الرد على الاستشارة:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد الصادق الأمين .
بعد التوكل على الله -سبحانه وتعالى- نرد على هذه الاستشارة بالقول :
رغم عدم كفاية المعلومات الواردة من أجل التشخيص السليم لهذه الحالة , إلا اننا نعتقد أنها تندرج تحت اضطراب الشذوذ الجنسي (MHD) Male homosexual disorder , وهو اضطراب سلوكي له أسباب عديدة , أبرزها الاعتداءات الجنسية في الطفولة والتغيرات الهرمونية والتربية الخاطئة للأبناء .
وهذا النوع من الاضطراب يحتاج إلى بروتوكول علاجي تحت إشراف طبيب نفسي أو معالج نفسي , و نوصي بالآتي :
1. تحديد سبب هذا السلوك الشاذ والظروف البيئية والاجتماعية والعائلية المحيطة ومحاولة تعديل تلك الظروف من أجل تقويم هذا السلوك .
2. تقوية شخصية المريض عن طريق تنميتها ولفت انتباهه إلى جوانب متعددة تقوي من عزيمته على العلاج.
3. التوقف عن كل السلوكيات الشاذة المحفزة للمثلية الجنسية مثل :( ممارسة المثلية الجنسية ، وكذلك البعد عن كل المثيرات التي قد تؤدي إلى هذا السلوك ، مثل:
" التواجد منفردًا مع أحد الأشخاص أو مشاهدة مواقع الشذوذ الجنسي ") .
4. التحول إلى السلوك الجنسي الطبيعي عن طريق إحلال المشاعر الغير طبيعية بالمشاعر الطبيعية، ويتم فيه التركيز على الجنس الآخر ( أنثى )، بعلاقات من الحب والارتباط ومن ثم الزواج. ويحتاج ذلك إلى الإصرار والمثابرة .
5. التوقف عن المثلية الجنسية وتحويل هذا السلوك الشاذ إلى الجنسية الغيرية .
6. الارتقاء على المستوى النفسي والروحي .
7. دعم الهوية الجنسية الذكرية أو الأنثوية التي تساعد على تخطي الحاجز النفسي مع الجنس الآخر .
وفي البروتوكول العلاجي نوصي بالآتي :
أ- العلاج السلوكي : يرتكز على العلاقة العلاجية وهي العنصر الأساسي في العلاج خاصة أن حالات الجنسية المثلية تكون نتيجة لاضطراب العلاقة مع الأب، و يلعب المعالج دور الأب بشكل علاجي وصحي مما يساعد على العلاج خاصة في المراحل الأولى . وكذلك يتم التعرف على جميع عوامل الإثارة التي تؤدي به في النهاية إلى هذا السلوك الشاذ مثل : " التخيلات المثلية ، أو التواجد منفردًا مع أحد الأشخاص... " ، ومحاولة تفادي تلك العوامل .
ب- العلاج المعرفي : يتمثل في التركيز على الناحية الدينية والأخلاقية، وأن هذا السلوك الشاذ يمكن تغييره ببذل الجهد والمثابرة .و يكون كلًا من المريض والمعالج على علم بالنصوص الدينية المتعلقة بذلك الموضوع لتكون دفعة قوية للعلاج، وكذلك الأمراض الخطيرة
و الفتاكة التي يمكن أن يصاب بها المثلي بسبب تعدد العلاقات وعدم ممارستها في المكان الصحيح .
ت- العلاج التطهيري : وهو طريقة يتبعها المعالج مع المريض بحيث يطلب منه أن يقوم بفعل عمل خير للتطهير من العمل الشاذ ، إتباعًا للقاعدة الدينية :“ إن الحسنات يذهبن السيئات” ، وكلما زاد هذا السلوك الشاذ زاد العمل التطهيري الذي يتطلب الجهد والمشقة في تنفيذه فيتوقف عن هذا السلوك , وهو علاج مهم لتلك الفئة فنحن أمام أمر لابد من التحرك في هذا الاتجاه لتصحيح وتقويم المسار .
ث- العلاج الدوائي : على الرغم من أنه لا يوجد علاج دوائي للمثلية الجنسية إلا أنه تم استخدام بعض الأدوية مثل مانعات استرداد السيروتونين والتي تستخدم لعلاج حالات الإدمان الجنسي , وكذلك بعض أدوية الوسواس القهري باعتبار أن هذا السلوك نوع من الفعل القهري , ولكن لا يتم تناول تلك العقاقير الطبية إلا من خلال إشراف طبي متخصص .
ج- العلاج الجماعي : يعرف أيضًا بمجموعات المساندة بحيث يتواجد المريض مع مجموعات علاجية تحت إشراف الطبيب النفسي ويشجع بعضهم البعض على العلاج مع الاحتفاظ بكامل الخصوصية .
مع تمنياتي بصحة نفسية سليمة .
الأستاذ الدكتور / محمد إبراهيم العبيدي .
استشاري الصحة النفسية والعلاج النفسي .