الرد على الاستشارة:

نُرحِّبُ بكِ أُختَنا الكريمة، و نشكر لكِ ثِقتك في موقع المُستشار، و نسألُ الله أن نكون عند حُسن الظّن، وأن تجدي ما يفيدك في هذا الموقع. لم تذكري في رسالتك كم كان عُمر الزَّوج ؟ ولم تذكري أيضاً هل هو متزوج من قبل أم لا؟ وهل أنت الزوجة الثانية لديه، لأن ذلك مهم في الإجابة على هذا السؤال. عموماً فإن أسباب الضَّعف الجنسي عادةً تكون إمّا لكبر السن، أو لبعض الأمراض مثل: ( أمراض السُّكري النوع الثاني، أو أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدَّم، وأمراض الكلى، والاكتئاب، والقلق و التَّوتر، وتناول بعض الأدوية مثل :" مضادات الاكتئاب "، وشرب الكحول، وزيادة الوزن ....... إلى غير ذلك من الأسباب ). وعلى الزوج أن يعرض نفسه على طبيب ذكورة للفحص، و التَّشخيص، وعليك بالصَّبر وتكرار السُّؤال و الطَّلب دون مشاكل مع الزوج، ولا تتحدثي عن هذا الأمر لأي أحد؛ حتى لا يتم إحراج الزَّوج، ولا يتم تعكير الجو لتظهر مشكلة جديدة غير المشكلة السابقة، وقد يؤدي ذلك إلى تَغيُّر مُعاملة الزوج لك، فاحرصي على ألاَّ يخرج هذا الأمر في معالجته عنك وعنه، و تقرَّبي من زوجك أكثر، وحاولي أن تكوني محل ثقته، حتى يبوح لك بما يُعانيه، و يوضِّح لك سبب المشكلة؛ فبالهدوء، وحسن التعامل تعرفين مصدر المشكلة و تساهمان في حلها، فأهم نقطة هي أن تبدئي أولاً بالتعرُّف على أسباب هذه المشكلة، فإن معرفة الأسباب جُزءٌ مُهم من الحل. و هُناك بعض الأسباب المُعينة على حلّ المشكلة، يمكن عرضها بلطف، وهدوء، ويتم العرض في وقت مناسب وفي مكان مهيأ للمناقشة، و تتمثَّل هذه الأمور في تناول الأدوية المُعينة على هذا الأمر، و تُعد هذه من أشهر الطرق المستخدمة في علاج الضعف الجنسي، وإن لم تجدي فعاليَّة هذه الطريقة فإنه يمكن البدء في عمليات التدعيم وعمل بعض العمليات لعلاج المشكلة، وتكون لدى طبيب مختص، وإذا كان هناك توتر نفسي، أو قلق، أو ضغط عصبي يساهم كثيراً في هذه المشكلة؛ فيمكن في هذه الحالة العلاج عن طريق الطِّب النفسي، فربما كان هذا الفتور لأمرٍ خارجٍ عن إرادته، فيحتاج إلى عرض نفسه على طبيب نفسي مُتخصِّص. وفيما يخص قصر العضو التناسلي فلابد من استشارة طبيب مختص في ذلك. وموضوع عدم التزامه بصلاته فالأمر و النُّصح يجب أن يكون بطريقة سليمة، و مُتدرجة؛ حيث أن النَّفس تأنف الأمر و النَّهي، ولا تُريد أحداً أن يأمُرها، فمن الأمور التي تطيب بها النَّفس أن تُصلِّي عند حضوره حتى يتعوّد على أن يراك دائماً مصليّة، فيتأثر من ذلك، و امتدحيه بالأمور التي يتميز بها، ولابد من المبالغة في إكرامه، وبره وطاعته والإحسان إليه حتى يتعلَّق بك، ويعرف فضل الدِّين وتأثير الدِّين عليه، وعند ذلك سيكون هذا الشيء دافع له، و التدرُّج في الصلاة فأولاً يتم الصلاة في البيت، ولا بأس بأن تطلبي منه أن يؤمك للصلاة، وإذا كان هناك أحداً يثقُ فيه فرُبَّما تعرضي عليه أن ينصحه برفق، ومن أعظم الأمور و أهمها في حياة المسلم المحافظة على الصلاة، فهي دليل الإيمان والتقوى، والخوف من الله، فمتى ما كان الشخص محافظاً على صلاته، و مهتماً بأدائها؛ فهذا دليل على وعية، وحبه لله سبحانه، وإذا لم يلتزم بهذا الأمر فلا بد من تذكيره بأهمية هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، فالله -عز وجل- قد توعد الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها فقال جل شأنه: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: ٥٩]. والغي: وادٍ في جهنم، عافانا الله من ذلك. وقال سبحانه: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * ﴾ [الماعون: ٤ -٥]. فلا بد بعد المحاولات المتعددة من تحذير الزوج من التهاون في الصلاة فإن عاد وتاب إلى الله فبها و نعمة ، وإلا فمن كان لدين الله مضيعاً فهو لما سواه أشد تضييعاً. عليكِ بالدُّعاء، واعلمي أنَّ الدعاء مُستجاب -بإذن الله- قال تعالى: ﴿ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة : 186 ]. ويقول سبحانه ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر : 60 ]. فأكثري من الدعاء لزوجك، وادعي لنفسك بالصبر، ومع والدعاء سيتغير الحال - بإذن الله – إلى الأحسن. نسأل الله -تبارك وتعالى- لك التوفيق والسداد، ونسأله سبحانه وتعالى أن يسهِّل أمركِ و يُسعدَك، و يوفقَك لما يرضي زوجك، و يهديه إلى طريق الصواب، وأن يدلك على طريق الخير، والسعادة، والله الهادي إلى سواء السبيل.