الرد على الاستشارة:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد الصادق الأمين .
وبعد التوكل على الله -سبحانه وتعالى والاستعانة به- , نرد على هذه الاستشارة التالية :
رغم عدم كفاية المعلومات اللازمة لتشخيص الحالة , إلا أننا نعتقد أنها تقع ضمن اضطراب الوساوس القهرية للكمبيوتر disorder (OCD) .
لأنه يصعب أحيانًا تشخيص اضطراب الوسواس القهري لأن الأعراض يمكن أن تكون مشابهة لأعراض اضطراب الشخصية الوُسواسيَّة أو اضطرابات القلق أو الاكتئاب أو الفصام أو اضطرابات الصحة النفسية الأخرى. ومن الممكن أن تتعرض لكل من اضطراب الوسواس القهري واضطراب آخر في الصحة النفسية في الوقت نفسه.
ولهذه الحالة , نقترح التوصيات العلاجية التالية :
العلاجان الرئيسيان لاضطراب الوسواس القهري هما :
( العلاج النفسي ، والأدوية) ، و غالبًا ما يكون العلاج أكثر فاعلية عند الجمع بين هذين النوعين من العلاج.
العلاج النفسي :
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) - : وهو أحد أنواع العلاج النفسي - خيار فعال للعديد من الأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري. ينطوي التعرض ومنع الاستجابة (ERP) - أحد عناصر العلاج السلوكي المعرفي - على تعريضك تدريجيًا لعنصر مخيف أو وسواس ما - مثل الأوساخ – أو (العادة السرية)
و تعريفك بوسائل مقاومة الرغبة في القيام بطقوسك القهرية. يتطلب التعرض ومنع الاستجابة جهدًا وممارسة، لكن بمجرد أن تتعلم كيفية إدارة الوساوس والدوافع القهرية لديك فسيصبح بإمكانك الاستمتاع بنوعية حياة أفضل.
الأدوية :
تستطيع بعض الأدوية النفسية المساعدة في السيطرة على الهواجس و الأفعال القهرية لاضطراب الوسواس القهري, لكن الأكثر شيوعًا هو تجربة مضادات الاكتئاب أولاً. من مضادات الاكتئاب المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لمعالجة اضطراب الوسواس القهري ما يلي :
· كلوميبرامين (أنافرانيل) للبالغين و للأطفال من عمر 10 أعوام فأكثر .
· فلوكسيتين (بروزاك) للبالغين و للأطفال من عمر 7 أعوام فأكثر .
· فلوفوكسامين للبالغين و للأطفال من عمر 8 أعوام فأكثر .
· باروكسيتين (باكسيل، بيكسيفا) للبالغين فقط .
· سيرترالين (زولوفت) للبالغين و للأطفال من عمر 6 أعوام فأكثر .
لكن قد يصف الطبيب أدوية نفسية ومضادات اكتئاب أخرى. وفي كل الأحوال لا يجوز تناول أي دواء إلا بعد تصريح رسمي من طبيب متخصص وبعد تشخيص دقيق. لأنه توجد بعض الأمور من الضرورة بمكان مناقشتها مع الطبيب , ومنها :
· اختيار دواء. بصفة عامة، يكون الهدف هو السيطرة الفعالة على الأعراض بأقل جرعة ممكنة. ومن غير المعتاد تجربة العديد من الأدوية قبل العثور على دواء فعال. قد يوصي طبيبك بأكثر من دواء واحد للسيطرة الفعالة على الأعراض. يمكن أن تستغرق ملاحظة تحسن الأعراض من أسابيع إلى شهور بعد بدء تناول الدواء.
· الآثار الجانبية. جميع أدوية الأمراض النفسية لها آثار جانبية محتملة. تحدث مع طبيبكَ بشأن الآثار الجانبية المحتملة وعن أي متابعة صحية لازمة أثناء تناول أدوية الأمراض النفسية. وأخبر طبيبكَ إذا شعرت بأي آثار جانبية.
· خطر الانتحار. معظم مضادات الاكتئاب آمنة بشكلٍ عام، لكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تشترط أن تحمل جميع مضادات الاكتئاب تحذيرات المربع الأسود، وهي أشد تحذيرات للوصفات الطبية. في بعض الحالات، قد تزداد الأفكار أو السلوكيات الانتحارية لدى الأطفال والمراهقين و اليافعين تحت 25 عامًا عند تناول مضادات الاكتئاب، خاصةً خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد بدء تناولها أو عند تغيير الجرعة. إذا راودتك أفكار انتحارية، فاتصل بطبيبك على الفور أو اطلب مساعدة الطوارئ. وضع في حسبانك أن مضادات الاكتئاب ستجد على الأرجح من التفكير في الانتحار على المدى الطويل بتحسين الحالة المزاجية.
· التفاعلات مع المواد الأخرى. عند تناول دواء مضاد للاكتئاب، أخبر طبيبك عن أي أدوية أخرى تُصرف بوصفة طبية أو أدوية متاحة دون وصفة طبية أو أعشاب أو أي مكمِّلات غذائية أخرى تتناولها. قد تقلل بعض مضادات الاكتئاب من فعالية بعض الأدوية الأخرى وتسبب ردود فعل خطرة عند تناولها مع بعض الأدوية أو المكمِّلات الغذائية العشبية.
· التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب. مضادات الاكتئاب ليست مسببة للإدمان، ولكن أحيانًا يمكن أن تؤدي إلى الاعتماد الجسدي (الذي يختلف عن الإدمان). لذلك يمكن أن يسبِّب التوقف عن العلاج بمضادات الاكتئاب فجأة أو تفويت العديد من الجرعات أعراضًا مثل :" أعراض الامتناع عن التعاطي، ويسمى أحيانًا متلازمة الانقطاع ". لا تتوقف عن تناول أدويتك دون التحدث إلى طبيبك، حتى إذا كنت تشعر بتحسُّن — فقد يكون لديك انتكاس لأعراض اضطراب الوسواس القهري. تعاوَن مع طبيبك لتخفيض الجرعة تدريجيًا وبطريقة آمنة.
نتمنى لكم صحة نفسية وجسدية سليمة .
مع خالص تحياتي
البروفيسور الدكتور / محمد إبراهيم محمود العبيدي .
استشاري الصحة النفسية والعلاج النفسي