الرد على الاستشارة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة ؛ نشكر ثقتك بنا لمساعدتك في حل مشكلتك، ونسأل الله أن يريح قلبك و يرزقك الطمأنينة والسعادة.
أختي العزيزة ؛ اعلمي أن للغضب و العصبية عدة أسباب وهذه الأسباب تختلف حسب الظروف التي تواجهنا والضغوطات والتراكمات المتلاحقة والتي تؤثر على صحتنا النفسية وعلى علاقاتنا الاجتماعية وخاصة بمن نحب, وأيضاً على شخصيتنا التي ستعيش في صراع دائم بين ما تسعى لنيله من مديح واستحسان وقبول وبين ما نقع فيه من أخطاء نتيجة الكبرياء والعناد والدفاع الدائم عن النفس من أجل الحفاظ على صورة محددة لشخصية ترى أن في التعبير عن مشاعرها والكشف عن احتياجاتها ضعف فلا تقبل المساعدة التي تقربها ممن تحب. فتعيش في حالة من القلق والتوتر والشعور بالإحباط نتيجة شعورها بعدم فهم الآخرين لها. وكل هذه الأمور تزيد من مصاعب الحياة وتخلق الحواجز في حياتها الزوجية والاجتماعية والأسرية.
لذا أختي العزيزة ؛ للتغلب على العصبية والغضب عليك التحلى بالهدوء والثقة بالنفس ، وتحقيق ذلك يتم بتطبيق وتعديل بعض الأمور ومن هذه الأمور ما يلي : أولاً : احرصي عزيزتي ؛ أن تعوّدي نفسك على النقاش بهدوء حتى لا يتحول النقاش إلى جدال عقيم.
ثانيا : عليك الابتعاد عن جو الضغوطات والمسبب للقلق والتوتر .
ثالثا : طبقي تمارين التنفس العميق والاسترخاء ومارسي الرياضة ورفهي عن نفسك.وانتبهي لصحتك راجعي الطبيب للتأكد من هل العصبية الزائدة سببها صحي سواء متعلق بوجود نقص في بعض المواد أو مشاكل في التغذية ونقص فيتامينات ليتم علاجها .
رابعا : احرصي أيضاً على علاج المشاكل الصحية الأخرى والمسببة لك قلق وتوتر دائم , واحرصي على اتباع نظام غذائي متوازن , ونظمي نومك وقللي من تناولك للمنبهات أو الأدوية هذا فيما يتعلق بالجانب الصحي . خامسا : أما فيما يتعلق بالجانب الزوجي ، احرصي أختي العزيزة ؛ على تلبية احتياجاتكما النفسية والعاطفية لتأثير ذلك على حالتكما المزاجية والعاطفية .
سادسا : خصصي وقت للحوار والتواصل مع الزوج واقتربي منه لتشعري بالأمان والاطمئنان ولتحققي الاستقرار النفسي لك ولزوجك ، وانتبهي لأسلوب التعامل مع الزوج فاحرصي على الاستماع له وعدم مقاطعته أو التسرع في إصدار الأحكام عليه أو لومه أو توجيه الاتهامات له .
سابعا : أنصحك بالابتعاد عن العناد والكبرياء والذي يدمر الحياة الزوجية, وحاولي أن تفهمي نفسك واسألي نفسك ما الذي تريدينه من الزوج ؟ وكوني واضحة معه وصريحة ليفهمك ويقدر مشاعرك.
أختي العزيزة ؛ أنت بحاجة إلى فهم الزوج والتواصل معه وخلق لغة حوار تشعر الطرفين بقيمتهما من أجل ضمان استمرار الحياة الزوجية.
ثامنا : احرصي أختي العزيزة ؛ أن تنظمي يومك ولا مانع من التأجيل لبعض الأمور المتعلقة بالأعمال اليومية كي لا تشعري بالقلق والضغط .
تاسعا : أما بالنسبة للاحتياجات النفسية و الواجبات الزوجية فأنصحك بالتعامل معها في وقتها وعدم تأجيلها لأنها تزيد من الشعور بالقلق والتوتر إزاء عدم قيامك ببعض الواجبات في حال لم تتعاملي معها في وقتها مما يتسبب لك بالضغوطات والتراكمات.
عاشرا : أيضاً احرصي على تجنب الأشخاص السلبيين ولا تسمحي لكلماتهم السامة بالتأثير على حياتك الزوجية.
أحد عشر : احرصي أيضاً على تخصيص وقت للراحة وتجنب الإجهاد ، واستمتعي بما هو موجود لديك وتمتلكينه حالياً ولا تشغلي بالك في التفكير في أمور لا تمتلكينها حتى لا تكوني في حالة قلق وتوتر دائم. وفي حال كانت هناك أمور تسعين لتحقيقها أو امتلاكها أنصحك بالتعرف على أسباب توفرها لك وهل هي متاحة وسهلة وبإمكانك الحصول عليها أم أنها صعبة الحصول والركض وراءها يهدر الطاقة ويخلق المشاكل ويزيد حياتك توتراً ؟
وأخيراً : في حال لم تستطيعي السيطرة على مشاكل الغضب والعصبية أنصحك باستشارة طبيب نفسي يساعدك في علاج المشكلة التي تعانين منها, كما انصحك بأخذ استشارة زوجية لمعرفة كيفية التعامل مع الزوج وعلاج أسباب المشاكل الزوجية.
أسأل الله أن يرزقك السعادة والاستقرار في حياتك الزوجية والأسرية .