فإن أصبح صمته فقط عن أسرار أهله فهذا شأنه
وربما له أسبابه الخاصة ولكن لعلك تتحاورين معه بشكل ودي لمعرفة سبب ذلك التغير،
فربما صدر منك أمر بغير تعمد أدى لهذا الفعل، أو ربما أيضاً أنت لا تشاركيه أسرارك
الخاصة، أو ربما أنك على العكس تخبريه بكل شاردة و واردة عن أهلك مما جعل الزوج يفضل
الصمت معتقداً أنك تخرجين أسرار أهله رغم تحفظك عليها، فهذا الفعل والتغير له سبب لذلك
الحوار هو السبيل لفهم ذلك السلوك، أما إنه أصبح الصمت في كل شأنه فهنا تكمن مشكلة
أكبر حيث الأصل في الحياة الزوجية هي تبادل أطراف الحديث بينكما، لذلك إن أول طرق
كسب الطرف الآخر وجعله يتحدث هو فن الإنصات وهي مرحلة أعلى من الاستماع، ثم إنه
عليك بعد الاستماع و الإنصات تفهم مشاعره ومشاركته
الحديث فيما يحب، كما أن الرجال عموماً عندما تمر بهم حالة تشغل بالهم وتفكيرهم
فهم يميلون إلى الصمت والعزلة، إلى أن ينتهي ذلك الأمر ثم يعود إلى حالته
الطبيعية، لذلك الحوار و النقاش البناء هو التصرف الصحيح لبناء علاقة إيجابية
بينكما كما أن اختيار وتحديد المكان والوقت المناسبين و مراعاة الحالة النفسية
و الشعورية أمر في غاية الأهمية كي يكون الحوار والنقاش بناء وهادف.
ختاماً : تذكري بأن زوجك قبل أن يصبح زوجك هو ابن لهم لذلك فلهم
خصوصيتهم، كما لك وله خصوصيتكما، كما أن لك و لأهلك خصوصيتكم، فلا ينبغي أن تتداخل
تلك الدوائر فيما بينها كي تكون العلاقة جميلة بين جميع أطراف تلك العلاقة.
و نحن هنا بخدمتكم دائماً فلا تترددوا بطلب الاستشارة،
فمستشاري موقع المستشار بين أيديكم دائماً.
ونسأل الله أن يديم عليك المودة والألفة والرحمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .