أهذا هو الاكتئاب؟
297
الاستشارة:

مرحبا
عمري 31، عزباء.
أواجه فترات من التغير المزاجي (انحسارا مزاجيا) حيث ينخفض اداء الذاكرة، انسى كثيرا من الاسماء والشخوص والأشياء التي أعرفها، التركيز منعدم لا استطيع التركيز لخمس دقائق دون ان اجد عقلي يهرب الى افكار اخرى بشكل عشوائي ويصعب ان احكم سيطرتي عليه، مزاجي سيء، انا قارئة جيدة في العادة أقرأ ما يقارب 60_80 كتابا كل عام، لكن اثناء فترات انحسار المزاج كما أسميها، لا أملك قدرة على القراءة، كما لو أن هناك بابا اغلق على نفسي التي تسعى خلف المعرفة عادة ولا سبيل لفتحه، غضب كامن بداخلي، كما تقل طاقتي على الصبر، أصبح نزقة سريعة الهياج، لا اكاد احكم فمي عن الخطا على الناس او اهانتهم، نظام نومي غير عادي، انام في اوقات النهار غالبا، 3 ساعات الى 7، انعدام الشهية شيء معتاد، في العام قبل الماضي انخفض وزني الى رقم غير مسبوق في تاريخي، لكني حاولت استجماع نفسي بدأت امارس الرياضة وبدات اكتسب الوزن بصعوبة مجددا، استطعت مؤخرا العودة الى وزني الطبيعي، بشكل عام أشعر الا فائدة من اي شيء، كل الجهود اليومية وحتى العمل الذي اقوم به لاقيمة لها، فكرة الانتحار تحوم في عقلي طوال يوم امس، لكن اعرف انني لا اقدر على ارتكابه، لا استطيع ايذاء نفسي وفكرة الألم غير محببة لدي، لكني اعرف ان نفسي خرجت عن سيطرتي، أهناك سبيل لأعود انسانة طبيعية؟

مشاركة الاستشارة
23, ديسمسائاًبر, 2022 ,11:30 مسائاً
الرد على الاستشارة:

أهلاً ومرحبا بك يا مُنيّة في موقع المستشار ، كما نشكر لك ثقتك بنا . بداية أود أن أحييّ فيك شغفك وحبك للقراءة وحب العلم، ويُقال : " القراءة هي خيوط نور نمزق بها ظلام ما نجهل " . ما مررت به منذ عشر سنوات وما زلت هو أمر صعب ومؤلم على النفس أن تتحمله، وأرى أن هناك أسباب عضوية وأسباب نفسية لتقلب المزاج والعصبية وصعوبة التحكم بالردود والانفعالات لديك، بالإضافة إلى ضعف التركيز وتشتت الذهن والنسيان كما ذكرت لنا خلال رسالتك، ومن الأسباب العضوية القولون العصبي وربما يوجد لديك ضعف إفراز الغدة الدرقية، و أنصحك بإجراء فحص للغدة الدرقية، يجعلنا مطمئنين أكثر، بالاضافة إلى فحص فيتامين (دي) وفيتامين (ب12)، فضعف هذه الفيتامينات قد يؤدي إلى الاكتئاب واضطراب في التركيز . أما الاسباب النفسية في حالتك اعتقد أن أهم سبب نفسي هو القلق ثم الاكتئاب النفسي بسبب مخلفات الماضي وربما تكون معاناة طفولة غير سعيدة أوصعوبات حياتية مع أسرتك ، أو ربما بسبب ذكريات أليمة خلال مرحلة الإعدادية وربما عانيت من التنمر أو التحرش، وأنت أعربت عن ذلك بقولك :" غضب كامن بداخلي" ، ومما لا شك فيه أن البيئة التي يسودها السلوك العدواني والأذى اللفظي والانتهاك الجسدي تؤثر على نفسية الفرد وعلى تكوين شخصيته . واعلمي أنه قد يتعرض كل منا في حياته إلى مثل هذه الأمور التي ذكرتها في رسالتك ، إلا أن هذا الأمر لا يدوم أكثر من وقت قصير، ويتحسن المزاج، ولكن الغير العادي أن نستمر في هذه الآلام النفسية دون أن نحاول أن نخرج منها . ولا أخفيك سراً أن العلاقة بين الحالة النفسية المزاجية المتوترة والقولون العصبي هي علاقة وثيقة لدى كثير من الناس، وترتبط بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب، وهذا يحدث خاصة لدى الأشخاص الحساسين أو الذين يميلون إلى الكتمان. وعليه، فإني أنصحك بالعمل بهذه الخطوات التي يمكن أن تعينك في حل المشكلة : * تغيير نمط حياتك و إدارة الوقت بصورة صحيحية مع أهمية ضبط الساعة البيوولوجية للجسم وذلك من خلال النوم ليلاً بحيث لايقل عن 8 ساعات وتجنب النوم خلال النهار، لأن الجسم يفرز هرمون مُسكن ليلاً أثناء النوم، يسمى "اندروفين" و وظيفته إعادة توازن العمليات الحيوية داخل الجسم . * التفكير الإيجابي : كوني إيجابية في تفكيرك وخياراتك و أهدافك وطموحك، واجلسي مع نفسك جلسة مصارحة، واسألي نفسك: " من أنا؟ ولماذا أعيش؟ وما هو هدفي في الحياة؟ وماذا حققت من أحلامي وطموحاتي؟ وماذا أريد أن أكون بعد 5 سنوات من الآن؟". * التفريغ النفسي : التعبيرعما بداخلك لا تكتمي، عبري أمام الشخص الأقرب إليك وتثقين به.. مع أهمية محاولة تغيير طريقة تفكيرك في المواقف المزعجة من خلال استخدام الأفكار المنطقية والتوقعات المعقولة والمنطق قد يحسن طريقة رؤيتك للحدث وتفاعلك معه. * ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية فهي مفيدة جدا لعلاج التوتر والقلق، ومن ثم علاج القولون العصبي ،مثل: ( النط على الحبل داخل المنزل ، أو المشي والجري في الهواء الطلق ... )، فقد وجد أن ممارسة الرياضة تؤدي الى إفراز مواد داخلية داخل الدماغ تؤدي إلى الشعور بالاسترخاء والهدوء وإزالة التوتر والقلق، وهذا ينتج عنه تحسن كبير في المزاج والتركيز . * تعلم أساليب الاسترخاء النفسي والذهني وطريقة التنفس الصحيح من خلال برامج على اليوتيوب. وأخيراً : أُحيلك إلى قراءة كتاب: "غيّرعاداتك تغيّر حياتك" للكاتب توم كورلي، والكتب التي تتحدث عن السير الذاتية للعظماء وكتب التطور الذاتي. وإذا كانت هذه الخطوات غير كافية لحل المشكلة ولم يحصل أي تغير بعد العمل بهذه النصائح لمدة شهر تقريباَ من المهم أن يتم الذهاب إلى معالج نفسي ليساعدك على تخطي المشكلة من خلال البوح بما تشعرين به ،الحديث أو حتى البكاء أمام شخص غريب كمعالج نفسي أمر مريح وله فائدة لك كونك لن تخاف من إصدار أي حكم عليك أو لوم أوعتاب كما يحصل أمام الأهل والأقرباء والأصدقاء.. وجلسات العلاج ممكن أن تكون بشكل حضوري أو جلسات أونلاين عبر الانترنت، فهذا أصبح متاح في جميع الدول. مع تمنياتي لك بالتفكير بإيجابية بما ستفعلين وكيف ستتابعين حياتك بعد قراءة الإجابة على استشارتك .

مقال المشرف

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان، هو أمه الأخرى التي ربته ورعته وحرسته بالرجاء والأمل، هو السياج الآمن ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات