أنا نادمة جدا
248
الاستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله
انا ياشيخي متزوجة منذ 7 سنوات عمري الآن 25 سنة انا وزوجي نحب بعضنا الآخر ولكن لدينا مشاكل كثيرة و انا أعترف بأني عندما أكون حائض لا أستطيع السيطرة على انفعالاتي وأصبح انسانة أخرى أصبح أصرخ وأشتم وأوصل لمرحلة هستيرية ولكن بطبيعة الحال انا لست كذلك أبداً فقط عندما اكون حائض وزوجي يجعلني أفعل هذا لأنه يحسسني بأن لا قيمة لي عنده وانه يفضل أهله ووالدته علي ويقول لي " صرمايتهم براسك " وأمي تسواك وماإلى ذلك
وانا لااستطيع أن أضبط نفسي وأرد عليه مثلما يقول لي وأنا نادمة جدا على ردّي بوجهه
ثم وقال لي بأني طالق ثلاثة مرات عندما تأتي الجنسيات لأطفالي فأنا أكون طالق منه .عندي ثلاثة أطفال ونحن بدولة غربية ومقدمين على جنسيات لأطفالنا يعني بحدود كم شهر رح توصل الجنسيات فهل يقع طلاقه ياشيخ؟
قام بهجري اليوم اصبح له ثلاثة أيام لايأتي الى البيت حتى يأتي وقت النوم ويذهب إلى غرفة ثانية ينام فيها لاأعلم ماذا أفعل ذهبت إليه مرة لكي أصالحه ولكنه ردّني ردّاً قاسياً وصرخ صرخ علي وقال معد ترجعيلي لو تصيريلي سجادة وتنداسي وانا ياشيخ كرامتي مكسرة وقلبي مكسور واشعر بالإهانة والخذلان ولاأعلم ماذا أفعل
هل أنفصل عنه أذهب إلى أهلي من فضلك قول لي ماذا أفعل انا بحالة مزرية ويائسة

مشاركة الاستشارة
الرد على الاستشارة:

الرد على الاستشارة: نُرحِّبُ بِكِ أُختَنا الكريمة، ونشكُرُ لكَ ثِقتَكِ في موقع المُستشار، ونسألُ الله أن نكون عندَ حُسن الظّن في تقديم مايسُرُّك، ويُفيدُك، وأن تَجِدي بُغيتك. إذا كان الأب يُعاني من النَّرجسيَّة، فَيجبُ فهم أنَّ سُلوكه ليس من اختياره، على الرغم من أنَّه تصرفاته المُتعبة تثير لك للمشاكل في حياتك، فلابُد من معرفة بعض الأمور المُهمَّة لتجاوز هذه المُشكلة، وقبل أن نتكلم في هذه الأُمور، لابد من الابتعاد عن المقاطعة نهائياً والعودة للبيت؛ لأنّك ذكرتي في رسالتك آثار هذه المُقاطعة النَّفسية، والجسديَّة، وغير ذلك، فلابُد من العودة، والبِرّ به، لأنَّك مأمورة بطاعة والديك، إلا في معصية، وهو الآن في مقام المريض فلابُدَّ من الوقوف معه؛ مع عدم التأثر بما يقول، و عدم افتقاد الثِّقة في النفس، ولابُدَّ من التوازن في كُل شيء. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: 36]، وكذلك: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]. فقرن سبحانه بين عبادته وطاعة الوالدين، وهذا أمر عظيم، بل قرن الله - عز وجل - في كتابه الكريم شكر الوالدين بشكره سبحانه، فقال عز من قائل -: ﴿ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]، وللوالدين حقوق ومن حقوقهما التواضع لهما وخفض الجناح؛ قال الله تعالى: ﴿ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]. لا تقطعي الصلة به تماماً، ولكن من الأفضل أيضاً عدم الجلوس معه بصورة منتظمة وأن تكون مدة الجلسات قصيرة، وخُذي منه فقط القدر الذي لا يضُرِّك، ودرِّبي نَفسك على هذا الأمر، و ستجدين نفسك في حالة أحسن، وستنجحين بإذن الله في هذه التجربة رويدا رويدا، واعلمي أنَّ من يتَّق الله يجعل له مخرجا. ومعرفة التَّعامُل مع هذه الشَّخصية يَحمِلُ نسبةً كبيرةً من الحلّ، و طالما أنك تتمتَّعين بقدر عالي من الوعي؛ فثقي تماماً بأنك ستتخطَّىن ذلك الاختبار الصعب، وبدون يأس. ومن هذه الأمور : ١- إذا كان ماذكرتيه عن أباك أنه نرجسيّ فعلاً، وحقيقة ، فما يقوله عنك لا يتعلَّقُ بكِ أنتي، هي فقط إسقاطات لما يعشيه في داخله عليك، و بعد تَفهٌّم ذلك ستكون كلماته أقل أثراً، ولابد أن تدركي أن سُلوكَه ليس طبيعيَّاً، ومن الصَّعب الانتصار عليه لأنه يُحب أن يَشعُر هو بالسَّيطرة، وعدم تقديم التنازلات. فلا بُد من تجاهل بعض تصرُّفاته ومحاولاته التي قد تُشعرك بالألم والقسوة. ٢- تقليل سقف التَّوقعات في التَّعامل مع الأب، للحدّ من الإحباط، وعدم حُصول المزيد من خيبات الأمل، فالتوقعات التي تحملينها؛ وتتمنين أن تحققينها بإذن الله ستتم ولكن تحتاجين إلى وقت، وهدوء، وصبر. ٣-الاستجابة بهدوء للأشياء التي قد يطلُبها الأب، لأنه غالباً ما سيكون انفعاليًا وسريع الغضب، وحتى لو لم تُنفَّذ الأوامر، لابد من الانسحاب بهدوء، وامتصاص الغضب، وإعطاء بعض الكلام الجميل والهروب من الموقف بذكاء. ٤- قد يكون من الأفضل الحفاظ على مسافة بينك وبين والدك، لدرء بعض المصادمات المتوقعة، أو التدخلات الغير مقصودة. ٥- النَّرجسي تطلُّعاته غير محدودة، و تتأصَّل به صفة الكمالية، وقد يُعاملك كامتداد له و قد يقتُل استقلاليتكِ، فهو يُريد تحقيق التَّطلعات اللانهائية عن طريقك أنت، وقد يكون في أعماقه أنه مهتمّ بأبنائه، وهو شخص حسَّاس، إذن في هذه الحال هو يحتاج إلى العاطفة والاهتمام؛ و لكن ماذا إن لم تكن أحلامك تتوافق مع ما يُريد؟! ببساطة افعلي ما تؤمنين به، طالما أنَّ ذلك لا يعني عدم احترامه أو إلغاء وجوده. ٦- حينما يُقارُنك بالآخرين لا تحزني و لا تُصدِقي أنَّك إنسانة سيِّئة ، فالأمر لا يتعلَّقُ بك ، الأمر يتعلق بمشكلة خارجك أنت تماماً، ولابُدَّ من التَّأكيد على هويتك وثقتَك بنفسك بناءً على ما تعرفينه عن نفسك، وليس بناءً على كلامه الذي لا صحة له. ٧- لقد افتقدتي منه المحبة و الدعم و التشجيع، ولكن ابحثي عن تلك الأشياء بداخلك أولاً، و من ثم في دائرة أخوتك و أصدقائك، ومن حولك ممن يحترمونك، ويقدرون شخصيتك. ٨- تجنبي الأحاديث التي تُسبب خلافات حادَّة ، تجنباً للمشاكل، و تجنباً لغضبه، لأنك إذا كنتي تظنن أن النقاش سيؤدي إلى تَفَهُّم وجهة نظرك فأنت خاطئة ، فهو يرى أنه الوحيد الذي يُفكر بشكل صائب. ٩- فكري في الزواج وإعفاف نفسك بطريقة لايكون فيها تحييد لأي طرف من أسرتك وبهدوء، وحاولي تدخل العقلاء من أفراد أُسرتك لحل هذه المشكلة. وفيما يخص حالتك الآن فأنت واقعة في صراع عميق ما بين غضبك عن مواقف والدك مع الأسرة كاملة، وما بين بره ووجوب احترامه، وتقديره، وهذه المشكلة يجب النظر إلى والدك كإنسان، ربما عانى هو الآخر كثيراً في حياته حتى وصل إلى تلك المرحلة، رُبَّما عانى الإهمال في الماضي، رُبَّما لم يجد من يُحبُّه بصدق ، ربما ظُلِمَ في نشأته و تربيته، ولم يجد من يوجهه التَّوجيه الصحيح؛ فحينما تفكرين بهذه الفكرة سيخفف هذا قليلاً من آلامك و يجعلك أقلَّ غضباً، و احذري أن تعامليه بسوء فتقعين في دائرة العقوق، فكوني مُحسنة له ولوالدتك، وحينما ترينه هادئاً اجلسي معه و اطلبي منه أن يتحدث هو عن نفسه، أو عن قصصه في الطُّفولة، و تجاربه في الحياة، استمعي له ربما سيشعر بأن هناك من يهتم به ، أعطيه شعوراً بالأمان بأنك لن تتركينه، كوني بجانبه في حالات الهدوء، والامتداح، اسمعيه مايحب وابتعدي عن مايكره. تقربي إلى الله وادعيه سبحانه في أوقات الاستجابة، فلديك فُرصاً عظيمة في ذلك خمس مرَّات في اليوم في الصلوات ما بين الأذان، والإقامة، والثلث الأخير من الليل، ثقي في الرحمن وادعيه وسيأخذ بيدك سبحانه إلى الطَّريق الصحيح.. ومهم أنْ تَعْلَمَي أنّ الأملَ يبقى رغم قسوة الظّروف، وأنَّ الأهداف تبقى ثابتةً مهما واجهنا من تحدّيات، ولا بُد أن تُخَطَّطي لجميع أمورك، وأن تكونَ خُطتكَ واضحة، ولا بُدَّ أن تَعْلَمي أنَّ كُلَّ شيئ يتغيَّر فلا تحملين في صدرك أي توقعات سيئة عن والدك، فالأمور تتغيَّر، والحياة تتبدل والأمل ليس له حدود. ولابد من الاهتمام بحالتك النفسية ومعالجتها، فالقلق والخوف الذي عشتيه سبَّبَ لك بعضَ الأمراض التي كُنتي في غِنى عنها، وإذا كان لهذه المشكلة أثر نفسي متعب يمكنك الاستعانة بطبيب نفسي يساعدك في تقليل نسبة الألم النفسي ويخفف من عبئ هذه المُشكلة. ومهم أن تُقوِّين الأعمال القلبية لتُقوِّين علاقتك بالله سبحانه وتعالى؛ مثل التوكل، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: ٣]، ومعنى ذلك أنَّ من توكَّل على ربِّه في أمر دينه ودنياه، وطاعة والديه، فإن الله سبحانه سَيُسهِّل أمره ويُيَسِّره. وكذلك التقوى: وهي الابتعاد عن المعاصي وعمل الحسنات فيقول الله سبحانه عن ذلك:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، فتقوى الله سبحانه تعطيك مخرجاً للمشكلة التي تعيشينها حالياً، وإضافة لذلك يرزقك الله سبحانه من حيث لاتحتسبين. ومن الأمور المهمة أن تُشاركَي في بعض الأنشطةٍ التي تُساعدك على الاندماج في مُجتمعك، وأن تُشاركي مثلا في الدورات التي تحتاجين إليها، مثل كيفية التعامل مع المُحيطين بك، أو أنْ تنخرِطي في بعض الأنشطة التَّطوّعية، فهذا مما يعين على إرضاء النفس، وقهر الصُّعوبات التي تحيط بك. لابُد أن تبدئي بالتغيير في حياتك، حيث أن التغيير له أهميته كبيرة في حل مشكلتك الحالية، قد نعجز عن تغيير غيرنا لكنَّنا نملك أن نُغَيِّرَ أنفسنا لنتصرَّفَ بطريقة نصل بها لما نريده معهم، أو نوصل لهم ما نريده نحن، وهذه قاعدة مهمة، يقول الله سبحانه: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد:11]،. فعند طلب التغيير في الحياة لابد أن نُغيِّر ما بأنفسنا ونُعيد بناء حياتنا على مايُرضي الله سبحانه، وإذا علمنا أن ما أصابنا من أنفسنا فيجب أن نبدأ في التغيير والعودة إلى الله. يقول سبحانه ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَة فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾، [النساء79]،. فكونِي قريبة منَ الله ليكون الله معكِ، وثقي فيه سبحانه، ولا تَمَلّي طرْق بابه، واللجوء له، تجنبي المعاصي وتوبي منها، حافظي على الصلوات، وبقية العبادات، فلها أثر كبير في إصلاح الأسرة كاملة، وحل هذه المشكلة خاصَّة، يقول سبحانه ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ [طه: 132]،. والرزق ليس بالمال فقط بل في كل جوانب الحياة ومنها صلاح الأب وحل مشكلته، وللصلاة أثر إيجابي على الأسرة بشكل عام. ومن الأمور التي تُعينك على المُضي قُدماً أن تسْتشعري الأمور الطَّيبة، والَّتي تبعث على الأمل، وأن تَستمْتِعَي بها، وأن تُبعِدي تفكيرك عن الأشياء السيئة حيث أنَّ الإنسان يعيش بما يُفكر فيه... فإذا عشتي اللحظات الطَّيبة فإنك تستمتعين بها، وإذا عشتي اللحظات السيئة فإنها تُسبِّب لكِ الهمَّ، والقلق، والتَّعب، فعيشي حياتك مُستمتعة، مبتعدة عن منغِّصات الحياة. كما ذكرنا سابقاً الثِّقة بالنفس أمر مهم، و الثِّقة بأن الله سيغيرك إلى الأفضل؛ مطلوبة وعند التَّغيير ستعيدين بناء حياتك من جديد، وتعود المياه لمجاريها، فعند الإحساس بعدم الثقة نقوم بتغليب عدم حل المشكلة ونعتقد عدم تغيرها ثم نُنْهي حياتنا الاجتماعية على مبدأ أن التَّغير لن يتم، وهذا خطأ يجب أن ننتبه له. قومي بعدد من الحلول الجزئية، ولا تتركي المشكلة برمتها، فخلال مشكلتك هذه حاولي في عدد من الحلول الجزئية التي من شأنها حل المشكلة، عاملي والدتك بأسلوب لطيف وجميل لاتُشعرينها بأنها مخطئة، أعطيها الكلمات التي تنتظرها من والدك، ادعميها بالعاطفة الجيَّاشة التي افتقدها من والدك، أنيري دربها، بعدما تثق فيك أمك سوف تتعامل معك بصدق، وتثق في كلماتك، وكوني أنتي وأمك عوناً لوالدك في الخروج من هذه المشكلة. لا تنسي قراءة ورد يومي من القرآن الكريم فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اقرَؤوا سورة البقرةِ، فإنَّ أَخْذَها بركة، وتركَها حسرة، ولا تستطيعُها البَطَلَة)[صحيح مسلم]،. والقرآن كله بركة. اشغلي نفسكِ ببقيَّة الأمور المهمَّة، مثل برِّكِ بوالديكِ، وتطويركِ لنفسكِ أيضًا، فالحياة لا يجب أن تتوقَّفَ عند مشكلة يمكن حلها، ونظرتنا لأنفسنا أو احترامنا لها لا يكون من خلال أعين الآخرين؛ بل ينبع مِن داخل أنفسنا، وتطويرنا لها وتغييرنا لطريقة حياتنا. احرصي على كثرة الدعاء فإن الدعاء سهم لا يخطئ، وخصِّصي جزءاً من دعاءك لوالديك، لعل الله سبحانه أن يجيب هذا الدعاء. ختاماً: نسأل الله أن يُبارك فيك، وأن يحفظك من كُلِّ مكروه، وأن يُسعدك في حياتك مع والديك وأن يُزوجك الزًَوج الصالح. و نسأل الله-سبحانه- أن يُوفقك، ويشرحَ صدركَ لِكُلِّ خير، ويُسعدك في حياتك، إنَّه سميع مُجيب.

الرد على الاستشارة:

نُرحِّبُ بِكِ أُختَنا الكريمة، و نشكُرُ لكَ ثِقتَكِ في موقع المُستشار، و نسألُ الله أن نكون عندَ حُسن الظّن في تقديم ما يسُرُّك، و يُفيدُك، وأن تَجِدي بُغيتك. موضُوعك أُخْتي الكريمة ؛ من شقين : الأول: فيما يخُصّ أمر و فتاوى الطَّلاق لابُدَّ من سؤال الُمختصين في هذا المجال، و يُمكنك تحميل تطبيق (اسألني) التَّابع للرِّئاسة العامَّة للبُحوث و الافتاء في المملكة العربية السُّعودية، وكتابة سؤالك عن الطَّلاق في هذا البرنامج و سيتمُّ الرَّد عليك بإذن الله. الثاني: فيما يخُُصُّ مشكلتك الحاليَّة مع زوجك، ذكرتِ في بداية رسالتك أنَّك و زوجَك تحبان بعضَكما البعض، والمحبَّة موجودة بينكما، فهذا الأمر -بإذن الله- سيُسهِّلُ أمر الحل، ويزيد من فرصة الرُّجوع بَينكما وبما أن المُشكلة لها أيَّام بسيطة فسوف يفرجها الله سُبحانه؛ ولكن لابُدَّ من الانتباه لبعض الأُمور المهمَّة وتطبيقها : * حاولي التودُّد إلى الزوج، و التقرُّب له بما تعتقدين أنَّه يُؤثر فيه، و يرضيه، ولا تيأسي من ردّه القاسي عليك في أوَّل وهلة، فالُمحاولة لابُدَّ أن تَتكرَّر بدون يأس، والمصلحة لك ولزوجك فوق كلِّ خيار - خاصَّة أنَّ لديكما ثلاثة أبناء- وربما يفتقدون الحنان من أمهم، ويعيشون عيشة مُتعبة في ابتعادك عنهم، وعندما تُحل المشكلة ويتم القرب لابد من المُلاطفة، والمدح، والثناء، والابتعاد عن المناقشة أثناء الغضب، وإذا حدث مثل ذلك لابُدّ من الانسحاب فوراً عند بداية أي خلاف. والزوج دائماً يبحث عمن يشبع لديه الحُب، ويحتاج إلى الملاطفة، و يفضِّل أُنوثة المرأة على جدالها، و نقاشها، وعصبيَّتها، و غضبها؛ فحاولي التَّقرب منه أكثر، و أعطه حقوقه، و عامليه بلُطف، و تلطَّفي بالألفاظ، والمشاعر، والأحاسيس، و أشبعي رغبته فيما يحتاج، و أشبعي كلّ احتياجاته تجديه ينجذب إليك؛ فالمرأة اللّبيبة، العاقلة لديها من المشاعر والعواطف والأساليب المؤثرة على زوجها الشيء الكثير، و الرَّجل يتأثر بالمشاعر والعواطف أكثر من تأثره بالجدال والنقاش؛ فحاولي تغيير طريقة نقاشك معه، و اكسبيه بالأسلوب العاطفي، و بمشاعرك الجياشة؛ وستجدين منه انقياداً و تأثراً، كما أنّ إشعارك له بالحنان و الحُب، والعطف، والاحترام، كرجل مهما صدر منه؛ سيدفعه إلى التغير في تعامله، والابتعاد عما يُثير القلق لديك. ومهم جداً عند حصول العذر الشرعي أن تحاولي الابتعاد عن مواطن الخلاف والانسحاب بهدوء، وبدون خلق أيَّ مشاكل تؤدي إلى إساءات أكثر، وعدم الفهم لما في داخلك من مشاعر. * وبالنسبة لما تمرّين به من مَشاعر، و أحاسيسَ ُمؤلمة، من طبيعة تعامل زوجك معك، فالحياة الزوجية ليست خالية من المشاكل، وليست صافية لأحد، فلو صفت لأحد لصفت لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ، فقد كانت حياته نِبراساً لنا، وتعامله مع مشاكله الزوجيّة موجهة لنا في كل جوانب حياتنا الزوجية، يقول الله سبحانه : ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ ] الروم :21 [ ، والمودة والرحمة بين الزوجين هي أساس التعامل في هذه الحياة ، و زوجك ليس محقاً أبداً في تعامله معك بالشتم والسباب، ولا في المقارنات السلبية والاتهام و التفضيل بينك وبين غيرك، ولكن قد يكون الأثر العكسي على ما قمتِ به ومحاولة كبح الجماح، والرد السريع و الموجع، هي من جراء عدم سيطرتك على انفعالاتك بالسب، والشتم، و الهيستيريا التي ذكرتها في رسالتك السَّابقة. فاحتواء الموقف حالياً من أهمّْ الأمور التي يجب أن تقومي بها. * لابد من التركيز على الجوانب الإيجابيّة في زوجك، وعدم التركيز على الجوانب السلبية، وعدم الاستسلام لليأس والإحباط، لأن الَّسلبية ستزيد حياتك تعقيداً. * وطبيعة الرَّجل دائماً عندما تتأمّليها ستجدين أنه يحمل طباعاً مختلفةً عن طِباعك، فقد خلقه الله وأعطاه القوة والجدية و العقلانيّة ، وستجدين أنَّ العاطفة لا تشغل حيزاً كبيراً مثل ما لديك أنتِ ويتفاوت في ذلك الرجال، فعندما تجدي أن زوجك لا يبادلك الاحترام، أو أنه يقوم بالشّتم و السّب أحياناً متناسياً أنك زوجته وعشتِ معه و تحملتِ كثيراً من المشاق من أجله ومن أجل أسرته؛ فهو في الحقيقة لا يلتفت لذلك؛ لأنه ينظر نظرة عقلانية وليست عاطفية؛ حيث يرى أن ذلك مما أوجبه الله عليك وأن تصرفاتك في السب والشتم يعتقد هو أنها اعتداء على كرامته، و إهانةً له، ولا ينظُر إلى أن المرأة تكون ضعيفة جداً في بعض ما يعتريها، وما ينتابها من تغيرات فسيولوجية نفسية، ويجب عند هدوء العاصفة أن توضِّحي له أن المرأة ينتابها تغيرات قسرية خارجة عن إرادتها تؤدِّي بها إلى ردَّة فعل عكسيَّة كالمواقف التي حصلت بينكما، وليس معنى هذا أن الحب انتفى بينكماّ، بل هو باقي كما كان سابقاً، ولكن لابد من تقدير المواقف التي تحصل من طبيعة المرأة ولا يوجد مثيلها في الرجل. * إذاً التّعامل الجيِّد، والكلمة الطَّيبة من شأنها أن تعمل السِّحر حيث أن الحياة الزَّوجية يعتريها بعض الفتور والتغيُّر و الذُّبول، والشعور بروتين العمل اليومي، الذي يفقد كِلا الزوجين طعْم الحياة الجميل، خاصّة إذا كان هناك بعض المقارنات القاتلة مع الآخرين. * وحتى تسيطرين على هذا الأمر فالمهمّ ألاّ يتسلل اليأس إلى قلبك، و أعيدي الكرة تلو الكرة، امتدحي زوجك في صفاته الجميلة فهي طريق لكسب قلبه، وميله إليك ، فالرَّجل دائماً بحاجة إلى الثناء على مايقوم به من جهود، وواجبات للأسرة وهذا من ضمن الاحتياجات التي يحتاجها الزوج . * غيري حياتك بكلمات جميلة ومؤثرة تتحدثين بها مع زوجك، و شنفي آذانه بين الفينة و الفينة ببعض من العواطف الجياشة، وبمتابعة يسيرة لزوجك حتى وهو خارج السيطرة، وذلك بالسؤال عن حاله وأخباره، ثم سؤاله عما يُحب وما لا يُحب، والحرص على ذلك باستمرار، والاستقبال الجيد، وتهيئة الأجواء الهادئة والمريحة، والاهتمام بالفراش بنفس مُنشرِحة، حتى وإن كان ذلك يُشعرك بأنَّك مُكْرَهة؛ ففي علاقتنا مع الغير نحتاج لأن نتصنعَ الأخلاق حتى تصبح طبعًا لنا، فما بالك بزوجك الذي هو أقرب إليك، ومما لا شك فيه أن ذلك سيكون له دورٌ كبيرٌ في التغيير، فاصبري و تحمَّلي وتغافَلي، وأهم مِن كلِّ ذلك ابذلي.  * التجديد مهم في كل أمر، وخاصة في أمور الحياة الزوجيَّة، فلا بد من التجديد، وتغيير المواقف، فلا تبقي على موقف واحد، و جددي في حياتك بكل أشكالها .    حاولي أنْ تكسبي زوجك، و خاطبيه برفق، و اختاري الأوقات المناسبة للتحادث معه عن هذا الأمر، و اطلبي منه أن يعطيك بعض سلبياتك أولاً، و ابدئي في حلها بالتدريج، وحاولي أن تعطيه أنتِ بعض السَّلبيات، و وضحي له أن ماذكرتِ له قد لا يكون سلبياً، ولكن هذا ما رأيتهِ أنتِ حسب وجهة نظرك . * تقربي إلى الله وادعيه سبحانه في أوقات الاستجابة، فلديك فُرصاً عظيمة في ذلك خمس مرَّات في اليوم في الصلوات، ما بين الأذان، والإقامة، والثلث الأخير من الليل، ثقي في الرحمن، وادعيه و سيأخذ بيدك سبحانه إلى الطَّريق الصحيح.. عليك بالدُّعاء لزوجك، واعلمي أن الدعاء مستجاب بإذن الله، قال تعالى: ﴿ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة : 186 ]. ويقول سبحانه ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر : 60 ] ، فأكثري من الدُّعاء لزوجك، و أكثري من الدعاء لنفسك بالصبر وقدرة التحمل، ومع والدعاء سيتغير الحال - بإذن الله - إلى الأحسن. ومهم أن تُقوِّي الأعمال القلبية لتُقوِّي علاقتك بالله سبحانه وتعالى؛ مثل التوكل، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: ٣]، ومعنى ذلك أنَّ من توكَّل على ربِّه في أمر دينه و دنياه،، فإن الله سبحانه سَيُسهِّل أمره و يُيَسِّر كُلَّ مشكلة لديه. وكذلك التقوى: وهي الابتعاد عن المعاصي وعمل الحسنات فيقول الله سبحانه عن ذلك:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، فتقوى الله سبحانه تُعطيك مخرجاً للمشكلة التي تعيشيها حالياً مع زوجك، وإضافة لذلك يرزقك الله سبحانه من حيث لا تحتسبين. * لابُد أن تبدئي بالتغيير في حياتك، حيث أن التغيير له أهميته كبيرة في حل مشكلتك الحالية، قد نعجز عن تغيير غيرنا لكنَّنا نملك أن نُغَيِّرَ أنفسنا لنتصرَّفَ بطريقة نصل بها لما نريده معهم، أو نوصل لهم ما نريده نحن، وهذه قاعدة مهمة، يقول الله سبحانه: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد:11]،. فعند طلب التغيير في الحياة لابد أن نُغيِّر ما بأنفسنا ونُعيد بناء حياتنا على ما يُرضي الله سبحانه، وإذا علمنا أن ما أصابنا من أنفسنا فيجب أن نبدأ في التغيير والعودة إلى الله. يقول سبحانه ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَة فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾، [النساء79]،. فكونِي قريبة منَ الله ليكون الله معكِ، و ثقي فيه سبحانه، ولا تَمَلّي طرْق بابه، واللجوء له، تجنبي المعاصي و توبي منها، حافظي على الصلوات، وبقية العبادات، فلها أثر كبير في إصلاح الأسرة كاملة، وحل هذه المشكلة خاصَّة، يقول سبحانه ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132]،. والرزق ليس بالمال فقط بل في كل جوانب الحياة ومنها عودة زوجك إليك وحل مشكلته، و للصلاة أثر إيجابي علىك، و على أبنائك، وزوجك وعلى الأسرة بشكل عام. * ومن الأمور التي تُعينك على المُضي قُدماً أن تسْتشعري الأمور الطَّيبة، و الَّتي تبعث على الأمل، وأن تَستمْتِعَي بها، وأن تُبعِدي تفكيرك عن الأشياء السيئة؛ حيث أنَّ الإنسان يعيش بما يُفكر فيه... فإذا عشتِ اللحظات الطَّيبة فإنك تستمتعين بها، وإذا عشتِ اللحظات السيئة فإنها تُسبِّب لكِ الهمَّ، والقلق، و التَّعب، فعيشي حياتك مُستمتعة، مبتعدة عن منغِّصات الحياة، والتفكير في الطَّلاق، و البُعد عن الزوج، والانفصال عنه، وترك الأبناء هي من الأمور التي تشغل البال وتسبب هماً و غماً و تعباً نفسيِّاً. * لا تنسي قراءة ورد يومي من القرآن الكريم فقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( اقرَؤوا سورة البقرةِ، فإنَّ أَخْذَها بركة، وتركَها حسرة، ولا تستطيعُها البَطَلَة )[صحيح مسلم]،. والقرآن كله بركة. *اشغلي نفسكِ ببقيَّة الأمور المهمَّة، مثل :( برِّكِ بوالديكِ، وتطويركِ لنفسكِ أيضًا) ، فالحياة لا يجب أن تتوقَّفَ عند مشكلة يمكن حلها، و نظرتنا لأنفسنا أو احترامنا لها لا يكون من خلال أعين الآخرين؛ بل ينبع مِن داخل أنفسنا، وتطويرنا لها و تغييرنا لطريقة حياتنا. ختاماً: نسأل الله أن يُبارك فيك، وأن يحفظك من كُلِّ مكروه، وأن يُسعدك و يُعيد لك حياتك مع زوجك وتعيشين أفضل حياة. و نسأل الله-سبحانه- أن يُوفقك، و يشرحَ صدركَ لِكُلِّ خير، و يُسعدك في حياتك بعد عودتها، إنَّه سميع مُجيب.

مقال المشرف

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان، هو أمه الأخرى التي ربته ورعته وحرسته بالرجاء والأمل، هو السياج الآمن ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات