الرد على الاستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتك بكل الخير و رزقك الله الطمأنينة وراحة البال .
للأسف تهاون كثير من الناس هذه الأيام في دخول الحمو على النساء مع حرص الشرع الحنيف على كل ما يصون الأسرة وسلامة المجتمع من الفتن .
و لحديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه- مرفوعاً: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : « إياكم و الدخولَ على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أرأيتَ الحَمُو؟ قال: الحَمُو الموتُ ». و الحمو: أخو الزوج وما أشبهه من أقاربه، والمقصود بالحمو الموت، أي أن الخوف منه أكثر من غيره والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة و الخلوة بها من غير أن ينكر عليه أحد دخوله بخلاف أي رجل أجنبي.
هنا تصرفات السلفة ( زوجة أخو الزوج ), كلها طيش وعدم تقدير واحترام لمشاعر الغير لعلها صغيرة سن أو ليس لديها دراية وحنكة وخبرة بأمور الحياة ولا تقدر عواقب الأمور ، في البداية كانت تصرفاتها عفوية وهدفها كيف تجعل كل العائله تحبها و تهتم بها رغم استخدامها لوسيلة غلط وهي الرسائل و المكالمات ، وبعد شعورها بتوترك و غضبك ، والأهم غيرتك من تصرفاتها أصبحت تصرفاتها مقصودة استثارة لمشاعرك و تنغيص لحياتك وتفجير لغيرتك و الغيرة محمودة إلى حد ما . من حقك أن تغاري على زوجك ومن حقك أن توضحي وجهة نظرك ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة وفي الأخير بالجدال ولكن بالتي هي أحسن حتى تصلي إلى ما يرضيك فطالما اتصلت بزوجك و أرسلت له صورة ابنتها الرضيعة ، اتصلي بها بعد سيطرتك على نفسك وغضبك وبعد تحكمك في أعصابك لأن الهدف من الاتصال حل مشكلة وليس الوقوع في مشكلة أكبر . اشكريها على تواصلها مع زوجك و سؤالها عن ابنك المريض وأن زوجك أخبرك بذلك لأن حياتكما مبنية على الوضوح وأنه محرج من إخبارك بعدم رغبته باستقبال رسائل أو مكالمات منها ، و وضحي بأنك أيضاً لا ترغبي بوجود تواصل بينها و بين زوجك بأي وسيلة كانت و أخبريها بأنه في حالة تواصلها وإرسالها للرسائل لزوجك سوف تخبري زوجها وأبيها و ترسلي له رسائلها لزوجك (( يعني قرصة أذن مثل ما يقولون أو تهديد مبطن )) ،
و أنصحيها و وضحي لها أن هذا السلوك لا يرضي الله وفيه إيذاء لمشاعرك فيجب أن تتوقف .
ولحل المشكلة من جذورها لابد من حزم في هذا الموضوع وعدم تهاون من الأخوين ( زوجك وزوجها ) ، و بيان آثاره القريبة والبعيدة إذا استمر الوضع كما هو من حقد وكره وعداوة و تفكك عرى القرابة والرحم
و كثرة المشاكل بين الإخوة و السلايف وتشتت الأسرة بأكملها .
تحاوري مع أم زوجك أو إحدى أخواته بخصوص هذا الموضوع لترتيب اللقاءات العائلية بما يرضي الجميع وتحديد سبل التواصل بين أفراد العائلة وإذا استمر الوضع تستطيعين أن تعرضي الأمر على خالك (والدها) بكل وضوح و اطلبي منه أمرها بعدم التواصل مع زوجك بأي وسيلة كانت .
وأخيراً : عليك بالصبر لأن الصبر بدايته مرة ولكن نهايته جميلة ، وإن كان ليس من البشر فمن رب البشر .
و تغافلي عن كثير من تصرفاتها و أظهري عدم المبالاة بتصرفاتها و اهتمي بزوجك ونفسك وعائلتك الصغيرة فلا تجعلي زوجك ينظر إليك بأنك صاحبة مشاكل محبة للنكد بل اجعليه ينظر إليك وأنت في قمة الجمال والأناقة و الرضى والثقة بنفسك وبه ، واعلمي كلما أشبعتِ سمعه وبصره ومشاعره بمحبتك واهتمامك واحترامك وثقتك به كلما انعكس على حياتك بالحب والخير والسلام .