أريد حل ، لا أريد الطلاق
192
الاستشارة:

نوع الإستشارة : أسرية
هل حصلت على استشارة : نعم
الجنس: انثى
العمر: 34
البلد: الجزائر
الترتيب بين الأبناء : مافي أطفال
عدد أفراد الأسرة : لم أرزق بعد بأولاد
مستوى الدخل : متوسط
الحالة الاجتماعية: متزوجة


نص الإستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله أستاذي الكريم أنا دلال من الجزائر متزوجة من سنة 2009 في بداية زواجي عملواي سحر التفريق وكانت هناك بعض المشاكل لاكن خفيفة ولا تأثر بعد عامين أصبحت المشاكل تزداد ولكن ليس من طرف زوجي وإنما مني كنت نكدية معه كثيرا وأسباب له المشاكل في دخوله وخروجه وذلك والله خارج عن سيطرتي لأنني كنت أندم ثم أعود لنفس المشكلة واستمرت علاقتنا ولكن زوجي أصبح يعاني من مشاكل نفسية لدرجة لم يستطع مجامعتي لمدة عامين بسبب مشكلة في الإنتصاب وأشعر أنه أصبح يكرهني ويريد الزواج من ثانية أرجوك هل من حل لهذه المشكلة وهل مرت عليك حالة مثل حالتي أنا لا أريد الطلاق أرجوك ساعدني للعثور على حل وبارك الله فيك .

مشاركة الاستشارة
الرد على الاستشارة:

نُرحِّبُ بك أُختَنَا "دلال" في موقع المُستشار؛ وُنثمّنُ لك ثقتكِ بالموقع، ونسألُ الله لك التوفيق، والإعانة. كثيراً ما تظُن الفتاة حين تُقدِم علي الزَّواج أنها مُقدمة على حياة مليئة بالسَّعادة، وتبدأ هذه الحياة دُون تأهيل نفسيِّ، ومعرفيِّ، ومهاريِّ، ولا تًعرفُ الحقوق التي عليها، ولا الواجبات تجاه شريك حياتها، ولا تدري أيضاً كيفيَّة التعامُل معه، ولا تعرف شيئاً عن فُنًون حل المشاكل؛ التي ربما تقعُ خلال مسيرة الحياة؛ والتي حتما ستقع؛ نظراً لأنَّ الزَّوج، والزَّوجة قد قَدُمَا من بيئتين مُختلفتين، لكل منهما أسلوبٌ يختلفُ في الحياة عن الآخر، كما أنَّ لكُل منهُما شخصيَّته المُستقلَّة، وعاداتُه، وتقاليدُه، ومفاهيمُه، وحين تبدأ الحياة بهذه التهيئة يحدُث الصِّدام، والنُّفُور، وتتحولُ الحياةُ إلي صراعٍ، و نزاعٍ وشِقاق ويبدأُ كُلُّ طرف في كيل الاتِّهامات للطرف الآخر؛ حتى يثبُت أنَّه الضَّحية، وأنَّه على الحق، والطرفُ الآخر على باطل. ذكرتِ في رسالتك أنَّه تَمَّ عمل سحر التَّفريق بَينَكِ وبين زوجَك، وكان لهذا العمل بعض المشاكل، وقد لا يكُون لديك دليلٌ على ماقلتِ، حيث أنَّ كثيراً ممَّا يحصُل للإنسان يتمُّ إلصاقُه بهذه الأمور، وقد تكُون الأعراض نفسيَّة، ولا دخل لها في السِّحر، ورُبّما تكون بسبب المشاكل من طرفك أنتِ، وتعتقدين أنه بَعُدَ عنك، ورُبَّما غير ذلك، فيجبُ التثبُّتَ قبل الحُكم، ويجب أن نكون مُتَيقضين لما نقول. و قد سبَّبتِ لزوجك عدداً من المشاكل النَّفسية، بسبب تعاملك السيء المستمرّ معه، وتولَّد عن ذلك مشاعر الكُره لك، ويرغب في الزًّواج بزوجة ثانية، وينتابُك النَّدم في كل مرة، ولكن للأسف تعودين مرة أُخرى، وذكرتِ أن المشاكل يومية، وتقع هذه المشاكل عند دُخوله وخُروجه من البيت، وتصرفُك هذا غير مقبول، وغير مُبرر لأي سبب من الأسباب، فالزوج يجبُ أنْ يُحترم، ويُعطى حُقوقه كاملة، فما بالك بأنَّك من سبَّبِ له مشاكل نفسيَّه؛ بسبب تصرُّفك اللّا واعي، وعلى من؟ على أقرب شخص لك… فمن أعظم مقاصد الزَّواج السكن، والاستقرار الأسري، قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾، [الروم: 21]. فالزوجة لابُدَّ أنْ تكون ملاذاً للزَّوج يأوي إليها بعد جهد كبير من أجل تحصيل لقمة العيش، ثُمَّ يَلقي في النِّهاية تعامُلاً سيئاً من زوجته التي ينبغي أنْ تتلقاه بصدر رحِب، وبوجه طلق، تعلوها الابتسامة، يجد منها أُذناً صاغية، وقلباً حانياً، وحديثاً رقيقًا. فإذا كان هذا الملاذ شائكاً، تَعكَّر المزاج، وتعدَّى تأثيره على صِحَّة الزوج بِكُلِّ جوانبها، ولابُدَّ لحل هذه المُشكلة من معرفة سبب تصرُّفك هذا، والأسباب التي أدَّت إليه؛ لاكتشاف ما إذا كان الأمر يَخُص شخصيَّتك، وطبيعتها، أو أنَّك قد تُعانين من مرضٍ نفسيّ، وفي هذه الحالة يجب العرض على طبيب نفسيّ، مُختص، أو أنّ الزَّوج قد يُعاني من ضعف في الشخصية فتسلَّطتِ عليه، أو أيَّ أمر آخر غير ذلك . فمعرفة السبب جزء كبير من الحل، هنا يجب أن نتَّخِذُ حلاً نابعاً من داخل أنفسنا، ليس حلاً بسبب أن الزوج يريد الزواج من زوجة أُخرى، وأنتِ تعرفين تماماً رأي الشَّرع في التعدُّد، وأنَّ هذا حقّ من حقوق الزَّوج، يقول سبحانه: ﴿فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ [النساء:3]، ومحاولة المنع سيُسبِّبُ لك صدمةً قوية، وقد ذكرتِ في رسالتك أنَّك لا ترغبي في الطلاق، وقد يتَّضح من صيغة طلب الاستشارة أنَّك تقرنين بين زواجه، وطلاقك، فلابُدَّ من الهدوء أولاً، والتَّخطيط لهذا الأمر، ويكون هدفك الحقيقي راحة صدرك، وسعادتك، والزواجُ من الثانية أَمرٌ قدَّره الله، والاعتراض عليه اعتراض على شرع الله سبحانه، ولا بُدَّ من رجاء الله سبحانه أن يُقدِّر الأصْلح، وأن يُعين على الصَّبر، وسوف يجعل الله لكِ فرجًا ومخرجًا يقول سبحانه في كتابه العظيم: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 19]، ويقول سبحانه:﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾، [البقرة: 216]. فالله سبحانه هو الذي يعلم مايُصلِحُنا. وها قد تداركتِ المُشكلة، وفكَّرتِ في إيجاد حل لها، وإن كان التفكير قد جاء متأخراً فلا بأس في ذلك، فعالجي وضعك، واستثمري حياتك، باهتمامك، بزوجك حتى لو لم يبدي لك أي اهتمام، فالاهتمام يتغيَّر بتغيُّر المعاملة، وإن تأخَّر؛ فيجب أن تصبري، واهتمي بنفسك، وبيتك، ولا تَدعي مجالاً لليأس بأن يوهنك، ويبعدك عن توجهك الجديد، وحاولي الاقتراب منه أكثر، وأكثر، وعليك اللجوء إلى الله سبحانه. ولا بد أن تُدركي عدَّة نقاط مُهمة في هذه المرحلة وهي أن كثير من مشاكلنا سببها هو المعاصي يقول سبحانه وتعالى: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾. [النساء: 79]، وعدد من الآيات تدُل على هذا الأمر، فأول ما يجب أن نقوم به هو التَّغيير. يقول سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾. [الرعد: 11]، فالتغيير مُهم في حياتك بشكل عامّ، وخصوصاً في هذه المرحلة، ولا بُدَّ من الاستغفار، والتَّوبه، والرُّجوع إلى الله، لأنَّنا عندما نستغفر من الذنوب، ونُكثر الاستغفار؛ يعطينا الله المتاع الحسن، ويُؤتي كُلَّ فضل فضله، يقول سبحانه:﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾. [هود:3 ]، ولابُدَّ مع ذلك من الاهتمام بالصَّلاة، وبقيَّة الأركان، والأعمال الصَّالحة. يقول سبحانه: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾. [النحل: 97]، والحياة الطيبة منها عودة الزوج، وعودة الحياة إلى طبيعتها، بسبب الأعمال الصَّالحة، والعودة لله سبحانه،. و في ذلك يقول سبحانه ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾. [الأعراف: 96]، وأشارت الآية إلى أمْرٍ مُهم وهو التقوى، وهو ترك المعاصي، وعمل الصَّالحات، ونتيجة لهذا الأمر يفتحُ الله سبحانه البركات من السَّماء، والأرض، ومن هذه البركات أنْ تعود حياتك مع زوجك إلى برّ الأمان. لا تَنْسَيْ قِراءة ورْد يوميٍّ مِن القرآن الكريم فَقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: ( اقرَؤوا سورة البقرةِ، فإنَّ أَخْذَها بركة، وتركَها حسرة، ولا تستطيعُها البَطَلَة ).[صحيح مُسلم]، بمثل هذا الأسلوب، وهذا المنهج تكسبين رضا الله سبحانَه، لاسيَّما إذا حرصتِ على كثرة الدُّعاء فإن الدعاء سهم لا يخطئ، فخصِّصِي جزءاً من دعاءَك لزوجك، لعل الله سبحانه أن يجيبَ هَذَا الدُّعاء . نتمنَّى لك التوفيق، والسعادة، والعيش برغد، وطمأنينة، وراحة بال، وتوفيق، ونسأل الله سبحانه وتعالي أن يُفرّج همَّكِ ويكشف كَربكِ، ويجمع بينكِ وبين زوجكِ في خير وعلى خير... إنه على كل شيء قدير .

مقال المشرف

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان، هو أمه الأخرى التي ربته ورعته وحرسته بالرجاء والأمل، هو السياج الآمن ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات